Tahawolat
 هي قصة الولادة، ولادة الإرادة الفكرية في زمن العودة الى عصر القبلية والعشائرية والهمجية، هي قصة الولادة، ولادة موقعة العقل في مواجهة الجهل والتطرف والإنغلاق الفكري...
 
نعم إنها تحولات في زمن التحولات، فقد أقبل العام 1974 حاملاً معه هدية شؤم للوطن، هدية بداية الأزمة بكل أشكالها السياسية والفكرية والثقافية وحتى الفنية، هذه الأزمة التي أبصرت النور مع بداية العام المذكور فكانت بداية التحولات على مساحة الوطن فقسمت المجتمع الى مجتمعات عدة ترتبط بجهات خارجية عدة وجعلت من المواطن سلعة في يد تجار الدين والسياسة وبدأت لعبة الأمم تفرض أحداثها على امتداد أرضنا، وبدأ معها زمن التحول نحو مرحلة جديدة من التقسيم السياسي داخل الكيانات التي قسمتها خارطة سايكس بيكو اللعينة، فكانت المصيبة...
 
 كانت المصيبة، وكان لا بد من محاولة للبقاء على بعض من الثبات القومي الفكري الثقافي الموضوعي، للحفاظ على الحد الأدنى من وحدة الوطن ووحدة المجتمع، والإنطلاق من هذا الحد الأدنى للوصول الى وحدة شاملة ولو على المستوى الفكري والثقافي. ومن هنا كان القرار بولادة تحول الحق والخير والجمال في مواجهة الباطل والشر والفساد، فكانت ولادة جريدة تحولات، وكانت تحولات هي المدخل نحو الحقيقة بكل أشكالها.
 
 ولدت تحولات من رحم القضية فتحدثت بلسان المجتمع الواحد واتخذت من الفكر والثقافة نبراساً لها، وبدأت مسيرتها نحو بناء الإنسان المجتمع وكان شعارها تحولات من الأنا الى النحن، لتشكل في هويتها مجتمعاً متكاملاً فكرياً، ثقافياً، سياسياً، وفنياً، وبدأ معها درب النضال بالكلمة، وما أصعبه من دربٍ عندما تواجه بالكلمة أرباب الطوائف وأهل الفتن وتجار الدين وبائعوا الأوطان، كانت الولادة التي تحملت كل معناة الوجود في دائرة الحقيقة بمواجهة أهل الباطل، نعم ما أصعبها من لحظات تواجه الكلمة فيها الرصاص والمال الأسود والضغوطات السياسية، وتارة هناك من يُرهب وتارة أخرى من يُرغِّب... نعم لقد تعرضنا لحروب معنوية، اضطررنا فيها للتوقف عن التواصل في محطات معينة، لكننا لم نستسلم، فكنا نعود للإصدار من جديد، وباللحم الحي لمواجهة اللحم الميت الذي أنجبته قلوب ميتة، لم نستسلم لأننا أدركنا ومنذ اللحظة الأولى بأننا تعاقدنا مع قضية تساوي وجودنا، وبأن كل ما فينا هو من الأمة وكل ما فينا هو للأمة، فمن هذا المنطلق كان الإصرار على المتابعة، متابعة التحولات في زمن التحولات، فأثبتنا أن للحق مكان مهما اتسعت رقعة الباطل، وأثبتنا بأنه لا بد من انتصار الإنسان بقيمته الكلية الإجتماعية على الإنسان الفرد بوحدانية الإنتماء العشائري والمناطقي. أربعون عاماً وما زلنا، أربعون عاماً ولم نستسلم، ونعدكم بأن تمر السنون الطوال، وأن نبقى على ما عهدتمونا به من مصداقية الكلمة، وحرية التعبير، ومساحة الأمل بولادة المجتمع المعرفة... في الذكرى الأربعين لولادة جريدة تحولات، نقف لنرفع القبعة لهذه الجريدة النضالية بإمتياز، نرفع القبعة احتراماً لما قدمته طيلة هذه السنون بما حملته من سنينٍ عجافٍ على أرض هذا الوطن وواقع مجتمعه. أربعون عاماً من العطاء ومن الإستمرارية في نقل الحقيقة كما هي، دون الدخول في بزارات البيع والشراء. ففي هذه الذكرى نقولها اليوم شكراً لكِ تحولات وسنقولها حتماً على استمرار الزمن فاليوم وفي كل يوم ... شكراً تحولات ...

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net