Tahawolat
 
عقدت في دار الندوة، بدعوة من دار نلسن للنشر، ندوة تكريمية بعنوان "تحية للاديبة الراحلة د. ثريا ملحس 1925)-2013 (".
بداية رحب سليمان بختي بالحضور، خصوصاً بالوفد الاعلامي والدبلوماسي وعائلة الدكتورة ملحس الذين حضروا من عمان للمشاركة. وقال: "نتذكر الاديبة والشاعرة والباحثة والاستاذة الجامعية لأن تذكر الذين يعطون للانسان في بلادنا ولقضية الابداع والتعليم والثقافة يجعلنا لا ننضم الى طريق الجحود والنكران، الى طريق القتلة". وأثنى على جهدها المتميز لاجل بناء الانسان والكلمة في لبنان والاردن ودنيا العرب. وانها امضت خمسين عاما في بيروت بين دراسة وتدريس، حيث تخرجت من الجامعة الاميركية ونالت الدكتوراه من الجامعة اليسوعية ودرست في الـ B U C (الجامعة اللبنانية الاميركية) وفي الجامعة اللبنانية.
وبلغت دواوينها الشعرية خمسة عشر، وفاقت ابحاثها ومؤلفاتها الخمسين. وكانت حاضرة دوماً في المشهد الثقافي والشعري والادبي في لبنان. وانتمت دائماَ الى قيم الانسان ووطنه وحضارته.
ووقفت دائماً مع الانسان والحرية والهوية القومية الحضارية، وحثت على التجديد وشجعت على التغيير وتشددت في المعايير. وختم بختي "يولد الانسان فرداً ويموت متعدداً في اشواقه واحلامه وكتاباته وآفاقه، وفي الآخرين الذين أحبهم وأحبوه. وثريا ملحس أحبت هذه المدينة وأهلها وكانت من عناوينها وبيارقها واعلامها. والحب والوفاء والانجاز والعبرة لن تترك للنسيان طريقا اليها.
نجار
الكلمة الثانية كانت للسيدة أنيسة نجار رائدة العمل النسائي التي حملت سنواتها المئة وجاءت لتشهد للحب والصداقة التي جمعتها مع شقيقتها الفنانة سلوى روضه شقير بالراحلة الكبيرة. وتذكرت معاناة ثريا ملحس في الجامعة وكفاحها لنيل شهادة الدكتوراه وخاطبت عائلة د.ثريا ملحس "ما أعظم ما فقدتم. حافظوا على ما تركته من تاريخ وأدب للأجيال الصاعدة. لن ننسى الدكتورة ثريا ولن ينساها التاريخ ولا لبنان ولا الاردن والبلاد العربية".
نصرالله
وكانت كلمة وجدانية وتحليلية من الروائية الاديبة إملي نصرالله التي وصفت ملحس بأنها وردة، والوردة كانت استاذتي، ولا تزال. وحملت دائماً رسائل الحق والخير والجمال. ووصفت شعرها بأنه مميز بالرمز والتلميح والحزن الشفاف والتجديد ورقة الصور والكلمات.
وتوقفت عند القيم التي التزمتها ملحس ودافعت عنها بحماسة وإيمان وهي الحرية، واصالة الانتماء والتجذر في فهم الأمة العربية، وقيم العدالة والمساواة والحب. وحبها القوي للبنان وعشقها لبيروت. وختمت "ثريا ملحس الغائبة الحاضرة سيظل يجمعنا نغم الحب وسنظل نحب ان نصغي ولو مرة واحدة الى اصوات الشعراء أمثالك".
جحا
وتحدث الدكتور ميشال جحا عن زمالتها وصداقتها، وتوقف عند كتابها عن كشاجم، وعن كتابها "القيم الروحية في الشعر العربي قديمه وحديثه" وعن مجموعتها الشعرية الاولى "النشيد التائه" (1949) وعن كتابها "المرأة العربية الى أين؟". وتذكر جحا انه ما زارها مرة الا وكان في يدها كتاب تقرأ فيه أو قلم تكتب مقالاً او بحثاً وان على مدخل بيتها كان جرس باسمها وجرس باسم زوجها موسى سليمان.
وأنهى جحا "حياتها كلها كانت جهاداً وكفاحاً وعطاءً. رحم الله الدكتورة ثريا ملحس التي نتذكرها اليوم فنفيها بعض حقها".
النجار
وكانت الكلمة الاخيرة للصحافي والباحث الاردني تيسير النجار الذي قال "هذا المساء يليق بروح ثريا ملحس الانسانة والاديبة والباحثة والاستاذة التي أحبت بيروت وتفاعلت بعيداً عن الصخب مع تلامذتها ونخبة من المثقفين والادباء والفنانين اللبنانيين والعرب". وأضاف "كان لي شرف التعامل القريب مع د.ثريا ملحس من خلال حوارات مطولة أجريتها معها ووضعتها في كتاب بعنوان "تأمل في ينابيع تنفجر" (وزع الكاتب هدية للحاضرين) رافقتها حتى الايام الاخيرة وتعلمت منها الكثير".
تابع: رحلت وهي تحلم بسماء الوطن العربي الواحد, كانت ممن جعلوا عالمنا أفضل بالكلمة والفعل والبحث والنهل من ينابيع المعرفة.
وختم "أستاذتنا سلام عليك، سلام عليك حين قلت يا الله حدثني عن شجرة اللوز، أزهرت شجرة اللوز" وشكر الحضور باسم عائلة ملحس وباسم علامات الصداقة العميقة بين لبنان والاردن.
وكانت مداخلات وشهادات لكل من خالد نجار، جان دايه، معن بشور، ندى سليمان ود.عفاف عبد الباقي حاطوم.
بالفعل كانت التحية مستحقة للاديبة الراحلة ثريا ملحس، وتجلت في الكلمات الصادقة والذكريات الحميمة والتقدير للدور والعطاء. ذات مرة كتبت ثريا ملحس عن بيروت "انت مثل الفينيق/ ينهض دائماً من رماده".
رأينا الصدق والصدى والاثر فلا فرق بين غياب وحضور ولا بين أديم ورماد. والكلمة لا تموت حين الرزع أصيل من يد أمينة في بستان طيب ومورق.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net