نحن أقرب الناس إلى الألم.....ولأننا كذلك، نحن أقربهم إلى الشعر...
فليس غريباً أن تُفرز هذه التربة فنانين وشعراء، وليس غريباً استمرار بقائنا وسط التناحرات القاتلة التي مسخت شعبنا وحولته بجبروتها إلى زحافات يأكل بعضها بعضا.
إن وجود الحركة الثقافية – حلقة الفن والأدب رفض جازم لهذا الواقع وعمل مُستمر لتخطيه وتجاوزة.
إنها حركة تقوم على القضايا الفنية، والفن بطبيعته تحد للركود والموت، هو حياة وتوثب، هو السعي المستحيل للتغيير والكشف والتجدد.
الحركة الثقافية تهدف إلى إشاعة مناخ ثقافي – فني في منطقة زغرتا- الزاوية، وتسعى بكل مقدورها إلى توفير الجو المناسب أمام المواهب الناشئة لتمكينها من البُروز والعطاء...ولايمكن اعتبار مثل هذا العمل غير كفر بواقع مُجرم يُناقضه، وتحد لقيمة العتيقة البالية.
بالريشة والكلمة نكفر..
بالريشة والكلمة نرفض...
بالريشة والكلمة نتحدى الواقع الرهيب المتحجر...
باللا... المرسومة على جباهنا...
بعدم القبول ...بعدم الطاعة...
لقد آن لصوت آخر غير صوت الرصاص أن يتسلق جُدران هذه البلدة، ويمسح عنها الألوان القاتمة ويُدخل إلى أعماق الشعب فيهز فيه الضمير.
آن لنا أن نُضيء.... ونُبشر بجيل جديد يقرع بقبضاته المتفائلة أبواب الفرح...
  تحولات_______1973