Tahawolat
لتعريف الشباب اللبناني والأردني على تراثهم الثقافي
 وجعل متاحف البلدين محطة تواصل واستقطاب


يُقال أن من لا يعرف تاريخه من الصعب عليه إدراك الحاضر والتطلع نحو المقبل من الأيام، وتصبح صفة الجهل نسبية في إطار السعي للتعرف على ما أنتجه العقل البشري ونجد أن مجتمعنا يدور في فلك التطور السريع للتكنولوجيا حيث يجهد هذا الجيل لمواكبتها ولو غاب التنظيم في بعض الاحيان.
في زمن السرعة والانفتاح الالكتروني بات الجهل صفة ملازمة لمن لا يعرف التعاطي مع وسائل الاتصال المتطورة بمعنى أنك إذا ملكت ثقافة الكترونية فأنت مثقف وإبن هذا العصر.
يفتقد الشباب العربي للكثير على صعيد الذاكرة التراثية والتاريخية مما يؤثر سلباً على مستقبلهم ولأن الثقافة والتراث يشكلان الاساس له، اختارت جمعية "مرسي كور" وضمن مشروع "أساسات لمستقبل متين" لحث الشباب اللبناني على الترويج لتراثهم الثقافي في اطار مشروع التراث الاوروبي المتوسطي الرابع الممول من الاتحاد الاوروبي وذلك ضمن سلسلة نشاطات انطلقت في المتحف الوطني منذ عامين واختتمت فيه هذا العام.
"تحولات" التقت سارة كوزي  مديرة مؤسسة "مرسي كور" التي تحدثت عن المشروع بحماس قائلة: "مشروع "أساسات لمستقبل متين" تنفذه مؤسسة "مرسي كور" بين لبنان والأردن بتمويل من المفوضية الأوروبية وبالتعاون مع جمعيات عدة. في لبنان مثلاً تعاونا مع وزارتي الثقافي والتربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء والمتحف الوطني، في الأردن تعاونا مع جمعية "جهود" والمتحف الوطني هناك. يهدف هذا المشروع لاشراك الشباب اللبناني والأردني في آن للتعريف على الأرث الثقافي وإظهاره مما يمنحهم حساً وطنياً مضاعفاً للتعرف على تراثهم الثقافي والمحافظة عليه. أما الهدف الثاني فهو جعل المتاحف في البلدين محطة استقطاب للشباب ومن هنا أتت فكرة "المنصات الالكترونية" التي نضعها اليوم في المتحف الوطني في بيروت".
وترى كوري أن هذه المنصات عبارة عن عامل جذب للجيل الشباب لا يخلو من الاثارة والثقافة في آن وتضيف: "هذه المنصات تجذب الشباب، كونها تجمع بين اكتساب المعلومات العامة والترفيه في نفس الوقت. فهي تضم معلومات عامة عن المتحف الوطني وفي الوقت نفسه ألعاباً تتناول الاثار الموجودة في  لبنان والمشهد نفسه ينسحب على الأردن".
اما عن طبيعة الالعاب تقول: "هناك اسئلة تراثية عن لبنان، اضافة الى محتويات المتحف، كما أننا دربنا مسؤولين في المتحف الوطني عن كيفية استعمال هذه المنصات وإمكانية إضافة أسئلة أخرى لاحقاً، وكان لنا نشاط سابق حيث أطلقنا حقيبة تعليمية تربوية بالتعاون مع المركز التربوي للبحوث والانماء وبموافقة وزارة التربية وتم تدريب أشخاص في الوزارة على كيفية إستخدام هذه الحقيبة في المنهاج التعليمي وهي تتضمن معلومات يستطيع الاساتذة الاستعانة بها لتعريف الشباب ومن مختلف الأعمار على التراث الثقافي".
لكن لماذا اختارت الجمعية موضوع التراث الثقافي؟، وهل هناك مسافة فاصلة بين الشباب وتراثهم؟ تجيب: "بالفعل هناك مسافة بين الشباب العربي وتراثه الثقافي، وفي لبنان الشباب يجهل تراثه، في المجالات كافة ونحن سعينا لالغاء هذه المسافة. وهناك إقبال حقيقي من قِبل الشباب هنا وفي الأردن على التعاون وقد تجاوبوا معنا واشتركوا في المهرجانات التي اقمناها على مدى عامين".
أما عن الخطوة المقبلة بعد هذا المشروع فتقول كوزي:" الخطوة الثانية تتمثل بالتواصل مع وزارة التربية للتأكد أن الحقيبة التعليمية يتم تفعليها كما يجب، والقيام بنشاطات مع المدارس لاجل هذه الغاية والتواصل ايضاً مع المتحف لنرى النتائج التي احرزتها المنصات. لكن أفضل شيء في مشروعنا هو ترسيخه كاستمرارية حيث أن وزارتي التربية والثقافة تبنيا نواته وسيستمران فيه".
تتجول يارا أبنة التسع سنوات بين أقسام المتحف وتنتقل الى الطابق العلوي ربما بحثاً عن سكينة التاريخ وهذه ليست زيارتها الأولى للمكان حسب تعبيرها، تستوقفها "المنصات الالكترونية" وتحاول شرح الأمر لنا فتقول: "أبحث عن الأشكال والقطع الموزعة وإذا أردت رؤية إحداها عن قرب يكفيني لمسة على هذه الشاشة وهذه هي القطعة التي أريد مقرونة بالمعلومات".
نسألها إذا ما شعرت أن زيارة المتحف باتت متعة فتجيب: "ليست المرة الأولى التي أزور فيها المتحف، لكن سأكرر الزيارة بالتأكيد".
لعل يارا رأت التاريخ بلمسة من هذا  الزمن المتطور فلا ضير أن يتم تجيير التطور للإضاءة على تراثنا الثقافي علّنا ندرك عظمة الحضارات التي لا تزال آثارها راسخة حتى يومنا.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net