Tahawolat
يتشعب الحوار مع الممثل شربل زيادة لسعة ثقافته التي شكّلت أرضية ثابتة لخياراته التمثيلية فيقنعك بالزي العسكري في شخصية «عازر» الضابط الاسرائيلي الذي يعمل على تجنيد العملاء في الجزء الثاني من «الغالبون». ويعد المشاهد بظهور سينمائي مختلف في «39 ثانية» ويعلن مواقفه السياسية دون مواربة.
فنياً يرى زيادة أن المسلسلات التركية ما هي إلا غزو عثماني لمجتمعنا ولكن بزي عصري، ويخشى على الدراما السورية من  كبوة جراء الحوادث الاخيرة واحتمال وقوعها في فخ التكرار مشيراً إلى أن الجرأة ليست صفة مستجدة على هذه الاخيرة.
نبدأ من دور»عازر» لنسأل زيادة عن سر نجاح «الغالبون»، هذا السر الذي جعله من الوجوه البارزة في العمل بجزأيه فيقول:» ما يميز هذا العمل قصته النابعة من واقع المجتمع، والحوادث التاريخية التي يتناولها كلنا عشناها ومن لم يعشها سيهمه أن يعرفها. ويؤسفني أن هناك أناس من هذا الوطن لا يعرفون أن إسرائيل كانت تحتل لبنان وبالفعل هناك جهل تام ومخيف لكن «الغالبون» أضاء على هذه المرحلة وجعل هؤلاء يعرفون ما حصل  كل هذه التفاصيل دفعتني للمساهمة في الاضاءة على هذا الواقع. وبرأيي نجاح العمل هو الذي جذب الكثير من الوجوه الجديدة ومن كان يشعر بالتردد في البداية تغلب على شعوره واندفع للقبول بالمشاركة».
لا يستغرب زيادة الجدل الذي اثاره العمل في بلد محكوم بالاختلاف والتنوع داعياً الاطراف كافة لصيغة تخاطب مسؤولة :» أقول لكل طرف لبناني معترض على «الغالبون» أن يحذو حذو منتجيه ويتحدث عن إنجازاته ولتكن وسيلة التحاور فكرية وثقافية وفنية وبالتالي لا يرفض اي طرف الآخر. ولنخرج من دائرة التوتر والتشنج كي لا تصبح الدراما أيضاً منقسمة مذهبياً».
اما النقد فلا يراه زيادة مقياساً لنجاح أي عمل درامي حيث أن الحكم للمتلقي في نهاية المطاف، فهو من جهته لا ينتظر مقالاً أو رأياً نقدياً كي يتابع الاعمال السينمائية او الدرامية عللى السواء مع اشارته الى منطق المحسوبيات الذي يرتهن له الكثير من النقّاد.
وحول نظرته للدراما العربية يقول:» في زمن ماضٍ كانت الدراما اللبنانية متقدمة لكنها تراجعت لاسباب عديدة معروفة من الجميع، أما المصرية كانت في مرحلة ما رائدة إلا أنها وقعت في فخ التكرار والاجترار والاستعراض الخالي من أي مضمون مفيد، ويمكن القول أن قرينتها السورية تصدرت المشهد الدرامي العربي لما قدمته من طروحات وكفاءة عالية سواء في اداء نجومها أو في التقنيات لكني أخشى عليها من كبوة جراء ما يجري  اليوم في سوريا، شخصياً أرى أن السوريين نجحوا في المسلسلات التي تناولت مراحل تاريخية وبالطبع لا أعني «باب الحارة» الذي شوّه الصورة الحقيقية للبيئة الشامية، لكني لا أرى أن كل اعمالهم المعاصرة مقنعة ربما لأنهم لا يقولون كل شيء وأظن أنهم محقون كونهم أدرى من غيرهم بما يتصل بمجتمعهم ومحظوراته».
لكن الا يرى زيادة حجم الجرأة في الاعمال السورية التي انتقدت الفساد حتى قبل الحوادث العاصفة التي تعيشها البلاد؟ يجيب:» هذه الجرأة ليست جديدة، إذا عدت الى الارشيف ستجدين كما لا يستهان به من الاعمال بدأ بدريد لحام والماغوط والكثير  من الاسماء الرائدة في هذا الاطار».
ونسأله عن الحرية المطلقة، فيقول:» لا يوجد حرية مطلقة في أي بقعة من هذا العالم، انا كنت مقيما في الولايات المتحدة الاميركية واؤكد لك أن الحرية كذبة كبيرة والدليل أن هذه الدولة العظمى تمارس أبشع أنوع الظلم على من هم أضعف منها إذا هي لا تعرف أي قيمة للحرية حتى في المجال الفني والادبي».
ويخبرنا زيادة عن فيلمه السينمائي الذي سيعرض في أيلول في الصالات اللبنانية:» اشارك حالياً في فيلم لنبال عرقجي (كاتب) ولارا سابا (مخرجة) عنوانه «39 ثانية» الى جانب كارول حاج وشادي حداد بالاضافة الى ضيوف شرف، يمكن القول أن حياة الناس قد تتغير في  39 ثانية ولعلها لعبة القدر هي الفكرة الرئيسة للفيلم الذي يضيء على نماذج من المجتمع اللبناني».
من جهة ثانية يرى زيادة أن الدراما التركية ما هي إلا غزو عثماني بزي عصري:» أنا ضد العرض الدرامي التركي المتواصل الذي يجتاح مجتمعنا واعتبره نوع من انواع الغزو الثقافي، حين تم إفتتاح الفضائية التركية الناطقة بالعربية في بيروت كنت أعمل معهم وأكتب لهم برنامج عنوانه «كلمني عربي» ثم طلبوا مني أعداد برنامج سياسي لتسويق سياستهم هنا وبكل بساطة اعتذرت».
لكن قد يرد البعض على هذا الموقف بالاشارة الى الغزو الايراني لدعم السينما اللبنانية المقاومة وآخرها فيلم «33 يوم»؟ يجيب:» إيران لم تحتلنا اكثر من 400 سنة كما فعل العثماني، إذا شعر البعض بأن ما تقوم به إيران غزواً من خلال «33 يوم» فما المانع أن تطلب قوى 14 آذار من قطر أن تدعمها لتقديم عمل تسميه «77 يوم» بدل أن يدفعوا الاموال لتسليحنا ضد بعضنا».
ويختم بالقول:» حين تصبح الفوضى هي القاعدة لا يمكن أن يكون ما يحصل في عالمنا العربي ثورة، واخترت أن أختم بالسياسة لانها لا تنفصل عن الثقافة والدراما».

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net