Tahawolat
لا ابالغ اذا قلت ان الذين يتناولون مسألة بناء الدولة، العبور الى الدولة وكل هذه الديباجات المنمقة التي تنتهي بسيادة واستقلال الدولة، ما هي إلا إكذوبة المليون دولاركما يقول – القول اميركي – وأصحابها ليسوا  إلا ّ كذابين كانوا قد قبضوا المليون دولار فعلا "لا" وهماً وتم تسويقها خطباً على المنابر، وتواصلاً اجتماعياً عبر الانترنت.
ليس في لبنان من يريد بناء الدولة.
الفريق الأهم لا يريد بناء الدولة لاعتبارات حاسمة في المنطق
اولاً : لان بناء الدولة يلغي حضوره الذي تأسس على قاعدة غياب الدولة .
ثانياً : لأنه لا يثق بالدولة  المقترحة لصيانة الحقوق والدفاع عن الارض والشعب والكرامات ، وبالتالي لا يثق بكل النماذج التي تشكلت في السابق حيث كانت الدولة على شاكلة المزارع وسيادتها لم تتأت إلاّ من خلال تقديم الدجاج دائماً للذئب المتربص فلسفة "قوة لبنان في ضعفه" .
ثالثاً: لأنه يدرك ان الدولة القوية القادرة في ظل نظام طائفي تحاصصي  ليست الا شيكاً غير قابل للصرف.
الفريق الثاني في الأهمية المقابلة لا يريد الدولة ، لانه ليس وليدها الشرعي ولانه الوليد المستودع من رحم اللاشرعية فهو من انتج الفساد وعممه على الخلق والعباد، وشرعن  الرشوة فأصابت الكبير والصغير، ووضع للسياسة والسياسيين أثماناً رفعت اثمان بعضهم ورخصت أثمان الآخرين، هم من أبطل فاعلية القضاء فأحمر وجه العدالة وقاحة لا خجلا، هم من غرفوا اسرار المسح الجيولوجي الفرنسي لباطن الارض والبحر، فأنتجوا بدعة الاقتراض وكارثية الدين العام. هم من اخذ بيد الطائفية الى جحيم المذهبية. هم من اسقط فلسطين وقضيتها المركزية من قلوب ابنائها التاريخيين وأستقدم مقولة "بدنا نعيش" ومقولة الفرح والحياة على وقع دوزنة روتانية فيها الكثير من الحرية والقليل من الحياء.
هم مع الدولة فقط اذا أمسكوا بمقدراتها  و دينامية نهبها. هم مع الدولة اذا كانوا على رأس سلطتها ، والا فهم سواح – جوالون يتواصلون عبر الانترنت، والتويتر، تاركين الساحة السياسية في عهدة الاقحاح – وما أدراك ما الاقحاح ؟.
الفريق المسيحي الأقوى – ربما الوحيد الذي يريد الدولة وبناء الدولة – ودليلنا في سلوكيات وزرائه ونوابه ، واصراره على محاربة الفساد، وسرقة المال العام ، والشفافية الصادقة في التعاطي مع الشأن العام ، لقد أقام جداراً مكيناً في وجه الدولة – المرزعة ، دولة المحاصصة ، دولة النهب المنظم، وأخذ  بيد الشرعية الكببيرة  التي يتكلم باسمها الى موقع متقدم في السياسة – ورؤية واضحة في مسألة الصراع العربي الاسرائيلي – وتحديد العدو من الصديق، انه الفريق الصامد الصابر على كل آليات التعطيل، والتسويف، ووضع العصي في دواليب حركة الوزراء، في حكومة منذورة للتأجيل ، والجمود ، وعدم تحقيق الانجازات.
ولكنه ترك في جداره الممانع ، طاقة لنوابه المدعين بالواقعية السياسية ، ونظام لبنان الطائفي ،فأبدعوا في الدفاع عن الطائفية والنظام الطائفي ،  وحصة هذا الفريق المتميز في قالب الجبنة  الطائفي ، فكان ان وقع الخلل عند الانصار والمراقبين والمحبين، أو هل تحولت حصة الجنرال الوطنية الى حصة طائفية ، وغداً الى حصة مذهبية، وان كان فعلاً هذا هو الأمر فأين هي الصدقية؟ هل تم الغاؤها بالضربة القاضية؟ ضربة المصالح الطائفية التي تتقدم على مصلحة المجتمع – المجتمع كوحدة متكاملة المجتمع كمكون جامع شامل كل شرائحه ومكوناته وجماعاته.
الاقطاع الطائفي – المذهبي، السياسي ، لا يريد بناء الدولة ولا يريد الدولة، انه فقط مع النظام الطائفي في الدولة، اذا تعرض النظام الطائفي لخطر ما، فأمراء الاقطاع اول من يدك حصن الدولة . الدولة بنظرهم هي سياج لنظام المحاصصة الطائفية، هي الدرع الواقي من المراقبة والمحاسبة والمساءلة.
هي سيمفونية الابتزاز، لمقدرات الدولة ذاتها، وامكاناتها الاقتصادية والمالية، هي توليفة ماكر لصرف النفوذ، وفرض الارادات ، وتحويل ربحية الخير العام الى صناديق النفع الخاص ، الدولة بنظرهم ولدت بفرمان، وهبت الدولة والارض والعباد لمستحقيها للمستبدين والعواهر وحولت الناس الى مرابعين لا حول لهم ولا قوة. ليخرسوا حين يتكلمون عن الدولة ....
أوحين يتكلمون عن الشفافية والصدقية والديمقراطية) المستقلون  ليسوا مع بناء  الدولة.
بعضهم نظيف الكف وصادق، وأكثرهم من العسس ، وأكلة الجبنة إنتهازيون ، ينتقلون في المواقف والمواقع، على هدي مثالهم الصالح، إنموذجهم المستولد، المستحدث، من غفلة الزمن وهبوط السياسة ، وانعدام وزن الاخلاق.
لا أعرف احدً ....صادقاً. مع الدولة او مع بنائها اذا عرفتم وكنتم صادقين ، بربكم دلوني 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net