Tahawolat
بدعوة من دار "نلسن" للنشر، وبرعاية وزير الثقافة غابي ليون، أقيمت في قاعة "دار الندوة" في رأس بيروت، ندوة تكريمية للمترجم الألماني الدكتور هارتموت فاندريتش.

شارك في الندوة،الشاعر نعيم تلحوق، المترجمة رلى بعلبكي، والروائيون إميلي نصر الله، رشيد الضعيف، سلوى بكر (مصر)، حسن داوود (قُرئت رسالته في غيابه، لطارئ السفر) تلاهم مدير دار نلسن سليمان بختي، وقد حضر الندوة ممثل وزير الثقافة عماد هاشم، وسفير مصر في لبنان محمد توفيق، وممثل السفارة الألمانية السكرتير سباستيان آدم، وحشد من المهتمين والوجوه الأدبية والإعلامية والأكاديمية.

بداية، رحب بختي بالحضور. وتوجه للمحتفى به بالقول "أهلاً بضيفنا الترجمان الذي يعرف بيروت من الزاوية الأبهى: زاوية الأدب والإبداع. وهو أحد رموز الانفتاح والتواصل في العالم، ونكرم من خلاله الترجمة ودورها الفذ في العالم".

وفي كلمتها، وصفت الروائيةإميلي نصرالله فاندريتش بأنه "صديق الأدب العربي والحضارة العربية". واستعادت معرفتها به منذ الثمانينات، حيث ترجم لها "الإقلاع عكس الزمن"، وأشرف على ترجمة "الرهينة" و"يوميات هر"، وبقي صادقاً وأميناً ومثابراً ومخلصاً ومتواصلاً في عمله وفي علاقاته.

وحملت كلمة الروائي رشيد الضعيف الطابع الوجداني السردي. وروى بطرافة تاريخ معرفته بهارتموت وميزاته الشخصية، مستذكراً مواقف كثيرة جمعتهما في سويسرا وفي لبنان. وطرح الضعيف السؤال الإشكالي المتعلق بالترجمة فقال: "ماذا يترجم من أعمالنا؟ وهل هي القصة أم الحكاية أم الأسلوب بما فيه من فقر أو غنى أو إحالات؟".

وتحدثت رلى بعلبكي (أستاذة الأدب الإنكليزي والترجمة في الجامعة الأميركية) عن مفهوم الترجمة ومشاكلها وأبعادها، وذلك من خلال أمثلة ميدانية عديدة استقتها من تجربتها الأكاديمية.

واستشهدت بنماذج ترجمتها لسعيد عقل وغيره، شارحة آليات الترجمة وإشكالاتها وتطبيقاتها وكيفية الدخول إلى النص المترجم وكيفية قطف المعنى.

أما الشاعر نعيم تلحوق فسأل في كلمته: "هل الترجمة جزءٌ من الحرب التي تُشّن بين الدول أم هي للتعاون السلمي بين الثقافات والحضارات؟ وهل أخذ المترجم على علاقته وأقرانه مبادرة ترجمة الكتب الإبداعية التي تسجل ذاكرة الشعوب بمعناها لا بمبناها؟ وهل سيصبح العالم لغة واحدة؟". وختم بالقول "إن الترجمة مادة الحوار والتعارف لا الصراع والاحتدام".

ثم كانت رسالة الروائي حسن داوود، وجاء فيها: "هارتموت فاندريتش هو الترجمان الذي لم يكفه النظر إلينا من ضفته. هو المحترف الوحيد بين أقرانه المترجمين إلى اللغات الأخرى. في بيته بتلك الضاحية السويسرية أرانا مكتبته التي جمع فيها كل ما صدر من الروايات العربية من مختلف بلدانها".

وجاء في رسالة الروائية سلوى بكر من مصر: "لا أظن أن مترجماً غير هارتموت فاندريتش فتح كل ذلك الأفق الممتد للأدب العربي الحديث في الثقافة الألمانية. وذلك عبر جهد يحتاج إلى مزيد من المترجمين والمطلعين على الثقافة العربية المعاصرة. نقل هارتموت الأدب العربي من مرحلة الاستشراق إلى مرحلة الاستعراب المرتكز على معرفة الآخر المعاصر من خلال عوالمه الأدبية، والجغرافية والاتجاهات والعوالم والأجيال. وأثنت أخيراً "على أمانته التي اعتمدت الدقة والتمحيص في النقل".

أما المحتفى به، هارتموت فاندريتش، فقد روى في كلمته بأسلوب طريف، كيف أصبح مترجماً للأدب العربي المعاصر، واستهلها بـ"كان يا ما كان في قديم الزمان وكنت أنا مستشرقاً شاباً له مستقبل باهر في الحياة الأكاديمية في مجال الثقافة العربية الإسلامية. وفجأة تغير كل شيء لثلاثة اسباب:

1 ـ أراد تلاميذي أن يتعلموا شيئاً عن العالم العربي المعاصر في بداية الثمانينات.

2 ـ ظهرت تساؤلات أيضاً خارج الجامعات حول ما يوجد في العالم العربي غير العمليات الإرهابية وارتفاع سعر النفط.

3ـ اتصل بي دارا نشر سويسريان وطلبا مني ترجمة بعض الأعمال الأدبية الفلسطينية لسحر خليفة وغسان كنفاني.

وفي مقاربة للمترجم، قال: "يجب أن يكون المترجم متحمساً. وبالفعل الترجمة أمر غريب وشغل غير عادي. المترجم تشبه قصته قصة القديس كريستوفر الذي يحمل الناس على كتفيه عبر

النهر، ومن ضفة إلى ضفة. وفي العبور يصبح الحمل أثقل وأثقل، ولا يصل إلى الضفة الأخرى إلا بمشقة وجهد. هذا هو عمل المترجم، وهو خبير بالضفتين. هذا ما حاولته وما زلت".

وفي المناسبة، أعلن الدكتور هنري عويس مدير مدرسة الترجمة في جامعة القديس يوسف أن هارتموت فاندريتش سيُكرم أيضاً في الجامعة قريباً وسيمنح ميدالية جوزف زعرور للترجمة.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net