Tahawolat
لا قراءة صحيحة لسوريا بمعزل عن تاريخها ودورها في التاريخ . عداها ... تبقى قراءات الباحثين،افرادا ام دورا متخصصة للابحاث والدراسات قراءة منقوصة ،تعتورها نقيصة الرؤية الثاقبة لمعنى سوريا،عبر التاريخ،وكيفما استطرد المعنى ناحية السياسة ،الاجتماع الاستراتيجية ،الادب ،الاقتصاد،واستراتيجيات الحروب .ذلك ان المعنى في سوريا هو المعنى الحضاري بامتياز والولوج الى رحاب المعنى الحضاري يعوزه شرطان:
-المعرفة الصقيلة الواسعة عند الباحثين .
-النظرة المتجردة للمسار الاجتماعي والسياسي والثقافي للشعب السوري وعلاقاته مع كل الوافدين اليه،والبصمات المطبوعة والمتلاقحة في تفاعلية الزمان والمكان فيما بينهما.
لقد انكبت معاهد الدراسات الاميركية والصهيونية على الغوص في كيفية الخروج من المأزق الذي سببته حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وبغداد،ذلك انها باتت مقاومات عصية على الضربات السريعة والقاضية التى كانت اسرائيل توجهها في فلسطين ولبنان ،او اميركا في العراق بل كانت في كثير من الاحيان تزيد من قوتها وتطورها ومن قدرتها على تحديث منظومات المواجهة وتطويع المستعصيات الذهنية تلك التى ثبتها الغرب واسرائيل وانظمة الجهل العربية في عقول ابناء العالم العربي وحكامه وجيوشه.حيت خلصت دراسات تلك المعاهد بنتيجة واحدة:اعيدوا العالم العربي الى بحر ويلاته وامراضه الدينية والمذهبية والطائفية،فتنال اسرائيل ما لا يقل عن مئة عام من الامن والاستقرار والطمأنينة.
لقد بات واضحا للمراقب والمتابع ، لما بات يسمى بالربيع العربي ،وللقوى السيلسية والدينية والمالية التي انتجته وواكبته بالرعاية والعناية حد الوصول الى السلطة .فكانت جماعة الاخوان المسلمين في تونس ومصر على رأس تلك القوى المستفيدة من الربيع العربي المدوزن على وقع مشيئة غربية – صهيونية ,تموله اموال النفط القطرية والسعودية من دون تردد ولا تباطؤ ولا استمهال .هنا ادخلت معاهد الدراست الغربية خريطة الثروة النفطية والغاز في واقع الدول المنتجة حاليا ،او التى تمتلك مخزونا قابعا في الارض وخاصة في سورية ولبنان .
ان استبعاد سوريا لكل من تركيا واسرائيل من شراكة استراتيجية في الغاز السوري- البناني عبر رفضها لخط الغاز العربي والذي يغذي خط نابوكو، والذي كان يمهد له كي يكون خط العبور الاسرائيلي للاقتصاد المستقبلي للعالم العربي ،في شقه الشرقي السوري البناني.ان هذا الوعي السوري للمعنى الجبواستراتيجي جعل سوريا في عين العاصفة،مما استوجب هده الحرب الكونية عليها،مضافة الى سابق الاسباب التاريخية والجغرافية وطبيعة المقاومات الفاعلة والمؤثرة فيها،انما مع فارق يرتقي بأهميته وفاعليته خطورة الحرب الكونية وتداعياتها,ويتمثل هذا الفارق بوقوف روسيا والصين الى جانب سوريا وذلك لاسباب متعددة نختصرها كالتالي:
  - ان سوريا هي الطريق- المتنفس الوحيد لروسيا الى المياه الدافئة.
-  سوريا هي المكان الوحيد الذي تمتلك فيه روسيا قاعدة بحرية على المتوسط.
-  سوريا هي المكان الوحيد المتبقي لروسيا لاقامة حلبة صراع للارادات ضد الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية.
-  سوريا هي مسرح عمليات الدولة الروسية المقتدرة، القديمة الناشئة،القوية الغنية،سابقا وحديثا،متأبطة على هذا المسرح ذراع دولة عظمة اخرى هي الصين لاسباب تبدأ بالنفط والغازوتمتد الى الموقع والسياسةوالاثنيات ومستقبل العالم السياسي والاقتصادي.
-  سوريا هي مكان المصالحة الوحيد،لروسيا مع وصايا كبارها وعظمائها،من بطرس الاكبر الى كاترينا  حيث ان تلك الوصايا رسمت خارطة الطريق الاستراتيجية لروسيا واهمية البوابة السورية لها على المتوسط والمياه الدافئة ومن ثم العالم.
-  روسيا عبر شركة بروم العملاقة للغاز رسمت خطها الاستراتيجي الاحمر على المتوسط،في مواجهة الغرب وادواته من دول المنطقة،تركيا السعودية وقطر .وقد تمثل هذا الخط الاحمر،بالاقتصاد،عبر قطع الطريف على خطوط الغاز الاسرائيلية القطرية التركية.وفي السياسة في دعمها لسوريا ضد الحرب الكونية التى اقامها هؤلاء للنفاذ الى الغاية الاقتصادية عينها.
اما الاسباب التى دعت الصين الى الوقوف بجانب سوريا في هذه الحرب الكونية فنختصرها كالتالي:
- تنطبق الاسباب الاقتصادية عند روسيا على واقع الحال الصيني وتتعداه ,ذلك ان حاجة الصين للغاز والنفط تفوق حاجة اي دولة في العالم وان الغاز الذي تمتلكه يقع في منطقة تنحو ناحية الانفصال .
- ينطبق واقع الحال الاثني غلى الصين ,حيث ان المسلمين في الصين وتحديدا في منطقة شينجيانغ حيث قبائل الاويغور اصحاب النزعة الانفصالية وحيث يزيد عددهم عن 250 مليون مسلم وعلى رقعة جغرافية تختزن غازا ونفطا كما اسلفنا سابقا ،وفوق هذا يتقنون اللغة التركية،التى قد تكون جسر عبور الى تركيا والنفوذ الغربي الاميركي من خلفها والذي قد يسبب للصين في مستقبل الايام مخاطر نزاعات انفصالية تجد الصين نفسها غير مستعدة للتعامل معها .
- لاتجد الصين نفسها في ساحة النزال الاميركية الروسية الا دولة حليفة لروسيا حفاظا على موقعها الاقتصادي والجغرافي والسياسي،وبالتالي حليفة لحلفاء روسيا على المتوسط وتحديدا سوريا.
اما حال ايران وسوريا فهي تتعدى حال الدولتين العظميين (الصين وروسيا) الى اسباب تطال المصير،الموقع،الدين،وفوق هذا مواجهتهما لاعداء مشتركين .لقد اثبتت ايران انها الحليف الاقوى والاصدق،والانبل وانها كانت لسوريا الداعم في اوقات الشدة والملبي ساعة الحرج والضيق،والصادق حتى انقطاع النفس في لحظات الحقيقة العارية.
يبقى الحال في سوريا ...
انها الصامدة ،الصابرة،الواثقة من نفسها ومن شعبها وجيشها وتاريخها رغم الصعوبات الهائلة .ميزة هذه الحرب الكونية عليها انها جعلتها تنفض غبار الوهم الامني والذي لم يكن الا سياجا واهيا كبيت العنكبوت.حكاية الجيش ،حكاية اخرى ومختلفة فهذه حكاية الحماة الحقيقيين للديار ،وللامة وتاريخها ومستقبلها. اما حكاية الشعب فهي رواية في قمة التمايز.انها حكاية الشعب الذي سينتصر،هذه المرةعلى غيرعادة الحروب وتجارب الشعوب،انها حكاية الشعب الذي سينتصربجيشه،وشعبه،وموالاته،ومعارضته.
فقط المرتزقة وسادتهم في تركيا والخليج ومن خلفهم اوروبا التاعسة واميركا سيرفعون راية الهزيمة ويرحلون.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net