Tahawolat
ثمة حقيقة لا بدّ من إدراكها والتعامل معها والتصالح مع تحدياتها وما تطرحه من مهمّات، وتتمثّل في أن الحياة صراعٌ من أجل إثبات الوجود الفاعل الحر في كل ميادينها، ومعتركاتها...
لذا، لا بدّ من بناء كل الحسابات على قاعدة الوعي والفهم  لهذه الثابتة في كل ما نقوم به، وما نفعله، وما نخطط له...
ولعلّ قدرنا في هذه المنطقة من العالم... أن نفهم بعمق هذه الحقيقة، لأننا محكومون بأقسى أنواع الصراعات التي، ربما ومع الأسف، شهدتها البشرية في تاريخها القديم والوسيط والمعاصر...
لقد جُبلْنا على تحدي الصراع من أجل البقاء والاستمرار في أشرس ميدان، وأعتى معركة، وأقسى ظروفْ...
وليس لنا خيار إلا أن نكون في الميدان مقاومين بالكلمة، بالسلاح، بالاقتصاد، بالثقافة، وليس لنا مناص من العمل الحثيث والجدي والرصين لتصليب قدرتنا مجتمعاً وأمةً وبنيةً شعبية على الصمود والفعل وجبه كل أشكال العدوان الموصوف الذي نتعرض له...
ثمة تحديات كبرى تخطيناها، وثمة تحديات أكبر تلوح في الأفق، لن نلقي السلاح قبل أن ننتصر...
هذا هو قرارنا... هذا هو خيارنا... سنبقى نقاتل حتى النهاية... ولن ندخر جهداً في تثمير وتفعيل وتوحيد كل الطاقات والإمكانات كي نضمن تخطي الصعاب، والتغلب على كل الأخطار التي تواجهنا بأشكالها المتعددة والمختلفة والمتلونة والمتشعبة والمتداخلة بين ما هو خارجي وبين ما هو داخلي، بين ما هو من فعل الآخرين، وبين ما هو من صنع بعضنا...
بالطبع، صراعنا يرتكز على حقائق في الوعي نسعى الى تعميمها وترسيخها وتعميقها في عقول وأذهان، وقلوب أبناء مجتمعنا،  وناسنا وأهلنا... كل ناسنا وكل أهلنا خارج سياقات التقسيم والتصنيف والتفريق...
وأولى هذه الحقائق... إيماننا بوحدة المجتمع، بوحدة الأمة، بوحدة الشعب، الذي يرتكز على عمق تاريخي وجغرافي يأبى الا الوحدة في كل حقباته... ويرفض في اللاوعي وعلى أرض الواقع ومن خلال تشابكات الحياة الواحدة التي لا تنفصم عراها، يرفضُ أي طرح تقسيمي تجزيئي تفتيتي، بالرغم من كل مظاهر الانقسام التي تطفو على السطح...
ما بناه أجدادنا ماضياً، في التاريخ والجغرافيا، لن نسمح لفئة ضالة ومضلِّلة ومضلَّلة من شعبنا أن تهدمه، ولن نسمح  لقوى خارجيه أن تحطمه، لأنه ضمانُ مستقبلنا ومستقبل أجيالنا التي ولدت والتي لم تولد بعد...
ان وعي أجدادنا لوحدة الحياة في بلادنا من الفرات الى النيل، في كل سوريا الطبيعية في زمن القبائل والعشائر لن نسمح لأحد بالنيل منه في زمن "العولمة"...
والوحدة الشعبية الحياتية التي نسجها الأقدمون في كل مدينة وقرية ودسكرة، وتمثلت في الحياة الواحدة، والعيش الواحد، بين الأديان والطوائف والمذاهب والعشائر، ومثلت بداية تجسيد الهوية القومية الواحدة الجامعة التي تمظهرت بألف مظهر ومظهر، لن نسمح لقلة غبية أن تقضي عليها... ووحدة المصالح الاقتصادية – الاجتماعية ودورة الحياة الواحدة التي تضمّ في أطيافها كل الناس وكل الفئات في الشعب الواحد والمجتمع الواحد والأمة الواحدة سوف تبقى شرايينها متواصلة  بإرادتنا وبفعلنا وبتضحياتنا تضخ دم الحياة الدافق حباً وخيراً وعطاء...
بالرغم من كل الأنواء سوف نبقى نلهج بالوحدة، ونبشر بالوحدة، ونعمل من أجل تجسيد هذه الوحدة في أجمل وأرقى مضامينها ومظاهرها...
بالرغم من كل التحديات، وفي  ذكرى انتصار المقاومة في لبنان على العدو الصهيوني في آب 2006 سوف نبقى نلهج بالمقاومة... خياراً وحيداً أوحد للدفاع عن بلادنا وعن شعبنا وعن حاضرنا وعن مستقبلنا...
بالرغم من كل تحدّيات الإرهاب الذي يلف بلادنا من عراقها الى شامها الى آخر دسكرة فيها، سوف نبقى الردّ العاصف على الإرهاب والتكفير وكل نتاجات الفكر الظلامي القذر... الذي يزرع في بلادنا دماً وخراباً ودماراً...
ثمّة حقيقة نؤمن بها، حتى ينقطع النفس، حقيقة أن النصر صبرُ ساعة، وصبرنا سيلاقي أعظم نصر في تاريخنا المعاصر...   

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net