الى الرفيق الصديق سرجون القنطار
في السطر الأول من إنجيل العشقِ
قرأت’ حروفاً بيضاء كوجهك
قبل شتاء الموت،
لم أقرأ أنك مدعوّ لتصير غريباً،
سافرتُ وراء يديك لأكتشف الأسرار،
وحين رجعتُ وجدتُ السطر الثاني من إنجيل العشقِ قتيلاً،
فعرفتُ بأنك في صمت الأسرارِ غفوت .
ما كان مضى ...
من أين نجيء بأيام أخرى نحفظها غيباً
كوجوه أحببنا؟
من أين نتابعُ ما كنّا نكتبه
ليكونَ وصايانا؟
من أينَ نحبُ وكل الأشواقِ خراب؟
ما كان مضى ...
يا هذا الآتي خذلتنا الآهات،
وصارت شمسُ الآتي حجراً،
والنجمُ الساطعُ في شرفاتِ الدمعة غاب .
.....
الآن وقد سقطت كلُ الأسرار،
الآن، وأنت تطلُ منَ الضوءِ الأعلى،
الآن وأنت هناك ونحنُ هنا،
ونُخيّرُ بين الموتِ والموتِ
فنعجزُ أن نختار،
هل نقرأُ في السطرِ الثالث من إنجيلِ العشقِ
حروفاً كتبتها رؤياك
لنفهمَ ما خلفَ الأسرار؟
.....
ولأني أعرفُ أنك سوف تعودُ
أهيئُ ورداً من كل الألوانِ
وأشعلُ أغصانَ الزيتون
وأدربُ قلبي حين يراك،
ليسألَ عن أبواب الجنةِ
كيف تكون
وليسألَ عن زهرة قلبي،
جرحيَ الابدي،
دميَ المسفوح،
لاشهدَ أني بعدكما،
قد صرتُ يتيماً يا سرجون.