Tahawolat
كان محور المقاومة والممانعةهو المحرك الرئيس في الإقليم قبل الربيع العربي، وقد تمدد هذا المحور على شكل قوس قرنه الشرقي في أفغانستان وقرنه الغربي في غزة، مرورا بإيران والمقاومة العراقية وسوريا وحزب الله في لبنان, وبدا للمراقب أنّ هذا القوس (المحور) يتسم بالمناعة و التماسك، فأطرافه لا يرون لأنفسهم مكاناً خارجه. أما خصومهم فقد أطلقوا عليه أسماء عدة، أشهرها محور التطرف والهلال الشيعي، واتهموه بأن له غايات مذهبية شيعية وقومية فارسية, وهدفوا بهذا التهويل ممّا أسموه خطر الأطماع الإيرانية في المشرق العربي، وأخذوا يعيدون للذاكرة العربية معركة القادسية، وانهمكوا في التنقيب في كتب التاريخ عن قصص وحكايا لبعثها ونشرها ضمن هجومهم الفكري، من مثل قصة مقتل الخليفة عمر بن الخطاب على يد "أبو لؤلؤة ونادوا بضرورة الثار للخليفة الشهيد من أحفاد أحفاد "أبو لؤلؤة " أي من ايران، وفاتهم أن يطالبوا بالثأر لمن يقتل صباح مساء على يد (الاسرائيلي).  ومضت خطاباتهم وأقوالهم ومقالاتهم تتحدث وكأن إيران هي من يقيم جداراً على أرض الضفة الغربية، وهي من يصادر أراضي فلسطينييها ويزرعها بالمستوطنات ويطارد الفلاح الفلسطيني ويمنعه من قطف زيتونه؛ أو كأن إيران هي من يعتدي على المسجد الأقصى ويهدد بهدمه وتدنيسه ويعتدي على المتعبدين فيه، وكأنها  هي من يدنس سائر المقدسات الإسلامية والمسيحية من مساجد وزوايا وكنائس ومقابر ومقامات في طول فلسطين وعرضها.
مياه كثيره انهمرت في وديان الربيع العربي وملأت وديان الاقليم، فقد ضُرب البعض من أعضاء هذا المحور ولم يزل يُضرب, ويلِّوح الأمريكيون والإسرائيليون بضرب بعضٍ آخر، بينما اختار فريق من الأعضاء السلامة بمغادرته لساحة المواجهة, فاستبدل برامجه ومصادر تمويله وأماكن إقامته, وقام باستدارة في رؤيته تجاه الصراع في الإقليم سواء تجاه الصراع مع (إسرائيل) أو مع داعميها.
يمكن في هذا السياق قراءة زيارة الأمير القطري لقطاع غزة، والتي وصفها مضيفوه بالتاريخية وبالشجاعة، وقالوا بأنها الزيارة الكاسرة الممزقة للحصار،دون الإشاره إلى أنها ما كان لها لتكون لولا الموافقة(الاسرائيلية) التي تم حسابها في موازين الفائدة السياسية، لا في إطار المجاملات والعلاقات العامة, وذلك في الوقت الذي كانت فيه البحرية الاسرائيلية تلاحق وتحاصر ( وتقتحم فيما بعد) سفينة المساعدات الإنسانيه السويدية (أستيل)، والتي تقل 17 أوروبيا من جنسيات مختلفة، ولا تحمل لغزة إلا مقادير رمزية من الأدوية وحليب الأطفال.
لقدجاءت زيارة أمير قطر في سياق دعم فريق فلسطيني على حساب فريق فلسطيني آخر, خاصة وأن الفريق الفلسطيني المدعوم قطرياً يتم دفعه بعيدا عن محوره القديم, محور المقاومة والتي كان أحد ركائزها، ومن أجل التقدم  في مواقف مساوِمة لا مقاومة تنسجم مع السياسات القطرية المعلنة تجاه  اسرائيل  ايجابا وتجاه  سورية والمقاومة سلبا . الامر الذي آتى أوكله في خطابي الشيخ اسماعيل هنيه  في حضرة الامير ثم  في  خطبة العيد التي طالب فيها النظام  السوري ( الظالم بكف يده عن الشعب السوري وعن مخيمات اللجوء الفلسطيني) وللتذكير كان قد سبق الشيخ هنية رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بنداء طالب به حجاج البيت العتيق بالدعاء على كل من إيران , روسيا والصين بسبب دعمها للنظام السوري (المجرم) غافلا عن اضافة الدول الداعمة (لاسرائيل) الى قائمة المدعو عليهم .

هكذا تريد اسرائيل , وتريد من قطر ان تدفع غزة للقبول بالهدنة غير المحكومة بزمن او ظرف , تريد التزاما غزيا بمنع ومعاقبة المقاومين ومطلقي الصواريخ , تريد تفكيك البنية العسكرية والقتالية للقطاع ,و تريد ايضا تعميق الانقسام الفلسطيني الفلسطيني لا حبا بهذا الفريق ولا كيدا للفريق الآخر وإنما لعدم عودة الضفة وغزة جسدا واحدا بالمعنى السياسي والإداري وبقيادة واحدة.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net