Tahawolat

اختارت الجمعية اللبنانية للفنون (رسالات) الفيلم السينمائي 33 يوم (33 days) لتعرضه ضمن إطار الاحتفال بالذكرى الثانية عشرة للتحرير وهي التي تسعى دوماً للارتقاء بالمستوى الفني والثقافي من خلال السينما الهادفة التي باتت عروضاتها في الجمعية محطة اسبوعية للمهتمين.
ولأن عدوان تموز 2006 هو الحدث الذي جدد زمن الانتصارات كان لا بد من الاضاءة على جزء منه ولو بإطار رمزي دون الخوض في تفاصيل الـحرب التي استمرت 33 يوم ودمرت ما دمرته من حجر دون أن تنجح الصواريخ «الذكية» في الحد من عزيمة البشر..
عيتا الشعب هي الحكاية هناك تبدأ الصورة بمخاطبة الحشد الجماهيري الكبير الذي ضاقت به قاعة رسالات وبين الحشد حضر الممثلون وابرزهم النجم بيار داغر الذي يعتبر أن هذا العمل من أهم الاعمال السينمائية المستوحاة من واقع الصراع التاريخي بين مغتصب الأرض ومن يقاتله بخلفية المؤمن الواثق ويحقق النصر.
عرس يوسف (يوسف الخال) هو المدخل والزينة في كل مكان بانتظار العروس «نسرين» (كنده علوش)  التي تخشى أن تتأجل فرحتها الكبرى للمرة الثانية أمام نداء الواجب وهذا ما يحصل بعد نجاح المقاومة في أسر جنديين اسرائيليين بهدف مبادلتهما بالاسرى اللبنانيين في المعتقلات الاسرائيلية وتبدأ المواجهة لتبقى الكاميرا في عيتا وكأنها تختصر حدثاً بإطار رمزي.
ليس الهدف من الفيلم الاضاءة على 33 يوم من العدوان المدمر ربما لأن الحدث يستحق تناوله في مئات الاعمال السينمائية إن لم نقل الافاً، وكم من قصة هوليوودية بُنى عليها لايصال رسالة صهيوـ اميركية وحققت انتشاراً غزت به العقول التي تنبهر سريعاً بالمؤثرات «الغربية» ولو غاب عنها المنطق الدرامي احياناً. فيلم 33 يوم يقدم بعداً مختلفاً للمشهد الدامي الذي عاشه اللبنانيون خلال عدوان تموز 2006 ويختصر عطاء الأرض الأم فيلبسها زي «أم عباس» (كارمن لبس) التي تترك ندبة في وجه العدو بعد استشهاد زوجها وابنها، والعدو يختصر عنجهيته وحقده في شخص «أفي» (بيار داغر) الجنرال الذي لا تزال هزيمته في ايار 2000 ماثلة أمامه وينتظر فرصة للثأر.
في التفاصيل يرفض «الحاج محمد» (باسم مغنية) القائد الميداني للعمليات العسكرية مغادرة عيتا كي يحافظ على معنويات المجاهدين في باقي القرى. ولأن المكان هوية اهله يترك الحاج زوجته الحامل «حنان» (نسرين طافش) في أحد مخابىء المقاومة ويسقط شهيداً.
كل اللبنانيين ساهموا في صناعة هذا الانتصار والشهادة لا تفرق بين هلال وصليب، «ميشال» (نيكولا معوض) لم يتمكن من إيصال الأمانة لـ»يوسف» فقد غدرته طائرة الاستطلاع ليستشهد بين يدي «أم عباس» بعد أن يوصيها بالامانة.
 بدت مشاهد القصف حقيقية العدو يحاول تغطية تقدمه البري متكلاً على الجيل الرابع من الميركافا لكن «الأمانة» وصلت ولم يبق من آلة الموت العسكرية إلا حطامها وأشلاء الجنود والضباط هنا تضع «أم عباس» بندقيتها جانباً فقد سقط القاتل لحظة سمعت الاحراش صرخة ولادة من سيحمل أسم «الحاج محمد»... إنها ولادة جديدة وبقيت عيتا شاهدة على هزيمة العدو الذي لم يتمكن من دخولها طوال 33 يوم ومن هنا يمكن للعين الناقدة التروي قليلاً كي لا يصبح تعاملها مع الفن المقاوم جلد للذات... فليس مطلوباً من فيلم سينمائي واحد الاحاطة بكل ما جرى خلال عدوان تموز 2006 على لبنان حيث أن الاشارة الى هذا الكم من الموت الآتي على متن الصواريخ الموقعة من أطفال العدو يحتاج الى سلسلة من الأفلام بالاضافة الى أن للقاتل شركاء صفقوا له واصفين المقاومين «بالمغامرين» فهل يتقبل الجميع نصاً كاملاً عن حقيقة ما جرى حينه؟ لقد قدم 33 يوم مشهداً من مشاهد العدوان الذي دعمه العالم ضد المقاومة وشعبها ولم تقبل بعض صالات السينما اللبنانية عرضه مما يؤكد أن منفذيه لم يخطئوا حين اعتمدوا الترميز في رؤيتهم السينمائية ومن يدرك قراءة التاريخ سيعرف أن القصة التي طالب بها بعض النقّاد كامنة في التفاصيل!!
يذكر أن فيلم 33 يوم من إنتاج شركة ريحانة وقد أخرجه الايراني جمال شورجه وضم نخبة من النجوم هم: بيار داغر وكارمن لبس ويوسف الخال وباسم مغنية وكندة علوش ونسرين طافش ودارين حمزة ونيكولا معوض وقد قدّم مشاهد القصف وتدمير المنازل والجوامع خلال مرحلة عدوان تموز 2006 بكثير من الواقعيّة والاحترافيّة، فضلاً عن بناء مواقع تصوير وتجهيز ديكورات استمر أربعة أشهر قبل إعطاء الضوء الأخضر للتصوير. هكذا، بُني ما يقارب 5000 متر مربع، دُمرت بالكامل في مشاهد قصف عيتا الشعب.
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net