صدر عن الدار العربية للعلوم الناشرون ديوان «تفاصيل» للشاعرة باسكال صوما.
يحتوي الديوان على قصائد مشاغبة عدة فيها الكثير من الغزل البعيد عن الارتحال الرومنسي، بل المتماهي مع الانكسارات والهفوات والأخطاء الجميلة. شعر تعرية أكثر منه شعر حب خجول أو عذري أو هادئ. وشاعرة لا تذهب إلى التأملات الروحانية بقدر ما تستقي لغتها من اليوميات والوقائع والتفاصيل المؤلمة والممتعة في آن. تهرب من الوزن والإيقاع الخارجي لتسكن إلى نفس ضاجة بفوضى الحواس. تستهتر بآليات الغزل العام لتدخل الغزل إلى بيتها من باب ضيق تتربص خلفه بالعشاق، مع مزيد من السخرية والفكاهة.
وجاء في الإهداء «لن أبدأ بالكذب...لن أهدي «تفاصيل» لأي منكم بل لنفسي أولاً وثانياً لنساء ورجال يولدون ويكبرون ويعشقون وينجبون ويموتون ويتقمّصون ويموتون مجدداً.. في قصائدي..».
ومن بعض عناوين الديوان نذكر منها: سأقول احبك، إمرأة من الامس، عاجزة، انا لأغار، تحت الدوش أتعرى لأبكي، أحبك حباً فاشياً، في قصيدة تحت عنوان (أحبك حباً فاشياً).
تقول الشاعرة صوما:
أنا امرأة من زمن هتلر...
وربما أكون العشيقة التي ظنّ هتلر أنّها انتحرت...
أقود حزباً فاشياً
أعلن الحرب متى شئت
أحتلّك
أحرّرك
أتوسّد نيرانك...
وأوهمك أنّي انتحرت".
إن علاقة الشاعرة مع الرجل التي هي أرضية نصها بدت وكأنها علاقة استكشافية وحلمية تخلق نفسها بالاتكاء على حواس الرغبة وتعالقات الأشياء بأناها الشاعرة التي هي أشبه بالنداء الداخلي الثقيل، نداء كل حواء إلى آدمها عبر "تفاصيل".
