Tahawolat
تسبقها الريشة الى الكلمات بخطوط تعانق سوداوية الزمن بلونها الاحمر الدافئ وهي لم تكتب خاطراتها الشعرية، مهما كانت حجتها في تبرير حنينها في شوارع الحنين، إلاّ لتحدّ من مسيرة الفراغ لعشق هارب كالسراب تواكبه الاحجية فلا يجد مرساه. فالحلّ ، إذ يبقى مشبوهاً في مداد الحروف نجده يبحر في مركب صغير الى صخرة هي رمز من رموز النهايات ليعود من جديد مع أحصنة في عيونها صهيل الحياة  
الاحاجي في كتاب الفنانة سيلينا سري الدين، وقد عبرت عنها في حديث صحافي لم يعد باستطاعتنا ان نلجأ الى تحليل آخر لها. فهي تشارك  الآخرين في بث  خواطرها: "إن كتابي هذا هو مرآة لشخصيتي التي اتسمت بالصدق والصراحة مع نفسي اولاً، ومع الآخرين. فكنت اصوّر ذاتي واعبر عن مشاعر الآخرين من خلال "أحجية عشق لا تحلّ إلاّ بكَ..." وهذا هو عنوان كتابها الذي اعتبره تحفة فنية برسومه المائية التي تعتبر من اصعب فنون الرسم وظهرت بثبات خطوطها لوجهها والوجوه الأخرى وباختيارها الدقيق للألوان وتناسقها، لتذكرنا بكبار الفنانين الذين برعوا بهذا الفن الرائع الذي لا يتقنه سوى من امتلك الموهبة قبل ان يقدم على الخوض بتقنياته .
سيلينا سري الدين، إذن، حفرت كلماتها لتضيء بعض ما خفي من ظلال رسومها التي توحي للذوّاقة باساطير وحكايات هائمة في سرابية الذكريات وهوامشها "ماذا لو كانت ايامنا تشبه احلامنا... يمكننا ان نغيرها بحفنة امل من دون ان تسجننا بهوامش الذكريات ...". هذا الأمل لا يمكنه ان يخبئ ما ترمز اليه عيونها وما يرمز اليه الحصان الجامح وصورة أبجديتها المبعثرة التي تنهي الحكاية بضم ما تبعثر لتقول بعنفوان الأنثى: حنيني اليك اعادني... وكان همي ان اريكَ من أنا .
تحاول سيلينا أن تعيد الحبيب الى رشده بالتشويق الملحّ حيناً ثم بالتحدي الانثوي.
الذي كُشف عنه الغطاء في أواخر أزمنته وأزماته وتألق في كتابها برائعة على عتبات باب ايلول : "يتنقل الوقت بنا، وهو مسنود بعكازه الأعرج وبوشاحه البارد، كي يخبئنا من مشاعرنا، ويخفف من لهفة احلامنا المشتعلة وليحدد نهايتنا عند عتبة باب ايلول... فبين ابجدية حروفنا وابجدية الحياة هوينا كفريسة شرقيّةٍ تزيّنت بالتفاهات التي لا تعترف بنا وحولتنا الى العاب من "الماريونات" تتحرك حسب رغباتها الغبية".
وفي بوح جريء تهزأ من الذكور وذكوريتهم معلنة سقوطهم "توحدت انت مع باقي الرجال... الذين سقطوا بهفواتهم الساذجة امام الغباء الانثوي" .
رسوم الكتاب وبعد مسحات من الالم والاحزان تعود متمردة بصهيل حصان يكوكب احزانها في مجرة تتفتح فيها الازهار والورود بالوانها الزاهية، معلنة للأنثى نهاياتها الحزينة رغم مرارة بوح في حكايتها عن زهرتها التي "لا تشبهْ احدا" والتي لن تفيق من لعنة الذكورية الا بالرحيل نحو افلاك لم تزرها اللعنات قط. 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net