Tahawolat
غصوب: إطلاق نهضة ثقافية امتدت لبنانياً عربياً
 
 
"شهرياد الثقافية" ملتقى ثقافي يجمع الأدب والإبداع والفن، لتواكب المواهب الواعدة والعمل على إبرازها والاهتمام بها، ففي كل ليلة يكون المكان هو الحيز المقدس من لياليها، لتمنح بيروت ألقاً خاصاً ومختلفا، على أنغام موسيقى يعزف فيها الموسيقيون ألحانهم مندمجة مع الشعر، لتسهر بيروت ليلة يتوق إليه الجميع.
 
"تحولات" إلتقت الشاعر "مكرم غصوب"، أحد الشعراء المؤسسين لليالي «شهرياد الثقافية»، وعن شهرياد عرف غصوب عنها قائلاً:
ليس هنالك أجمل مما قاله الكبير الشاعر نعيم تلحوق عن شهرياد للتعريف عنها: ... وتمضي شهرزاد في حكاياتها التي لا تنتهي، لتؤجّل موتها. وها هي تعود بعد ألف ليلة وليلة لتتابع رواية ما تبقّى من الحكايا، لكن هذه المرة ليس عبر شهريار، وإنما عبر مجموعة من الشباب امتلكت وعدها وراحت تصارع قدرها بلغة الحياة. أضمن لكم أن خيانة جديدة يفتعلها الشباب الجديد ليقصَّ علينا، كلٌ عبر إصداره، حكاية الخروج من الخوف إلى عراء الأغنيات، فاجتمع الإثنان معاً شهريار وشهرزاد ليصبحا "شهرياد" وليقولا ما خفي من أحلامهما في مقهى راس بيروت، شعراً وأغنية ولوناً... مبروك لـ"شهرياد" حكاياتها المؤجلة قبل الصباح ...
فكرة شهرياد.. تلحوق روح شهرياد
وجواباً على فكرة شهرياد، قال: فكرة شهرياد، هي فكرة الكبير الشاعر نعيم تلحوق، الذي وبعد ترجمة مجموعته السابعة "يغني بوحاً" الى الألمانية من قبل جامعة بون، وبعد تكريمه في المانيا وحين طلبت من الجامعة ترجمة مجموعته التاسعة "لأن جسدها"، فضل الشاعر المتفاني المواهب الشابة في بلده على "أناه" وعرض على الجامعة استبدال هذه الترجمة الخاصة به بأنطولوجيا لبنانية تجمع عدداً من الشعراء اللبنانيين الواعدين، فعهدت إليه إدارة الجامعة اختيار المجموعة، وكعادته محطماً القيود الطائفية والمناطقية والسياسية، متقمصاً نصوص الشباب، باحثاً عن خيانة إبداعية أو جنون خلاق، اختار باقة من الشعراء أكثرهم شهرة، معروف في بعض الدول العربية وقدّم لهم العالمية، حيث ستترجم أعمالهم وتستخدم في المواد التدريسية في الجامعات الألمانية.
 
هذه المجموعة تجسدت في الملتقى الثقافي التفاعلي "شهرياد".
لم يكن الكبير نعيم تلحوق الأب الروحي لشهرياد فحسب بل كان روح شهرياد وعصبها، وبالرغم من عدم رغبته في الظهور وتسليمنا مسؤولية تنظيم الليالي الشهريادية، إلا أن اسمه كان رصيدنا والحب والاحترام الذي يكنه له أغلب المثقفين وثقتهم به كانوا وما زالوا ثروة شهرياد التي لا تنضب.
رغب نعيم تلحوق في كسر الف الأنا وتحرير نون الجماعة، نون العائلة، لنصبح نحن فريقاً يعمل بمحبة وعائلة تكبر كما الله، فريقاً يحافظ على فرادة كل أعضائه، لذلك كبر الفريق ليضمّ عدداً اكبر من الشعراء المبدعين والموسيقيين والرسامين وليجتمع في الليلة الشهريادية الشعر والموسيقى واللون تجلياً لثالوث الحقّ والخير والجمال.
الليلة الشهريادية هي عبارة عن ليلة ثقافية تجمع شاعراً وشاعرة وموسيقيين ورساماً يرسم من وحي روحية الليلة.
تسمية شهرياد
وعن تسمية شهرياد قال غصوب:
شهرياد هو دمج اسمي شهرزاد وشهريار، في استعادة للأسطورة بقالب شعري فنّي، حيث تتم استضافة شاعرة وشاعر في حوارية شعرية وعلى سبيل المثال، تأتي شاعرتنا بباقات شعربة مقطوفة من براري جبل لبنان ليلاقيها شاعرنا بحفنة من تراب الجنوب متجسّدة بكلمات ترافقهما موسيقى تنفسها التاريخ من قلعة صيدا البحرية، مصبوغة بأرجوان جبيل الممزوج بألوان الحضارات. شهرياد في لياليها تتيح التفاعل بين الشعراء من كل المناطق اللبنانية وكل الانتماءات وتعمل على تحطيم كل الحواجز الوهمية الموروثة.
والجدير ذكره اننا نطلق على لقاءاتنا الشهريادية اسم "ليلة شهرياد" وليس "أمسية شهرياد" على أمل أن تطول ليالينا الشهريادية الى ما بعد الألف ليلة وليلة حباً وحقاً وخيراً وجمالاً.
شوط الإصدار والاستضافة
وكما تحدّث عن شروط الإصدار وعن استضافة الشاعر بالمنشور حيث قال:
أرادت  شهرياد، حين ربطت استضافة الشاعر بالمنشور، أي أن يكون له إصدار شعري، تعزيز رغبتها في الحفاظ على قدسية الكتاب وقيمته في زمن الضوء، حيث إنّ الكتابة في الضوء (أي الانترنت) كالمحو، لا تحمّل صاحبها مسؤولية أقواله وأفكاره.
مكان بلا مراتب و"مكانات"
وقال غصوب عن خصوصية المكان:
تقيم شهرياد لياليها في المقاهي، حيث لا صفوف أو ضيوف بمراتب، وحيث يكون التفاعل كاملاً بين الجمهور والشاعر والموسيقي والرسام، من دون فواصل او منابر او مسافات، وأثبتت التجربة أن لقوة النص والأداء الحضور الفاعل هيبة وجمالاً... وقد اعتبر المخرج العالمي منير أبو دبس مؤسس المسرح الحديث، أثناء تواجده في أمسيات شهرياد، أنّ الوقفة الشهريادية وقفة شجاعة ومن أصعب التحديات التي يواجهها الشاعر أو الفنان، حيث يكون على تماس مع المتلقي إمّا يحتوي المشهد ليصيره اما يضيع في قلب المشهد.
 
بيروت محطة أولى
وعن سبب اختيار بيروت كمحطة أولى الإنطلاق أجاب غصوب:
لأن بيروت عنقود الضيع اللبنانية ولأن الحمرا رأس بيروت هي قلب بيروت الثقافي النابض، أرادت شهرياد أن تنطلق من الذاكرة، ذاكرة بيروت الثقافية في عصرها الذهبي وللمصادفة تبين أن اسم "شهرياد" الذي هو دمج لإسمي شهريار وشهرزاد يعني ذاكرة المدينة، علماً انّ اسم شهريار فارسي، ويعني حاكم المدينة كما أن اسم شهرزاد يعني ابنة المدينة. وبعد نجاحها في بيروت واستقطابها لعدد كبير من جمهور الشعر والموسيقى والرسم، أبدى عدد من المثقفين رغبتهم في نقل التجربة الى منطقته، فشكلت لجاناً في المناطق اللبنانية لتنظم الليالي الشهريادية وتحافظ على روحية شهرياد وفكرتها وحيثياتها وتوالت الليالي الشهريادية تباعاً في راشيا فجبيل، فبيت شباب وجديتا وقريباً في الكورة وكسروان وعاليه والشوف ومناطق الجنوب اللبناني كما في بعض الدول العربية حيث طلب مثقفون فيها نقل التجربة الى دولهم.
 
وسينما أيضاً من أول أيار
...وقال غصوب عن فعاليات شهرياد السينمائية:
بما ان شهرياد حركة ثقافية تقاعلية، والسينما فنّ لا يقل قيمة وإبداعاً وجمالاً عن باقي الفنون، ومنذ انطلاقتها أرادت شهرياد أن تخصص مكاناً للمخرجين الشباب في نشاطها، وبعد تشكيل لجنة من المخرجين المختصين، والمقهى القادر على تجهيز  cine club، ستفتتح شهرياد في أوائل شهر ايار، شهرياد سينما في بيروت لإعطاء فرصة الظهور والتفاعل للمخرجين الشباب بافلامهم القصيرة والطويلة.
بعث نهضة ثقافية
وختم غصوب قائلاًـ:
غاية شهرياد هي وسيلتها اي بعث نهضة ثقافية، تعيد للإنسان قيمته الانسانية، وتفعّل مفهوم الـ"نحن" مع الحفاظ على فرادة كل انا، ولأن أرقى تظهير للحب يكون في الشعر والفنّ، ولأن الحبّ لا يؤخذ إلا بعطائه، شهرياد موجودة لتحبّ شعراً وموسيقى ولوناً وتمثيلاً وإخراجاً ولتمجّد الله والإنسان في طقوس الحق والخير والجمال.

آراء القراء

1

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net