Tahawolat
برعاية وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تمّ افتتاح المعرض السنوي الحرفي في المعهد اللبناني للمعاقين مستشفى بيت شباب. حضره راعي ابرشية انطلياس المطران يوسف بشارة ومطران صيدا السابق طانيوس الخوري والرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمه والسلطة الرهبانية، والنائب ادغار معلوف ممثلاً الجنرال ميشال عون، والنواب ابراهيم كنعان وأغوب بقرادونيان وسامي الجميل وممثل عن قائد الجيش وممثل قائد "القوات اللبنانية" ادي ابي اللمع وممثل عن الوزير اسعد حردان. وشخصيات روحية وسياسية وديبلوماسية وعسكرية.
بعد الترحيب بالحضور القى مدير مستشفى بيت شباب الاب بديع الحاج كلمة جاء فيها: "معرضُنا الحرفيّ في المعهد اللبناني للمعاقين مستشفى بيت شباب، لنا فيه مناسبةٌ وفرصةٌ نطلُّ فيها على أهلنا وأصدقائنا ومواطنينا كلَّ سنة حاملين لهم ثمرَ انكبابِ شبابِنا وصبايانا طيلةَ اثني عشرَ شهراً من العمل الدؤوب والمتواصل. نحتفلُ هذا الأسبوع باليوم العالمي للإعاقة. في بلدان العالم المتحضّر يُحتفلُ بهذا النهار. في بلد كبلدنا، نستذكرُ هذا النهار لنطالب وندافعَ عن حقوق المعوقين.المعوّقون أُهملوا كثيراً في بلادنا. فالمجتمعُ وأحياناً أقربُ المقرّبين اليهم ومن أهل بيتِهم يرفضونهم ويتناسَونَهُم".
وتوجه الاب الحاج الى غبطةَ البطريرك بقوله: "لا بدّ من أن احمّلَكم بعضاً من همومنا، فشكوانا شكوى الابناء لوالدهم. مراكزُ رعاية وعلاج المعوقين تعاني من أزمة اقتصادية خانقة أفقها، لا سمح الله، الافلاس. السبب يعود لاهمال الدولة. ردّدناها مراراً وأكررها امام غبطتكم: علاجُ المعوق ورعايتُه يفوقُ بثلاثة اضعافٍ ما تدفعُه الدولة، هذا مع التأخير في الدفع الذي نعانيه من قبل الجهات الضامنة الرسمية. نطلب من غبطتكم بأن تساندوننا تجاه المسؤولين حتى يولوا هذه المؤسسات النادرة الوجود في لبنان اهتماما اكبر. خصوصاً انه ليس هناك من مؤسسات حكومية تعنى برعاية وعلاج المعوقين على اختلاف فئاتهم". وتابع: "الحل؟ نعيش في بلد يتخبط فيه سياسيوه فيما بينهم على مواضيع يعتبرونها أكبر وأسمى من هموم الناس وحاجاتهم الاساسية. حتى راح الشعب يفكر ويقتنع ويظن بأنه هو المشكلة. فاختلف العامل مع ربّ العمل، والمريض مع ادارة المستشفى، والاستاذ والتلميذ مع ادارات المدارس، وما الى هنالك من قطاعات حتى اختلف الاخ مع اخيه. والمسؤول الاول والاخير هو الدولة التي من واجباتها بأن تنظم شؤونَ الناس وحقوقَهم وواجباتهم".
في الختام، شكر الاب بديع الحاج البطريرك الراعي، على حضوره ورعايته وافتتاحه المعرض الحرفي السنوي.
بعدها كانت كلمة الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمه، شكر فيها البطريرك الراعي على محبته للرهبانية وللمؤسساتها. وقال: "يشرفني مع ابناء الرهبانية اللبنانية المارونية ان ارحب بكم في هذا الدير وفي هذه المؤسسة الاستشفائية المميزة في هويتها ورسالتها. نرحب بكم وقد آليتم على نفسكم منذ اعتلاء السدة البطريركية ان تكونوا رمز الشركة والمحبة فحنوتم على ابنائكم بكل غيرة وتفان، تعودونهم في مدنهم وقراهم وتستمعون اليهم بقلب الأب واهتمام الراعي الغيور، حتى غدا مجرد حضوركم يشيع الفرح ويزرع السلام والرجاء في قلوب ابناء الكنيسة والوطن".
وأضاف: "صاحب الغبطة اليوم تلطفتم ولبيتم دعوة اخوتنا المجروحين في اجسادهم وقد حملوا الاعاقة وحولوها الى طاقة ابداع، طاقة حياة وطاقة محبة. والكل يعلم مدى تأثركم في مشاطرة كل مجروح من ابنائكم وبناتكم.صاحب الغبطة كلنا الى جانبكم، اليوم وكل يوم، تحملون عصا الرعاية ممهورة بختم بطرس وقد أُخذت من مجد الأرز ورصعت بزهد مار مارون والرهبان والنساك والآباء القديسين. نحن معكم، تبادرون لزرع السلام ولمّ الشمل ودرء الأخطار المداهمة للوطن والكنيسة. ان حضوركم اليوم يا صاحب الغبطة يفتح صفحة تاريخية لهذه المؤسسة الاستشفائية ونحن نؤمن معكم بان الرب هو الطبيب والشافي طبيب الارواح والاجساد. ورسالة هذه المؤسسة ان تعلن هذه الحقيقة وان تسهم عبر ما تؤديه من خدمات في تخفيف الألم وفتح آفاق الرجاء لجميع الاخوة المعوقين.
وتمنى الاباتي نعمه "بان يصبح وطننا وطن التكافل الاجتماعي والتضامن من اجل خير الانسان والمواطن. فبدل ان نسهم في ازدياد الاعاقات على انواعها بسبب الشحن وزرع التفرقة والتشرذم، نتكاتف ونتضامن بالتعدد الموجود لنتمكن من مواجهة الصعاب، فنبني غداً افضل ومجتمعاً يسوده السلام، وطناً يستمر رسالة للانسان في انسانيته وقيمه". وشكر الاباتي نعمه البطريرك الراعي على رعايته وافتتاحه المعرض الحرفي للمعوقين في مستشىفى بيت شباب. كما شكر ادارة المستشفى على رعايتهم وعنايتهم بكل مريض ومعوق.
بعدها كانت كلمة غبطة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي فقال: "انه يسعدني ان افتتح معكم المعرض السنوي للاشغال اليدوية التي ينجزها المعوقون في اطار المشاغل الحرفية والفنية المتنوعة هنا في المعهد اللبناني للمعاقين. وأضاف "تحية تقدير لاخواننا المعوقين الذين يحملون في اجسادهم علامات آلام المسيح الخلاصية. انهم يعانون من اعاقات جسدية حركية ناجمة عن العديد من الحوادث الطارئة يومياً. لكنهم فضل هذا المعهد الذي يقدم لهم العناية الطبية والروحية والانسانية، ولئن كانوا ضمن جدرانه وعلى كرسي نقال. انما يعيشون فرح التأقلم والانخراط في المجتمع كأي انسان عادي وكعنصر فاعل في بيئته". وأردف البطريرك الماروني "على المستوى الوطني، أود ان أقول لكم ولكل المتألمين جسدياً او روحياً او معنوياً، الذين يتحملون آلامهم مع المسيح بروح رسالي، انما يعود اليهم الفضل في حماية لبنان من المخاطر الكبيرة، فكل مرة تصل الاوضاع بالوطن الحبيب الى شفير الهاوية، تأتي يد الله الخفية وتنشله بواسطة ذوي الارادات الحسنة وذوي الحكمة والرؤية، ولكن باستحقاقات آلامكم، انتم بالنسبة الى لبنان مثل الحربة التي تقي من شرّ الصواعق".
وتوجه البطريرك بتحية شكر لقدس الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمه، والآباء المدبرين، ولمدير مستشفى بيت شباب الاب بديع الحاج، وللرهبانية اللبنانية الجليلة التي تعمل في خدمة بيت شباب وهذه المنطقة في المتن الشمالي وسواها منذ اثنتين وستين سنة، اي منذ سنة 1949. واضاف "عندما خلقت ويلات الحرب اللبنانية المشؤومة في سنة 1975 والسنوات التي تلتها الاعداد الكبيرة من الاعاقات، من فقدان الايدي والارجل او الشلل، سارعت الرهبانية اللبنانية الجليلة بدافع من المسؤولية وروح المحبة والرحمة، فحولت سنة 1976 المعهد التربوي الى ما هو اليوم المعهد اللبناني للمعاقين - مستشفى بيت شباب. لقد طورت هذا المعهد وجعلته الى جانب اختصاصه مستشفى عاما متنوع الاقسام والاختصاصات".
وتابع البطريرك الراعي بأن الرهبانية مؤسسة  المعهد اللبناني للمعاقين، احتضنت كأم ابناءها اللبنانيين من كل دين ولون وحزب، وكرمت هذه القافلة من الذين استشهدوا واراقوا دماءهم على مذبح الوطن. هؤلاء اطلقوا سنة 1975 المقاومة اللبنانية التي تتواصل حتى اليوم. لكن هذا الرعيل الاول من المقاومين عرف ان يسلم الوديعة الى المؤسسات الشرعية، ولسان حالهم يقول: "علينا ان ننقص وعلى الدولة ان تنمو".
وقال "اني احيي اسرة هذا المعهد - المستشفى رهبانا وكهنة اطباء وممرضات وممرضين، اداريين وموظفين، واعرب لهم عن امتنان الكنيسة والمجتمع لهذا العمل الذي نفاخر به وعلى التضحيات التي يبذلونها بسخاء. انكم ايها الاحباء تؤدون رسالة عظيمة يرضى عنها الله وهو انكم الى جانب العناية الطبية بصحة الجسد، انما تزرعون الرجاء والفرح في القلوب وتنتزعون من المتألمين الكآبة والقنوط، صحيح القول ان المستبقل هو في ايدي الذين يزرعون الرجاء في القلوب. واني اوجه النداء للدولة اللبنانية، لتولي هذا المستشفى وسائر المستشفيات الخاصة عناية مسؤولة وتسانده، وتؤدي له ولها الواجب تجاه خدماتها الجلى التي تعجز الدولة عن تقديمها لاخوتنا".
وتوجه البطريرك الراعي من الذين يسخون من مالهم وذات يدهم ومقدراتهم، مقيمين ومنتشرين، لمساندة مستشفى بيت شباب وتطوير آلياته وامكانيته واختصاصاته، من اجل خدمة اوفر واشمل لكل موجع ومريض، من اي جهة.
بعدها قدّم الرئيس العام ومدير المستشىفى والمعوقون هدايا تذكارية من عمل المعوقين للبطريرك الراعي. وقص البطريرك الشريط وكشف عن لوحة تذكارية تخليداً لمروره في مستشىفى بيت شباب وجال الجميع في ارجاء المعرض.

آراء القراء

1
8 - 3 - 2012
شكرا على هذا التقرير

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net