Tahawolat
يوم قرروا تحدي الصعاب، فكروا طويلاً بعنوان التحدي، ولما نفوا كلمة مستحيل من قاموسهم، رأوا أن “ممكن” تسمية تؤكد على العمل الجدي، وإن احتملت أكثر من تفسير، لذا أطلقوا الإسم على جمعية أكد وجودها ونشاطها أنه من السهل تحويل المستحيل إلى ممكن.
بدأت خطواتهم الواثقة من برنامج صاغوا مواده من حاجة المجتمع ولأجله، وراحوا ينيرون شمعة، تلو شمعة، وحيثما حلّوا، تبدد ظلام الإهمال والتخلي من قبل أولي الأمر. ولما كانت المعرفة هي المجتمع وهي القوة التي تجعل الأجيال الصاعدة، مداميك بناء حقيقي، ركزوا على رفع مستوى الطلاب العلمي، عبر إعطائهم الدروس الإضافية في مختلف المواد المقررة في برامجهم.
آذار شهر الولادة المتجددة لأبناء الحياة. منذ مطلعه، مروراً بعيد المعلم، وصولاً إلى فصل الربيع وعيدي الأم والطفل. لذا دخلت “ممكن” فضاءات الفرح، مع كل من يدعمها، ويمد يد العون لإنجاح خططها البناءة وتحقيق أهدافها، وتقديراً منها لتضحياتهم وجهودهم في بناء مجتمع يكون فيه الجيل الجديد أحد أعمدته، وفي إطار خطتها لدعم الطلاب والحد من التسرب المدرسي ومكافحة الانحراف عند الشباب،في برنامج دعم المدرسة الرّسمية. كرمت الجمعية الاساتذة والطلاب المتطوعين من كلية التربية في الجامعة الاميركية  بيروت، الذين ساهموا معها في هذا المجال، بدعم من وزارة التربية اللبنانية، وبالتعاون مع مركز “المدني التطوعي” في الجامعة عينها، وذلك بحضور مدراءالمدارس والمتطوعين والمشاركين في البرنامج.
كما ناقشت حول الطاولة المستديرة دور المرأة في المجتمع و المشاكل التي تعاني منها، من العنف المنزلي، وتأثير النظام الاقتصادي العالمي عليها، وصولاً إلى تأثير ما يُسمى بـ”الربيع العربي”.
وقد قيمت رئيسة جمعية “ممكن” السيدة غادة فغالي، نشاط الجمعية فتحدثت عن مشروع إعطاء دروس مجانية لصفوف شهادات البروفيه في المواد التالية: فيزياء "كيماء" علوم الحياة اضافة الى الرياضيات واللغة الاجنبية (فرنسي - انكليزي)، “أن الطالب ومن خلال هذه الدورات يستطيع إجتياز الامتحانات بنجاح، علماً أن الساعات الاضافية  تُطعى بعد الدوام المدرسي وتشكل 50 ساعة إضافية لكل مادة، وتبدأ مع العام الدراسي وتنتهي معه. ويتراوح عدد المستفدين من الدعم 185 و 200 طالب موزعين على 3 مدارس رسمية في رأس بيروت ومدرسة رسمية في الشويفات”.
أضافت فغالي: “بعد النشاط أقيم احتفال تخلله  كلمات لمدراء المدارس، اثنو فيها على جهود “ممكن” المثمرة، كما شكر الطلاب الجهود المبذولة من قبل الاساتذة والجمعية على حد سواء. كما تم توزيع “الصابون البلدي” على الحضور بغية الحفاظ على الصناعات القروية ودعمها”.

المرأة نصف المجتمع
وعن مشروع “الطاولة المستديرة” الذي اطلقته “ممكن” بحضور 40 سيدة في “مسرح بابل” تقول فغالي: “إن المرأة نصف المجتمع ولا يقتصر دورها في الانجاب فقط، بل يتعدى ذلك الى الدور الانتاجي، الدور المجتمعي وحتى الدور السياسي. ودور المرأة يوازي دور الرجل في الانتاج، فالمرأة تتغير وفقاً للتغيرات الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والدينية والسياسية التي تؤثر في مسيرتها، لذا تناولت “الطاولة المستديرة” شؤون المرأة والصعوبات التي تواجهها في ظل التغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، والعالم”.
كما تطرق الحوار إلى حال التقليل من شأن المرأة في المجتمع أحياناً، وإلى موضوع العنف الاجتماعي والجسدي ضدها في البيت، و تأثير النظام الاقتصادي على المرأة،وكذلك  ما يسمى بـ”الربيع العربي”.
لا للعنف ضد المرأة
وقالت: “في محور “العنف الاجتماعي” الذي حاضرت فيه الآنسة أريج يحيى، وعرّفت العنف على أنه أي عمل ينتقص من سيادة وحرية واستقلالية المرأة في المجتمع، وتتجلى مظاهره عبر التعذيب الجسدي والنفسي والجنسي”.
واضافت: “أن الهدف من المحاضرة هو حثًّ المرأة على المطالبة والدفاع عن حقوقها وتصحيح واقعها الاقتصادي والاجتماعي والنفسي. وعرضت حالتين للعنف ضد المرأة، تمثلت بالتعنيف الاسري في العائلة وبعد الزواج. واعتبرت أن العوامل التي تساهم في خلق البيئة المعنفة تتمثل في مستوى التعليم المتدني والترعرع في بيئة متخلفة، كما أن تعاطي الكحول والمخدرات والحالة النفسية للمعنِّف، سواء أكان الوالد، أوالزوج، أو الفقر الذي يولد عادة الخلافات العائلية، كل ذلك يساهمبتزايد حالات الظلم والاضطهاد للمرأة التي تعتبر العنصر الأضعف في الأسر الفقيرة، والمؤسف في الأمر هو غياب القوانين التي تدافع عن حق المرأة. وأكدت أن نتائج الدراسات تشير الى أن العنف يؤثر على صحة المرأة النفسية والجسدية، وقد يؤدي بها الى الانحراف، ومن البديهي أن تصدر ثقافة العنف من الام الى الاطفال”.
والعوامل التي تساهم في تمادي المعنف تتلخص في غياب المحاسبة القانونية والاجتماعية، فالقوانين التي تحمي المرأة في غيبوبة تامة، إضافة الى الخوف من الفضيحة في المجتمع، وغياب مؤسسات الرعاية الاجتماعية، كمرجع لتلكالحالات. واعتبرت أن الحل قد يكمن في حث المرأة على تطوير قدراتها، وتأمين فرص عمل لها، وتفعيل دورها في المجتمع، من قِبل القوى السياسية والدينية،أضف إلى ذلكضرورة إدخال مواضيع تُعنى بحقوق المرأة في صلب التربية والبرامج التعلمية.
وتحدثت فغالي عن المحور الثاني وهو تأثير ما يسمى بـ”الربيع العربي” الذي حاضرت فيه حنان باكيرالتي اعتبرت ان الربيع تحول الى ربيع سلفي. فربيعهم لم يُنتج سوى لحىً وعودة إلى الوراء قرونا، وذلك يؤدي حتماً إلى إعادة  نظام الجواري وإرتفاع نسبة جرائم الشرف، والتعامل مع القاتلعلى أنه بطل وحامي حمى الشرف،اضافة الى العديد من الفتاوى التي تتطاول على المرأة وجسدها. وإذا استمر الأمر على هذا الحال ستبوء جميع المحاولات التي تسعى لتحسين وضع المرأة بالفشل وتصطدم بجدار التحجر الفكري.
اما وأشارت فغالي إلى المحور الأخير بعنوان “تأثير النظام الاقتصادي العالمي على المرأة” الذي تحدثت عنه جمال غبريل فتناولت اسباب قيام منظمة التجارة العالمية، وعرضت لتاريخ نشأتها والمراحل التي مرت بها وصولاًإلى وضعها الحالي، وصولاً الى الشروط التعجيزية لكل من يريد أن ينتمي للمنظمة، علماً أن الكيان الغاصب (اسرائيل) هو عضو فيها. وتهدف المنظمة لزيادة الدول الفقيرة فقراً، ثم تخضعهم لشروط قاسية أبرزها المديونية المرتفعة. هذا الذي من شأنه تغيير بوصلة الدول والحكومات على رأسهم دول العالم الثالث،  حيث تتحول الاهمية الى سد الدين بدلاً من تطوير وتنمية المجتمع خصوصاً في مجالي الصحة والتربية، وهذا ما سينعكس على كل عناصر المجتمع وخصوصاً المرأة.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net