في زمن التحولات الكبرى التي يشهدها العالم اليوم، وفي زمن توقع "تحولات" جديدة، خاصة في العالم العربي، على الصُعد السياسية، الإجتماعية، الإقتصادية والثقافية، تصدر"تحولات" كمحاولة إعلامية لمُواكبة التغيرات المعاصرة على مستويات الدولة والمجتمع والمواطن.
 
تهدف "تحولات" إلى تقديم صورة عن الواقع من زوايا متعددة، على قاعدة مصداقية المعلومات التي تنشرها والتحقيق الميداني للخبر لاتأليفه، وتغطية مُجريات الأحداث لا التشويش عليها، ومرافقة هموم الناس في حياتهم اليومية وثقافتهم العامة المعيوشة، وتطلعاتهم نحو مُجتمع جديد، ولكي تكون على هذه السوية، تبدو استقلالية خياراتها ونوعية مضمونها وتنوع أبوابها، ضرورة أساسية لتميزها.
وانطلاقاً من تكريس حرية القول والنقد والإعلام، تُؤمن "تحولات" بحق كل سلطة وجماعة وثقافة بالتعبير عن ذاتها بديمقراطية، مُحترمة نقد الآخرين لها، ومسؤولة عن نقدها للآخرين، إذ الحوار يصون الحرية، ويحترم التعددية، ويُشكل قاعدة الديمقراطية.
 
فالحقيقة لاتُصادر، ولاتقتصر على فريق أو جهة، بل تكمن قيمتها في مساهمة الجميع بصياغتها، لذلك سيكون هاجس "تحولات"، تعدد الأقلام، وتنوع التحاليل، لتكون حواراً مستمراً بين آراء مُتعددة ووجهات نظر مُتباينة، فيُكون القارىء هو الحكم، لأنه الأقدر على الاختيار.
 
ستسعى "تحولات"، لتكون فُسحة للمبدعين ليُعبروا عن تطلعاتهم بجرآة، كما ستُحاول أن تكون منتدى يتسع لأصحاب الفكر والرأي ليتجادلوا مهما تباينت مشاربهم، وستتفادى الوقوع في مأزق تبرير سلطة لمعارضة سلطة أُخرى، بل ستجهد كي تبقى أمينة لنهج النقد البناء، الهادف إلى تعميق الديمقراطية لغد الانسان.
تتوجه "تحولات" إلى القارىء العربي أينما وجد في دُنيا العرب أو ديار الاغتراب، علّها تكون صلة إعلامية بين تباعداتهم، ومنبراً حُراً لآرائهم المتعددة.
 
"تحولات" ليست نموذجاً صحفياً، بل تجربة إعلامية تتطور وتغتني بنفسها وبغيرها، وتتجدد من خلال تبادل وجهات النظر بين كُتابها وقُرائها.
وإذا كانت "تحولات" قد اختارت أن تكون مُتواضعة في الشكل، فلكي لاتكون أسيرة حاجة مادية قد تدفعها إلى نقض كُل ماجاءت أصلاً من أجله.
 
وهي من أجل انحيازها إلى القارىء الداعم الوحيد لاستقلاليتها وحريتها، ومن أجل انحيازها إلى حرية الحوار وحق الاختلاف.....جاءت ..."تحولات".
تحولات ____1992