Tahawolat
كرَّمت‮ "‬حلقة الحوار الثقافي‮"، ‬أحد أعضائها،‮ ‬الأب مارون الحايك الانطونيّ‮ ‬في‮ ‬يوبيله الفضيّ ‬كهنوتاً‮ ‬وإصدارات كتابيّه،‮ ‬في‮ ‬قاعة الاخوين رحباني،‮ ‬ضمن المعرض المسيحيّ‮ ‬العاشر للإعلام والثقافة،‮ ‬في‮ ‬دير مار الياس‮ - ‬أنطليا‮س.

تكلّم في‮ ‬التكريم،‮ ‬الأباتي‮ ‬بولس تنوري‮ ‬باسم الرهبنة الأنطونية،‮ ‬و‬رئيسة حلقة الحوار الثقافي الشاعرة جميلة حسين،‮ ‬والشاعر لويس الحايك،‮ ‬والأديبة صونيا الاشقر علم،‮ ‬والشاعر ريمون شبلي، وفي الختام المحتفى به. ‬وأدارت الندوة الدكتورة نضال الاميونيّ‮ ‬دكَّاش‮. ‬وحضر التكريم،‮ ‬قدس الأب العام الأباتي‮ ‬داود رعيدي‮ ‬والمدبِّرين وعدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات،‮ ‬وأهل المتحفى به،‮ ‬والأصدقاء والذوَّاقة‮. ‬ثمّ قدَّمت رئيسة الحلقة درعاً‮ ‬تقديرياً‮ ‬للمحتفى به،‮ ‬مع تغطية إعلامية من تلفزيون "نور" سات.
بداية الاحتفال كان بالنشيد الوطني  اللبناني، ثم كلمة ترحيب من الدكتورة نضال الأميوني دكاش التي لفتت الى أن الرهبانية الأنطونية قدمت الشهداء على مذبح الايمان والوطن والحرية، وقدمت رجالاً أبدعوا في الحياة الروحية والكنسية والحياة الوطنية والسياسية والاجتماعية.
الاباتي‮ ‬بولس تنوري
الذي‮ ‬تّأّسْكَمَ وتكرَّسّ في‮ ‬خدمة الكلمة الالهيّ،
الذي‮ ‬آمن بان للكلمة قدسيّةً تأتيها من الله وبها‮ ‬يتواصل مع البشر،
الذي‮ ‬رهن الحياة للعبادة بالروح والحق،‮ ‬وللشهادة بالجرأة والمحبة،‮
‬الذي‮ ‬يعيش البنوَّة لله والاخوّة للإنسان‮‬،‮ ‬أي‮ ‬إنسان في‮ ‬خدمة المذبح والبشر منذ نيّف وخمسة وعشرين عاماً،‮ ‬هو اليوم موضوع تكريمنا ومحبّتنا‮.
... ‬لأنك‮ ‬يا مارون من الاتقياء فإن عطية الربّ لك تدوم مدى الحياة‮...‬
‮... ‬فقد رافقتك في‮ ‬روما عدّة سنوات،‮ ‬وأنت منكبٌّ على دراسة الفلسفة واللاهوت والعلوم الكنسيّة‮... ‬وعدت الى لبنان وتقبّلت نعمة الكهنوت‮...
‬ولكي‮ ‬لا‮ ‬ينضب الينبوع،‮ ‬تابعت دروسك وأبحاثك،‮ ‬إن على الصعيد الشخصي‮ ‬وإن في‮ ‬الجامعة اليسوعية،‮ ‬فما تركت مكتبة الاّ ولازمتها ومخطوطاً‮ ‬الاّ وتصفحته وارشيفاً‮ ‬الاّ وتسلَّلت اليه،‮ ‬فاتحفتنا بمجموعة منوعة من المؤلفات،‮ ‬تذخر بالشعر والأدب والروحانية واللاهوت والفلسفة والتاريخ،‮ ‬ونحن توّاقون لنقرأ لك بعد المزيد والمزيد،‮ ‬فأنت اليوم في‮ ‬ذروة الزخم‮  ‬والعطاء‮...‬
الاتقياء مثلك والأوفياء،‮ ‬يطيب العيش معهم ومرضاة الربّ سنبحث عنها معاً‮ ‬وهي‮ ‬تهدينا إلى الأبد،‮ ‬مبروك،‮ ‬ابو مارون‮.‬
الشاعرة جميلة حسين
... لا اخفي‮ ‬أمامكم أن الأب مارون الحايك‮ ‬يشكّل علامة فارقة في‮ ‬حلقة الحوار الثقافي‮ ‬بحضوره المتميز وعقله النير المنفتح على الآخر‮. ‬والأب مارون‮ ‬يعرف جيداً‮ ‬ان كل عمل ابداعي‮ ‬هو فعل اقتحام،‮ ‬هو جرأة على تدوين المدفون عميقاً‮ ‬في‮ ‬النفس،‮ ‬والاجهاز به امام جميع القراء.
لقد تمازجت عندك ايها الاب الصديق،‮ ‬الثقافة بالاحساس،‮ ‬والجمال بالايمان،‮ ‬والامساك بتجارب الحياة،‮ ‬وكلهم تجمعوا في‮ ‬مخزونك‮. ‬فأنت تؤمن ان الكتابة فعل بعثٍ،‮ ‬وفعل ايمان بالآتي‮. ‬فطوبى لك‮ ‬يا من عرف الله من خلال الجمال، وطوبى لحلقة الحوار الثقافي‮ ‬التي‮ ‬تضم نخبة من امثالك،‮ ‬على امل ان نلتقي‮ ‬في‮ ‬يوبيلك الذهبي‮...‬
الشاعر لويس الحايك
‮... ‬اردد وأقول أن الأب مارون الحايك،‮ ‬وقد سار على خطى الأسلاف خلال فترة نذره الكهنوتي،‮ ‬يسعى جاهداً،‮ ‬وبكل ما اعطاه الله من قوة وقدرات ومواهب،‮ ‬يسعى الى إكمال رسالة الاسلاف في‮ ‬جذور عائلته بدءاً‮ ‬بالأب جبرائيل الصهيوني‮ ‬احد علماء الكنيسة المارونية الأول،‮ ‬واخيراً،‮ ‬وليس آخراً،‮ ‬بعلامتها في‮ ‬القرن العشرين الاب ميشال الحايك‮... ‬وعندما‮ ‬يؤرخ،‮ ‬يبحث عن الثغرات المهملة والممسوحة ليعيدها الى وضوحها وحضورها...‮ ‬وعندما‮ ‬يعالج سطوراً‮ ‬في‮ ‬بطون التاريخ،‮ ‬لا‮ ‬يتفرد برأيه بل‮ ‬يتقبل آراء الاخرين،‮ ‬ويثير الجدل والنقاش حتى‮ ‬يصل الى‮ ‬غايته في‮ ‬كشف الحقيقة مهما كانت جارحة في‮ ‬تبيانها وظهورها‮. ‬وعندما‮ ‬يقيم الصلاة واعظاً‮، ‬يعرف كيف‮ ‬يتقرّب من سامعيه ويحيي‮ ‬بذور المحبة والسلام الروحي‮ ‬في‮ ‬قلوبهم‮... ‬فاقول وانه على الرغم من تقدمه اشواطاً‮ ‬في‮ ‬فكره الماورائي‮ ‬اللاهوتي‮ ‬الفلسفي‮ ‬الذي‮ ‬يتمحور في‮ ‬امداء جديد تبحث في‮ ‬علاقة الروح بالجسد‮... ‬فإنه لا‮ ‬يزال‮ ‬يسعى ناشطاً‮ ‬الى لغة جديدة‮...‬
الاديبة صونيا الاشقر
... إنه "أبونا مارون الحايك الانطوني"، الذي استمدّ السموَّ الروحيَّ الفوقيّ السماوي آياتٍ يحوّلها عبر صوفيّته وروحانيّته الى تعابير وجمل ومباحث... ضوّءاةٍ على حدائق الثقافة الابداعية في اكثر من مكان، غرس فيه قلمه هذا الكاهن المحوطةٌ افكاره بهواجس الآلام والأعاصير. "بونا مارون".. مثقف، متواضع، سبر السماويات فحوّلها في الكنيسة تباشير إيمانية، منقباً في التراث الكنسي الذي يحقق المستحيلات، عبر أسلوب سهل ممتنع، ولكنه ممتنع على كثيرين... هذا "البونا"، لما يزل الطفل في داخله يمدّه بنسوغ تغذيّ كتابته الايمانية الصاعدة من ترانيم القدّاس... المترافقة مع مسافات الحنين وقرع الاجراس، خمرته الكنسية تمثل قربانة لاهوتية، تتماهى مع ابعاد التفكر  في الشفافية ... في العفوية التي هي الشعلة الباقية داخل كهنوته الذي لم يُسه ناسوته... الكهنوتي... وناسوته لم يغيّبه عن كهنوته الناسوتيّ... فهو أبدع وسارر شاهقات الكلم وربوع الثقافات.
الشاعر ريمون شبلي
من قصيدة طويلة عنوانها "في فرح الهيكل"
عرفته يتحدّى ما نبضتْ                فيه العروق... ويَمضي هُّمه النُّورُ
وكلِمةٌ كرمةٌ شاءها قيماً                وصاغها كُتْباً تَغنى بها الدُّورُ
كتب تخطت سني اليوبيل عنونةً             وفي المضامين أشواق وتنويرُ
مارون حاك يحوك العمر تملأة            قربانةٌ وقناديلٌ وتبشيرُ
تمتدّ خلف خطوط الديرِ خُطوتُه             ترعى الرعايا... فلا حدٌ ولا سُورُ!
طوبى لمارونَ في يوبيله الفِضِّيْ                       أرض السما ويراعَ البالِ والنَّبْضِ
يصبو ونصبو ليوبيلٍ يفيضُ على                       اعوامه ذهباً... يا نعمةً الفيضِ!

الأب مارون الحايك، المحتفى به
عندما تعلّق ذلك الطفل بثوب ذلك الكاهن، جذبته قوّة خفيّة، امتزجت بعطر البخور المتصاعد ذات أحد في‮ ‬الكنيسة‮. ‬فامتلأ صدره‮ ‬غبطة لا توصف،‮ ‬ويد الكاهن تمسك بيده حتى الرتاج الذي‮ ‬ولجه‮... ‬وكبر الطفل‮... ‬وحمل السِّفر العظيم باسم كنيسته ورهبنته‮... ‬ورفع القربان،‮ ‬رمزاً‮ ‬للحب والحياة الجديدة التي‮ ‬نادى بها سيّد الغبطة، ‬صانع السِّفر العظيم،‮ ‬عربون تواصل معه من الطبيعة الى ما فوق الطبيعة‮. ‬وحمل الطفل القلم‮ ‬يطوّعه خدمه لما وهبته إياه تلك القوّة الخفية،‮ ‬فأنجب من بنات افكاره سلالاتٍ كتابيه لِتَواصل الفكر والأدب والروح‮. ‬وهتف الطفل‮ ‬يشكر اللفتة الكريمة بهذه الأبيات‮:‬
أبا الكون،‮ ‬ذا شوقي‮ ‬إليك،‮ ‬وشكراني
                    ففِ‮ ‬للأباتي‮ ‬الشكرَ‮ ‬بي‮ ‬او بألحاني
وَزِدْ‮: ‬نِعْمَ‮ ‬حلقات الحوار ثقافات
                    تنير قِلاماً‮ ‬تغتذي‮ ‬من ثرا الباني
وأَجْمِل ببنت الشعر دفقاً‮ ‬حسينياً
                    جميلة من اعطت سُمُوّاً‮ ‬لألواني
وأَعْجبِ‮ ‬بغزارٍ‮ ‬على الطّرس‮ ‬يُرسيها
                    هواجسَ‮ ‬خطواتٍ‮ ‬عبوراً‮ ‬لأكوانِ
وخَلَّ ‬لصونيا نَغمَ‮ ‬حبّ‮ ‬نما فيها
                    حكايةَ عمرٍ‮ ‬يرتوي‮ ‬منه وجداني
وأكْبِر‮ "‬بشبلي‮" ‬عندليباً‮ ‬يُغنيّها
                    على الغض شعراً‮ ‬فاق إبدَاعَ أقرانِ
وأْكرِم بوهج الفكر هدياً‮ ‬لرؤيانا
                    نضالَ‮  ‬البها فخرٌ‮ ‬غوى فكرَ‮ ‬لبنانِ
ومُدَّ‮ ‬الجموع الغُرَّ‮ ‬فوحاً‮ ‬لآياتي
                    وكلّل سماهم‮ ‬غبطةً‮ ‬بي‮ ‬لأزمانِ

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net