Tahawolat
ينبثق النور على إيقاع الكلمة التي تحاكي الانبياء، قداسة الحضور وتباشير العيد الذي يحمل في طياته الأمل كل عام بأن هذا الشرق كبير برُسُلِه وأنبيائه لا يهاب الرياح الساعية لشرذمته. هذا هو الوطن المتداخل بأهله وناسه المحتفين بولادة السيد المسيح حيث اصداء اجراس الكنائس تتناغم مع التكبير المنبعث من المآذن.لان المقاومة ثقافة ومحبة وعطاء كان لا بد من تفاعلها الفني الإنشادي احياء لعيد الميلاد المجيد لذا اختار القيمون على النشاطات الثقافية والفنية فيها الاحتفال بولادة السيد المسيح على طريقتهم الخاصة فكان العنوان "ولادة الروح" للامسية الموسيقية الانشادية التي أحيتها الفرقة الموسيقية المركزية التابعة لكشافة الامام المهدي في "حزب الله" بقيادة المايسترو علي باجوق في مدينة جبيل.ما يميز الحدث رمزيته التي ترسخ وحدة اللبنانيين في الاطار الاجتماعي والثقافي على قاعدة المشاركة واحترام المعتقدات الدينية كافة والملفت في الحفل قصيدة الشاعر نزار فرنسيس "لا تخافي يا مريم" التي وضع تأليفها الموسيقي ووزعها العقيد جورج حرو قائد فرقة موسيقى الجيش وسيؤديها المنشد علي العطار الذي اعتبر أن هذه القصيدة تضيف الى رصيده الكثير كونها تخاطب السيدة مريم العذراء بما ترمز اليه من قدسية وهي التي كرمّها الله في كتابه الكريم.ثقافة الفعل والقول"الهدف من هذه الامسية التركيز على التعايش" هكذا يختصر المعنيون بالنشاط الأمر مؤكدين أن السياسة بمنأى عن الحدث برمتّه حيث أن الاحتفاء بولادة السيد المسيح يحمل طابعاً اجتماعياً ودينياً وثقافياً ولا يجب وضعه في خانة سياسية "لأن النبي عيسى عليه السلام" يقول منظمو الحفل، "هو نبي للبشرية جمعاء وهذه المناسبة مشتركة بين المسلمين والمسيحيين في آن ونحن كنا على الدوام نحتفي بولادته ولدينا انشطة في هذا الاطار على مدى السنوات السابقة ولكن هذه السنة أردناها بنمط مختلف بعض الشيء كخطوة على طريق طويل لايصال الوجه الفني والثقافي للمقاومة قولاً وفعلاً"."لا تخافي يا مريم"لا تخافي يا مريم وتخاوي البكيالله هوّي الأعلم عارف شو بكي الله ودا روحو ليكي اهلك لما قاموا عليكيطفلك عيسى ع إيديكي بمهدو حكي....هكذا يستهل الشاعر نزار فرنسيس رؤيته الشعرية التي تحاكي السيد المسيح بنفس اسلامي حسب تعبيره وهو خص "تحولات" بحديث سريع حول الحدث فقال: "اقدر للمقاومة ثقتها والجميع يعلم أنه ليس التعاون الأول بيننا، هذا الاحتفال الديني الذي تنظمه المقاومة الاسلامية يشكّل خطوة مهمة من فريق لبناني يسعى لتأكيد مشاركته وينادي بالتقارب والتعايش بين جميع اللبنانيين على المستوى الاجتماعي والاخلاقي والأهم على المستوى الوطني".اما عن سبب التناغم بينه وبين المقاومة في المجال الفني يقول فرنسيس: "هناك احترام متبادل بيني وبين هذه المقاومة التي دافعت عن لبنان دون أي تمييز ولعل إيماني بقدسيتها ورسالتها قربني منها، برأيي أن كل شخص يملك حساً وطنياً حقيقياً عليه أن يقّدر قيمة التضحيات التي قدمتها هذه المقاومة عن كل اللبنانيين لا بل يجب أن تهزه هذه التضحيات من الداخل جميعنا لمسناها وشعرنا بها أبان عدوان تموز 2006 على لبنان، هذه الانجازات التي تحققت يجب أن ترسخ في وجدان الجميع وبالتالي من المنطقي أن يكون فعل المقاومة ثقافة عامة لا أن تكون محصورة في فئة بعينها".ويضيف: "هذه القصيدة تعني لي الكثير وهي ستصل الى كل القلوب خصوصاً أن المنشد علي العطار سيؤديها فهذا الانسان يملك صوتاً يليق بما ينشد من ملاحم، صوتاً بحجم هذه المقاومة".ويختم فرنسيس: "ما نقدمه عبارة عن رسالة سلام ومحبة وتلاقي وهذه هي رسالة المقاومة الحقيقية".

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net