Tahawolat
عمل فني تشكيلي استعراضي متميز  تحت عنوان "حظاً سعيداً" قدمته غاليري جانين ربيز - الروشة، للفنانة اللبنانية - العالمية فرجيني قرم، وأهميته أنه جمع بين التشكيل ومعاني الحظ في حضارات وبيئات مختلفة.
 
المعرض مجموعات من الجواهر التي يتشارك فيها الذهب والبلاتين مع الأحجار الكريمة، العاج ومواد أخرى نادرة، فيها سلاسل من الأعمال اللونية الجميلة بألوان زاهية، وأشكال أنيقة من العقود والأساور والحلق والخواتم.
 
أهمية المجموعات أنها صنفت مما تحتويه من مواضيع، مع الإشارة إلى معاني الحظ في كل مجموعة، وفقا لانتمائها، ومصدرها الاجتماعي، أو الجغرافي. منها المجموعات المكونة من تشكيلات بشكل الأسماك، وأخرى بشكل الفيل، أو شجرة الحياة، أو الدعسوقة، أو زهرة البرسيم، أو بوذا. كل من هذه المجموعات ضمت عدداً من القطع، فمثلا، كل قطعة في مجموعة الأسماك حملت شكل سمكة من ذهب أو حجارة كريمة أو عاج، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية المجموعات. ولكل عنوان (سمكة، فيل، شجرة..) معنى خاص في مفهوم الحظ.
 
وقاربت قرم المعاني بصور فوتوغرافية لتشكيلات طبيعية تربط عناصر المجموعات بمعانيها وأشكالها المدرجة في الصور، فكانت توليفة جميلة، يحكي كل عنصر في المجموعة حكاية خاصة، وكل مجموعة متكاملة أسطورة ميثولوجية.
 
ربطت قرم بين فكرة الحظ، والأبعاد المعتقدية لدى شعوب مختلفة في مراحل ما قبل الحداثة، في مجتمعات ما زالت تستنجد بالماضي وتخيلاته وأساطيره لكشف المستقبل
 
مجموعات ومعانٍ
إحدى المجموعات تركزت على شكل شجرة معلقة في سلاسل ذهب، ترمز إلى "شجرة الحياة”. ومفهوم شجرة الحياة استخدم في العلوم والدين والميثولوجيا كعنصر عام في المعتقدات وعلوم الدين والفلسفة كافة، وهو مفهوم صوفي يعود إلى تداخلات جوانب الحياة على كوكبنا الأرضي، كما أن التعبير هو مرادف للشجرة المقدسة.
 
الشجرة تشكل صلة الجنة بالعالم الدنيوي، وهي رمز كوني وجد في معتقدات روحية عدة في العالم وترمز إلى الحياة، فروعها في الجنة، وجذورها تضرب في باطن الأرض
 
مجموعة أخرى تعتمد بوذا موضوعاً لتشكيلاتها، ألوانها بالأحمر والأسود والأخضر لحجارة كريمة إلى جانب الذهب، وتشير إلى سحر بوذا أو تمثاله، حيث ظنت الشعوب التي تعرفه أنه مصدر للحظ السعيد، خصوصاً إذا تسنى للمرء أن يحتك ببطنه. ولبوذا قوى حماية ما ورائية، وهو ولد منذ ٢٦٠٠ سنة. وقد اعتبر بوذا الضاحك  أحد آلهة الثروة، ويجلب الرخاء، والنجاح، والأرباح المالية.
 
مجموعة التنين الأسطوري الصيني، وهو مخلوق خرافي قيل عنه إنه يملك حراشف مثل حراشف السمكة، وقرون الغزال، ومخالب النسر، وعرف الحصان، إنه يجسد جوهر فكرة التغيير، والتحول طالما تندمج كل هذه العناصر مع نفسها في حقيقة واحدة، وتصبح مرئية أو غير مرئية في رفة عين.
 
مجموعة الأسماك ينطلق مفهومها من أن الأسماك اعتبرت حظاً كبيراً في مختلف الثقافات. وهي ترمز للحظ الجيد، وهي أيضا رمز للثروة والرخاء. ومن هنا تستعمل الأسماك بأشكال وصيغ مختلفة، فتوضع في أوعية زجاجية، أو على الجدران كلوحات،أو كأشكال تزيينية أو كتعويذة سمكة محظوظة.
 
مجموعة اليد الزرقاء الخماسية الأصابع، صورة استخدمت على صعيد عام، واستعملت في التعليق على الجدران كرمز للحماية، ويمكن للأصابع الخمس أن ترد "صيبة العين" بحسب المعتقدات الشعبية. يعود الاستعمال لليد منذ قبل المسيحية والإسلام. فهي معروفة في الإسلام على انها يد فاطمة الزهراء بنت النبي، واعتقد المسيحيون المشرقيون أنها يد مريم العذراء أم يسوع.
 
مجموعة البرسيم، الزهرة المؤلفة من أربع أوراق، هي حالة من الحالات غير الشائعة للبرسيم الثلاثي الأوراق الشائع. وقي التقليد، الأوراق تجلب الحظ خصوصا عند مصادفتها، وبحسب الأسطورة، تمثل كل ورقة أمراً ما: الأولى الإيمان، الثانية الأمل، الثالثة الحب، الرابعة للحظ.
 
مجموعة الفيلة: نظراً لعمرها المديد، ترمز الفيلة للتغلب على الموت. والأشكال الشبيهة بالفيل توضع على الرفوف أو في الممرات، تؤكد على الحياة الطويلة والحظ السعيد. والفيلة رمز للحكمة، والقوة، والولاء، والذكاء، والوحدة.
 
مجموعة القرن الذي يجسد القوة والوفرة. وفي الميثولوجيتين الرومانية واليونانية، مثل القرن رمزاً للجنس كونه شبيه بالأعضاء الجنسية. بعض الأحيان، يسمى قرن الوفرة، وهذا السحر يمثل غنى المستقبل ورخاءه.
 
مجموعة الدعسوقة أو الخنفسة الصغيرة، تعتبر حظاً حسناً، وثراء. وهي تحرر الانسان يوما بيوم من المشاكل، فإذا لبس الانسان أيقونة دعسوقة، أو صدف أن علقت واحدة حية على المرء، فإن ذلك سينير حياته، ويؤمن الصبر له، ويخفف همومه.
 
قرم
تعتبر قرم مصممة أبدعت الجواهر من اجل معارض الجواهر والمحلات الثرية، ومخازن العرض عبر العالم.
 
أما وقد امتلكت قرم خيالاً غريباً بعلاقتها بالحجارة والأعشاب من عصور قديمة جداً، فقد أخذت بعضاً من مجموعة والدتها الثرية فقط لتعيد تشكيل جواهرها.
 
تخرّجت قرم من ألمانيا في فن تصميم الأزياء، ثم انتقلت إلى باريس لمتابعة دراستها في تصميم الأزياء في عالم مشهور كعالم بيار بالمان في مدرسة باريس العليا للتصميم.
 
عند تخرّجها، اشتغلت على مشاريع في الهندسة المعمارية للعديد من الشركات عبر أوروبا، وكذلك لرئيس جامعة كمبريدج البريطانية لسلي مارتن. وكان الفضل لهذا الاهتمام المستجد بالهندسة المعمارية لقرم أن أفضى بها إلى نيويورك حيث اشتغلت في مشروع إعادة افتتاح متحف هيويت كوبر الشهير.  

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net