Tahawolat
الرئيس المكلف تمام سلام لديه ما يميزه بالرغم من أنه ابن الرئيس صائب سلام السياسي التقليدي العريق وحفيد ابو علي سلام وكلاهما من صانعي السياسة والذاكرة والتاريخ في بيروت حيناً وعلى امتداد لبنان في أحايين أخرى. يروق لي هذا التقليدي لأنه صادق ومتزن ولديه من حكمة الكبار  وعنفوان الكبار ووقفات الكبار وتضحيات الكبار. ما يجعلك في حيرة من أمرك ولبّ الحيرة هو في السؤال: ومتى كان السادة الساسة التقليديون فوق مصالحهم ونزواتهم وهموم مصالحهم؟ متى ترفعوا؟ متى تواضعوا؟..
ميزة هذا التقليدي أنه ترفع وتواضع، وكان لموافقه الصدى البعيد اما مشكلته أنه عاصر الحريريّين  الاب و الابن وكلاهما يملك مالاً لا يملكه وبيئة تستسيغ المال مقروناً بالسياسة اكثر مما تستسيغ السياسة مقرونة بالمواقف والقواعد والأصول. حاول أن يواجه، حاول وفشل، ثم حاول أن يرضخ بأسى ولكنه الوحيد الذي حافظ على كرامة الذات أمام حراجة المرحلة وخطورة تداعياتها وأمام عينيه شهد السقوط. سقوط الرئيس سليم الحص امام غنوة جلول، فعرف أن بيروت دخلت في حالة كوما تاريخية وسياسية، فآثر التريث والصبر وعدم المكابرة. انكفأ ولم يسقط.
يروق لي هذا التقليدي لأنه عرف متى يعود ومتى يُطلّ برأسه وهامته في ساحة السياسة والمواقف والقرار فيستعيد إرث عائلته وبيته السياسي وتاريخه الوطني فاختار أن يكون رئيس حكومة الظرف السياسي الأحرج في لبنان والمنطقة وربما العالم العربي والعالم، وترك لنفسه من يوصف الحكومة التي سيرأس في الزمان والمكان انها حكومة انتخابات. لياقته وحنكته منعتا عليه توصيفها بحكومة الإنقاد الوطني.
لياقته وحنكته رحبت بالإجماع السياسي الكبير على تكليفه.
لياقته وحنكته تتمنيان على كل القوى السياسية، أن تستمر في الإجماع حتى التأليف، وربما حينها يكون الإنقاد الوطني أمراً حاصلاً.
 يروق لي أن أحلم بتقليدي صادق كتمام سلام أن يقود مرحلة هدوء سياسي في كيان تجتاحه الأعاصير؛ تهدد وحدته ونسيجه الاجتماعي الجماعات الوافدة من عصور الردة والتطرف إلى أمتنا.
يروق لي أن أراه، وهذا حقي، كتمام سلام.
 للآخرين أن ينسبوه الى 14 آذار، وهذا حقهم أما حق الوطن عليه فهو في لملمة جراح وصياغة عقلانية لحالة سياسية فيها كثير من الحكمة وقليل من التهور.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net