Tahawolat

ان مقاييس النصر والهزيمة في المعارك والحروب تقاسبالنسبة للأهداف والنتائج، وهي –بطبيعة الحال- مقاييس نسبية، ولكنها تصلح أساساً للقراءةالاستراتيجية والتكتية للمعركة ومدى انعكاسها على مجمل الصراع...

بالطبع، هي جولة من جولات الصراع المفتوح مع كياناستيطاني غاصب يسيطر على الجغرافيا ويحاول احتواء التاريخ في مشروع استيطاني احلاليعنصري همجي قل نظيره في تاريخ الانسانية...

لا يمكن اذاً، وضع العدوان الأخير على غزة الا فيهذا السياق التاريخي لصراع مستمر بجولاته ومعاركه وحقائقه ووقائعه ومتغيراته على مختلفالصعد...

ما يهمنا دائماً التأكيد عليه، وهذا –بالمناسبة-هو دور  المثقفين والمناضلين،  هو التأكيد على الطابع الوجودي للصراع المستمر منذعقود، أي منذ نشأة الكيان الصهيوني اللقيط نفسه على أرضنا القومية، وبث الوعي الحقيقيلطبيعة الصراع في أوساط شعبنا الذي يراد خداعه بشعارات "السلام" ...المزيفة...التي يحاول البعض تسويقها والتعمية على جوهر المشروع الصهيوني الاحلالي الالغائيالمدمر للهوية وللكيان وللقواعد الأساسية التي يقوم عليها بناؤنا الاجتماعي القوميبنسيجه الشعبي الممتد على مساحة الأمة...

ان ربح معركة الوعي القومي الشامل هوالتحدي الحقيقيالذي يواجه القوى الحية المتنورة في بلادنا، لأن الوعي هو القاعدة – الأساس التي ترتكزعليهما الارادة  والفعل ...

ما حصل في غزة في هذه الجولة له دلالاته وخاصةًلجهة الرد النوعي لقوى المقاومة وتقدم نظرية "الردع الصاروخي" في التطبيقالعملي حيث دكت صواريخ المقاومة المدن والتجمعات السكنية الاستيطانية  ومراكز تجمعات جيش الاحتلال الاسرائيلي، وتم البرهانوللمرة الألف أن هذا العدو لا يفهم الا هذه اللغة، لغة القوة العسكرية التي لها تأثيرهام على جماعات الاستيطان اليهودي على أرض فلسطين...

ونظرية "الردع الصاروخي "هذه، تعتمدهامنذ سنوات القوى المنخرطة في المحور المقاوم من الشام الى لبنان وصولاً الى فلسطين،وقد أثبتت قدرتها في سياق نظرية "حرب التحرير الشعبية" أي "المقاومة"وتمت تجربتها العملية في الواقع النضالي الميداني في جنوب لبنان عام 2006، وفي  غزة عام 2008، وفي غزة العام 2012، وشكلت جزءاًغير قليل من معادلة "الردع" و "توازن الرعب" مع الكيان الغاصب...

بالطبع، ثمة محاولات جدية لاحتواء "المقاومة"في فلسطين وفي غزة تحديداً، وتدجينها والحاقها بركب التسويات المقيتة على حساب الحقالفلسطيني الثابت في أرض فلسطين، كل فلسطين.

ويمكننا القول، ان الهدف الأساسي من معركة غزة الأخيرةكان محاولة "هذا الاحتواء والتدجين والالحاق"، وهذا واضح، في المواكبة السياسيةللنظام الرسمي العربي لمجريات المعركة...  وفيالشروط التي حاول البعض فرضها على حركات المقاومة المسلحة (تحديداً)،  ويبقى –بأي حال- الرهان على قدرة المقاومة الحقيقيةوقياداتها المناضلة على افشال هذا الهدف، وعلى حماية "المقاومة" باعتبارهاالضمانة الحقيقية والمسار الواقعي الوحيد الممكن في مواجهة العدوان والاحتلال والهمجيةالصهيونية.

لقد انتهت جولة من جولات الصراع، ولكن الحرب مستمرةوالمقاومة يجب أن تستمر وشعلتها لا بد أن تبقى وقّادة تنير دروب فلسطين....

زهير فياض

 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net