Tahawolat

إنها السخرية بأبهى حللها، نعم هكذا، عندما يتكلم ساسة الرابع عشر من شباط، وحلفائهم، في الظلِ المعلن، أو الظلِ المستتر، عن ثوابتهم الوطنية، أو ثوابتهم الاخلاقية.
الثابت الوحيد عند اليمين اللبناني، هو التماهي مع المشروع الاميركي ـ الاسرائيلي أو ما عداه فهو خاضع للنقاش، والتبدَّل والتحول. أليس من دواعي السخرية الأشمل والأعم، أن نرى هؤلاء الساسة، يعلنون إرتياحهم المطلق لما ستؤول اليه الحال بعد سقوط النظام السوري (بنظرهم) وأن الديموقراطية ستسود بقيادة الأخوان المسلمين، وان لا خوف على مسيحيي الشرق، وليسوا بحاجة الى حُماة ومدافعين، فهم أبناء الأرض، متجذرون فيها إلى أبد الآبدين. حتى وصل الأمر بالرئيس امين الجميل في مؤتمره الصحافي في البيت المركزي للقول: "المسيحيون السوريون جزء من الثورة"، أليس من دواعي السخرية ان نرى بعضهم يؤكد بالفم الملآن، إن مسألة الشرعية المفقودة للرئيس السوري التي اعلنتها كلينتون واوروبا من ورائها، ستنعكس خلال اسابيع قليلة الى شرعية جديدة ونظام جديد. فيعود صاحبنا على حصانه الأبيض، ليقود حكومة جديدة في لبنان ويدفع فواتير رمضانه المقبل سلفاً. وبدون تأخير.
أليس من دواعي السخرية، أن يأتي أحدهم من حالة انعدام الوزن السياسي، والتشظي المكشوف في سلوكه السياسي ومواقفه المترنحة دائماً، ان يقرر تعريفاً للحراك في سورية انه ثورة، نعم ثورة وليست مؤامرة.
أليس من دواعي السخرية ان يجد المرء من يصدقه ويصفق له ويراهن عليه.
أليس من دواعي السخرية ان لا يرى هؤلاء ان الفتنة السنية – الشيعية قد تم وأدها في لبنان على يد قائد المقاومة سماحة الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله. وانها عادت الى رحم المشروع الاميركي – الاسرائيلي الكبير لتطلَّ علينا بالفتنة الأكبر – وهذه المرة بقيادة الأخوان المسلمين وبرعاية أميركا وأوروبا ودول الخليج وعلى رأسها قطر.
أليس من السخرية ان يجهد هؤلاء الساسة لأخذ مواقعهم داخل هذه المنظومة الجديدة التي تعني دمار دولنا، وتفتيت مجتمعاتنا وسرقة ونهب ثرواتنا، مستخدمة عناوين عدة الشغل الاميركية – الاسرائيلية، بدءاً من ثورات الشعوب، الى حريتها وعدالة قضاياها وسيادتها، الديموقراطية، وتبادل السلطة.
أليس من السخرية ان يختلط النبيل من الاهداف، مع الرديء والسيء والمرتهن للخارج ومشاريعه وخططه واهدافه.
أليس من السخرية ان يعتبر هؤلاء ان موقف بكركي الذي عبر عنه سيادة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي على انه خروج عن ثوابت بكركي. وكأن ثوابت بكركي هي ثوابت بمقدار ما تتوافق مع ثوابتهم السياسية هذه المتماهية حتى انقطاع النفس مع المشروع الاميركي – الاسرائيلي.
إذا كان الضلال ثابتة، فهذا من اهم ثوابتكم
اذا كان العهر السياسي ثابتة، فهذا من أهم ثوابتكم
أما أن تصل الوقاحة حداً تعتبرون فيها الوطنية والشفافية والسلوكية السياسية الراقية من ثوابتكم، فعندها نقول:
"إنها السخرية بأبهى حللها".

آراء القراء

2
19 - 3 - 2014
مع ديوان خبريهم فاطمة، هل نتصفح شعرا مختلفا معنا ومحتوى ويكون قطيعة مع السائد المستهلك والمبتذل في أحيان عدّة. الشاعر أحمد توفيق أنوس الذي ينشر بمواقع عدّة من المغرب الكبير الى المشرق مرورا بمواقع عربية تصدر بلندن وأستراليا .تعودنا قراءة لغة عربية متينة شفافة تخترق شغاف القلب والفكر معا .كتابات تعكس روحا مثقلة بواقع عربي أليم ودعوة للتغيير وتأسيسا لقيم كادت تتلاشى .
26 - 6 - 2012
What lbiearntig knowledge. Give me liberty or give me death.

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net