Tahawolat
لنعود معاً الى أربعين عاماً وأكثر، لنرى ببصرنا وبصيرتنا، شعوبنا في الشرق الأوسط يقودها قادة يلتزمون مع القاعدة ويستمرون الى الأفضل في كيانات تشتهي أن تكون أوطاننا لحماية الإنسان والأرض، يعتمدون على التجديد الممكن والضروري من أجل التطور والتواصل الإنساني في مجتمع تحميه دولة ناجحة نسبياً بمؤسساتها الإدارية والتربوية والقضائية والأمنية والرقابية جميعها، فكان التجديد للخروج من عهود الإمبراطوريات والدول المستعمرة وللمحافظة على وحدة الأرض والشعب والتراث.
أما اليوم ومنذ سنوات، غرق قادة بلادي في التقليد فعمّموا الصناعات الحديثة وصناعات المعلومات والديمقراطيات المخالفة للأصول وغيّبوا المرجعيات الأساسية لبناء دولة ووطن، وتكاثر القادة، وهذا لا يبشر بالخير، وأصبح الكثير من الشعب صورة عن قائدهم يلتزمون بعنصرية وفرديّة مع رفقائهم في تجمّعات لا تخدم مصلحتهم ولا مصلحة غيرهم في وطن، فالكل خاسر في هذا الواقع.
واقعتان حول التجديد والتقليد
1-    في إدارة ما، مئة موظف تقريبًا، يتواصلون مع بعضهم ضمن الأصول الموروثة وبكل محبّة واحترام وفي أوقات فراغهم وأثناء عملهم. فجأة وصلت هبة أو صفقة تسعين جهاز معلوماتية، اكتشف في ما بعد أن دون العشرة أشخاص يستعملون الجهاز بطريقة صحيحة، واكتشف أيضاً أن التواصل في ما بينهم انقطع وأصبح كل واحد عبدًا للجهاز كما يحدث الآن في الأسرة والمجتمع.
2-    اجتمعت مرّة مع ثلاثة مستشارين لوزراء، شرح أحدهم صفقة من السوق الأوروبية تتضمن برامج وأجهزة لمحاربة الفساد وأنهى كلامه، ما رأيك؟ أجبته، أنا مع العلم والتطور واستعمال الصناعة الحديثة، ولكن محاربة الفساد تبدأ باختيار الرجل المناسب في المكان المناسب واختيار القائد الجيّد لنعطيه في ما بعد ما يطلبه ولنعمل على التجديد لا التقليد. فليستنتج القارئ ماذا كان الرد.
لا تزال الأفراح والأحزان تجمع شعوبنا نسبياً، نحن بأشدّ الحاجة الى بيضة الزمن الى قائد يوحّد ضمن القوانين والأنظمة المكتوبة والعرفيّة.
•    موظف من قدامى موظفي الدولة

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net