Tahawolat

 
حزب الله كعادته، يملأ الدنيا ويشغل الناس والفرادة دوماً هي سمة قراراته والجرأة دوماًهي صفة مواقفه والصائبه حكماً هي خطوطه الحمراء في صفحات التاريخ والجغرافيا والذاكرة القومية .
عندما تلتهب خاصرة المصير القومي ويعرف حزب الله أن مداواتها بالمسكنات لا تجديها ولا تجدي جسم الأمة نفعاً ولا فائدة فيذهب الى عمق العلاج إلى اسبابه الموجبة إلى عمق التقرحات  ويجترح من عندياته  ومن تجربته  وحكمة قيادته وتجليات صدقه وصلابة إرادته وفوق كل هذا من طهر دماء شهدائه  طرائق المواجهة وآليات ردّ التحدي وصولاً الى انتصار مكين ٍ موعود هو لا محالة حاصل مهما كانت التضحيات
الحزب ينظر في لوحة المواجهات وفي خريطة الحرب الكونية الدائرة على سوريا وفي تعقيدات المشهد الديمغرافي والسياسي والعسكري وهو ينظرفي المشروع الوافد على الأمة بكل تشعباته وآلياته ومخاطره كما ينظر في عناصر قوة هذا المشروع وقوة تمويله وقوة دعمه وقوة إحتضانه من قبل دول عظمى ودول وإمارات ومشيخات إقليمية يعطى لها الدور وكالعبد المأمور ترضخ صاغره لمشيئة الآمر الاجنبي دوماً واليهودي حصراً.ولما يمعن حزب الله النظر في عمق المشهد تتكشف أمامه أسرار المعنى وعندها يعرف إن التردد حيال الحاصل لا يكون إلا فاجعة والتروي حتى إكمّال الصورة لا يكون إلاّ فرصة مفقودة وخطوة نحو المصير  المجهول.عندها يذهب واثقاً في إستشارة قامته فإن إشارت بنعم هو يعرف أن جماهيره وناسه مواكبون وثابتون وجاهزون إنهم رهن قراره التاريخي وعمق بصيرته وإرادته النافذة القصير  كانت مثلاً على هكذا قراروهنا تكمن أهميته.هقد عرف حزب الله إن الذهاب الى سوريا.القصير وما قبل القصير يستدعي قراءة هادئه وموضوعية  قراءة تخص جماهيره وناسه وبالتالي الأمة وما يخص ناسه وجماهيره
تلخصه كالتالي : اولاً:الدفاع عن المقامات الدينية مقام السيدة زينب وغيره في وجه الهجمة المذهبية البربرية التي خاضته جماعة النصرة وغيرها من الجماعات الوافدة  الممَّولة من المشروع العربي  الخليجي متقصدة خلق فتنة شيعية -سنية 
ثانياً:الدفاع عن الاراضي اللبنانية المتداخلة سورياً بموجب مهاهدة سايكس بيكو التي قسمت الامة عام 1916 والدفاع عن  سكانها ذات الغالبية الشيعية والتي تعرضت بدورها إلى همجية المسلحين الوافدين
وظلمهم وتنكيلهم .
ثالثاً:رفض نظرية الخطر المؤجل وإن مجرد القبول بنظرية الخطر المؤجل اليوم سيكون كارثة في مستقبل الأيام على الشيعة وعلى المقاومة وعلى لبنان وعلى المعادلة التي أرساها حزب الله في الساحة اللبنانية وقدرته على الإمساك بخيوط  اللعبة درءاً للفتنة السنية الشيعية وهذا يأخذ حزب الله حكماً الى قتال المشروع التفتيتي  على مسرح عملياته في سوريا ويكون القتال بالتالي بين مقاتلين على ضفتي الصراع وليس حرباً أهلية بين سنة وشيعة فيما لو وصلت نار الفتنة إلى لبنان.
أما ما يخص حزب الله والأمة نلخصه كالتالي :
اولاً:حزب الله هو جزء اساسي في حلف المواجهة القومية المدعومة دولياً من روسيا والصين صاحبتا مصلحة  قومية وإقتصادية وسياسية فيه وبالتالي دول البريكس أصحاب مصالح قومية وسياسية إقتصادية فيه وفي مستقبل المواجهة مع الولايات المتحدة وربما أوروبا.وهو يدرك حكماً أنه حليف وازن ولا بدَّ أن
يتصرف بما تمليه عليه معادلة الحليف الوازن من تبعات ومسؤوليات وقرارات مصيرية وقد تكون تلك القرارات شعبية وقد لا تكون ولكن   ناسه وهو يدرك ذلك قد تخطوالرمادية في مسألة الصراع الوجودي وباتوا جنود قضاء وقدر لا يردّ .وهو يدرك حكماً أن القصير هي رقعة دوره ونفوذه في خارطة مواجهة الحلف المذكور للمشروع الوافد ومن يقف وراءه فلم يتوان لا في اتخاذ القرار ولافي  التنفيذ .
ثانياً: يدرك حزب الله وببصيرته السياسية الثاقبة أن الحروب التي تشن على أمتنا تخطت حروب الجيوش المتقابلة فهذا النوع من الحروب إنتهت بكاملها إلى صالح اسرائيل والغرب  كما وانتهت بهزيمة مطلقة لجيوش الامة وعالمها العربي .بإستثناء جزئي لحرب عام 73 وهو يعرف ان إستراتيجية إسرائيل والغرب
الأميركي والأوروبي هي في الحرب على المجتمعات وحزب الله يعلم أنه جزء من دفاعات الأمة ومجتمعها وهو جزء أساس من عناصر قوتها وردعها ورأس الحربة في الدفاع عنها وعن مصالحها وعن كرامتها .لذا كانت المقاومة الإسلامية اسلوبه في المواجهة وردَّ التحدي وقد أثبتت هذه المقاومة قدرتها على الحركة والمواجهة والإنتصار
ثالثاً:حزب الله يدرك ان المعيار الأخلاقي هو ركن أساس في نضاله السياسي والقومي كما وأنه ركن أساس
في توجهاته الدينية والاجتماعية .من هنا كانت مبادرته للدفاع عن دمشق التي احتضنت المقاومة وآمدتها بعناصر القوة ودافعت عنها .تحت عنوان الوفاء .كان جواب حزب الله الميداني دفاعاً عن مقام السيدة زينب
وبالتالي "القصير " والآتي شبه معلوم ...
رابعاً: تكاملية الصورة مع الموقف الإيراني من الأزمة السورية والتماهي المطلق مع عمق التزامها بالدفاع عن دمشق والتي عبر عنها مرشد الثورة علي خامنئي بأنه دفاع عن طهران وحزب الله يدرك أن المشروع الغربي –الصهيوني –الخليجي يستوي على نهائيتين –أولاها دمشق وثانيها طهران وإن الدفاع عن دمشق إنما هو دفاع عن طهران . وإيران التي نزلت الى ساحة المواجهة في دمشق بكل تقلها السياسي والاقتصادي والمعنوي والمالي وخبراتها العسكرية و التكنولوجية متقصدة الدفاع عن المقاومة وخطوط إمداداتها كما والدفاع عن راعي هذه الخطوط وحامي المقاومة والداعم الحقيقي والوحيد لها على إمتداد الساحة القومية وفوق هذا إنه الدفاع الإلزامي الأخير قبل المواجهة المحتمة وفق إستراتيجيات الغرب وإستعدادته ومناوراته وما تستعد إليه إسرائيل وتخطط له المعركة الكبرى والنزال الكبير على ايران .
خامساً: حزب الله يدرك إن إسقاط معاهدة سايكس بيكو هو تكليف قومي  مصان بتكليف شرعي وببصيرة قومية عابرة للكيانات المصطنعة  وللحدود الوهمية التي رسمها المنتدبون وهو يدرك ان الحال بعد القرار 1701 بحاجة إلى عبقرية قومية تتخطاه لمتابعة النضال ومسيرته وتحقيق جدواه فكان لابد من القصير شمالاً حتى تصّح رؤيته في الجليل وما بعد الجليل وما بعد بعدالجليل وحتى يكون توجهه جنوباً مبني على كسر كل المعوقات أكانت معاهدات الذلَّ في السابق أو قرارات واهمة في الحاضر لقد رسم حزب الله معادلة
لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها إنها معادلة الوعي الكبير والرؤية المستنيرة والفهم العميق
سادساً: نظرية الحروب الاستباقية وقراءة حزب الله لها في رؤيتين منفصلتين رؤية تتعلق بالذاكرة القومية وأخرى تتعلق بالمستقبل .وهو يدرك ان اسرائيل كانت البادئة في تطبيق هذه النظرية على جيوشنا ومجتمعاتنا وما حفرته في قلوب أبناء أمتنا من مشاعر الغضب والخوف والثأر وهو يدرك ان هذه النظرية ستبقى في إرشيق الذاكرة القومية الى حين تستعيد الأمة قدراتها وعندها سترد الإستباقي الاسرائيلي نظرية كان أو عملاً تنفييذياً الى حجر التاريخ اما فيما يتعلق في مسألة المستقبل والصراع ىالدائر حالياً في سوريا اما الحرب الاستباقية من قبل حزب الله ضدّ التكفريين ومن يقف وراءهم إقليمياً ودولياً بدءاً من إسرائيل والخليج إمتداداً  الى أوروبا واميركا تصبح هذه الحرب حاجة قومية والقرار فيها مبني على رؤية واضحة وجليه عبرَّ عنها حضرة الأمين العام السيد حسن نصرالله في خطابه الأخيرفي 14/6/2013 حين قال:"سنكون حيث يجب ان نكون" فالإستباقية هنا هي درء للفتنة وتجنيب لبنان كأس العودة إلى الحرب الأهلية وهي عون أكيد لدمشق وكل شرفاء الأمة وأبطالها ومقاوميها .
سابعاً: حرب القصير بالنسبة الى حزب الله ووفق تحليلاتنا هي الخطة المضادة لمشروع الدولة اليهودية وما أتبتته حالة الحراك العربي والذي تسمى"بالربيع العربي"من هشاشة وفقدان رؤيه تقابله على الضفة الأخرى
من الحراك اللاعبون الحقيقيون والمستفيدون الحصريون إبتداء من اميركا والتابعون لها في العالم العربي وإسرائيل حيث بدأت ملامح مشروعهم تظهر للعيان وحيث كانت في التاريخ الغابر طرقاً تجارية للحرير والتوابل وحيث تعاملت معها شعوب المنطقة كلها بوعيها التجاري والحرفي والتبادلي وحيث تربط اليوم واقع الثروة من غاز ونفط  الممتد من الصين وروسيا حتى سوريا ولبنان على هدي طريق الحرير جاء
حزب الله ليقول كلامه الفصل :
إن طريق الدولة اليهودية الذي بدأ في تونس بمباركة أميركية- أوروبية –وعربية –ويهودية وإمتد إلى
ليبيا ومصر  علي هدي المشروع الموقعَّ بين كل هؤلاء والأخوان المسلمين والذي كان من المفترض أن
تكون سوريا هي خاتمة ذاك" الحراك المشروع "والذي سينتهي إلى مصالخة مذهبية دينية بين الإسلام واليهودية ودولتهم في فلسطين المحتلة .نعم إنها طريق القصير –الجليل التي داست فيها أقدام الأبطال من حزب الله والجيش العربي السوري هي الطريق الوحيد لمواجهة طريق الدولة اليهودية التي بدأت من تونس وتكسرت على أبواب دمشق -أبواب قلعة الأمة الصامدة .لقد أخذت الانتصارات ما بعد معركة القصير تشلح عن قاماتها رداء  النصر المؤقت  او قل النصر المحلي نعم تعداه بالبعد والمعنى  الى النصر الإستراتيجي الإستهدافي  الذي يتقصد نصر الأمة وعزتها وكرامتها وحياتها وحريتها ومستقبلها ومستقبل أجيالها .
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net