Tahawolat
أربعون عاماً كانت "تحولات" مميزة، وما زالت، عطاء متدفقاً، فكراً وثقافة وأدباً، منذ انطلاقتها في العام 1973 لنحتفل اليوم بـ40 سنة على صدورها، بتنوع مهامها الثقافية والأدبية والفكرية. فاكتسبت ثقة القارئ، بعد حضور فعلي في الساحة الثقافية، من حيث الطرح والأداء، وبعد إنجازات حقيقية كبيرة تستحق الارتقاء الى مستوى مشروع نهضوي فكري ثقافي في ظل صراعات وحروب إثنية وعرقية، في ظل ثقافات غريبة دخيلة على مجتمعنا وبيئتنا. لتعود اليوم "تحولات" تؤكد أن  الثقافة هي الوحيدة القادرة على تنظيم حياتنا وإعادة التوازن إليها وإنقاذ الكرامة الإنسانية، والعمل بمشروع ثقافي تغييري طموح، من أجل تصحيح مسارات الوعي.
 
"تحولات" منذ انطلاقتها كانت واحة تلتقي فيها اقلام فكرية وثقافية، تختلف في رؤاها ومتبنياتها، وتتفق على احترام الرأي الآخر وحرية الرأي والتعبير، مما عزز مكانتها، وساهم في تفاعل الافكار وبلورتها ونضجها، فكانت المجلة الثقافية الرائدة في عالم الصحافة، التي تحمل اليوم وغداً مشروعاً للحياة من خلال إطلاق "جبهة ثقافية ضد الإرهاب"، وما دفعها للإعلان عنها في هذا التوقيت بالذات وجود ظاهرة خطيرة تكشف عن بؤس ثقافة عقيمة ينتشر، يبرر للطاغية طغيانه وللتكفيري ذبحه وانتهاك مقدسات الروح والعقل والحضارة، ولأننا اليوم أصبحنا بأمس الحاجة لها.
 
 لم يكن يوماً "منتدى تحولات" والذي تديره مجموعة من المثقفين والقيمين في المجلة إلا منبراً لجميع المثقفين والمفكرين والشعراء، بل كانت أيضاً مقداماً في كل قضية لسبيل مصلحة المجتمع والإنسان وسنداً لكل مبدع، ولكل مبدعة، "تحولات" كانت ومازالت مشروعاً لدعم المواهب.
 
والسؤال الذي يطرح نفسه ويضعنا أمام مسؤولية كبرى، هل نحن قادرون على إنقاذ شعوبنا من الموت والاحتضار الذي يمارس علينا من جماعات  تخترق ثقافتنا ومؤسساتنا وطقوسنا، يمارس على أمتنا بأساليب النهب والاستعباد والخلع بالقوة فيؤتي دماراً للحضارة في بلادنا،  ليسلبوا روح البقاء والحرية منا.
 
"تحولات"، تحية لك في عيدك الأربعين، ففيه يتوّجك أصدقاؤك وأحباؤك منبر تغيير للصحافة والمجتمع، لذلك وجدت لتبقي.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net