Tahawolat
من نافل القول إن ثمة خطراً حقيقياً يتهدّد وجودنا القومي والحضاري والإنساني، وهذا الخطر أصبح واقعاً مقيماً داخل مجتمعنا، ويهدده بانشطارات داخلية، قد تفجّره في العمق...
"الهوية" بما تختزن داخلها من علامات التعريف عن "الذات" تواجه  مأزق "التغريب" و"التهجين" و"التدجين"...
"المشهد التاريخي" برمته... متصدع، ويعاني من تشوهات تحتاج الى عمل جبار لإعادة تجميع أجزاء الصورة الحقيقية التي تشبهه...
"الذاكرة" بين المسح والاختزال... تعاني هي الأخرى ..."عشوائية" من نوع آخر... وانتقائية في العودة الى شريط الأحداث المخزونة في طياته...
"العقل" بين "التعطيل" و"الفعل"، بين "السحل" و"التوهج"... بين "المسخ" وإشراقة "اللمعات المضيئة"...
نحن... تأسيساً على ما تقدّم... على مفترق طرق... قلما وقف  في قلبه... شعبٌ أو إنسانٌ...
خيارات صعبة... لكل منها تداعيات... ونتائج... لا تقف عند حدود الحاضر... بل تتخطاه قدماً الى الآتي...
ولكن، ما العمل؟ أسوأ ما يمكن عمله هو أن لا نعمل شيئاً... أي أن نتبنى أطروحة "النأي بالنفس" ونقف على حدود الخيارات... تائهين... متفرجين... في حالة من العبثية يرثى لها... حتى خيار كهذا له نتائج... وقد تكون من النوع الذي يصعب تحمله...
بالطبع... أن نقعد عن تكرار المحاولات... يعني اعترافاً بالعجز... واعترافاً بتجليات "الخيبة"...
لا... ليست الصورة كذلك... اذ بالرغم من كل الرماد... الذي يطمر الميادين... إلا أن الجمر المتوقد تحته... سينبعث من جديد شعلة تنير وتضيء الطريق...
في الوجود... ثمة متناقضات... وتضادات... تختلف قراءتها في الفلسفة... ولكنها جزء لا يتجزأ من الحياة...
لذا، فالعسر يلحقه يسر،  والشدة لا بد أن يعقبها الفرج...
نحن قومُ نؤمن بأنفسنا، ونؤمن بقدراتنا، ونؤمن بمكنونات ذاتنا الايجابية الفاعلة... المتطلعة دوماً الى المستقبل بالأمل والرجاء معطوفين على الفعل "النهضوي"... فعل "القيامة"...
قوى الشر وصلت في بلادنا الى نقطة اللاعودة في مشروعها الهمايوني "الحاقد" "الأسود" "الظلامي"... المتخلف... مشروع "محاكم التفتيش" التكفيرية التهجيرية "الذبحاوية"... وأطياف مجتمعنا بسوادها الأعظم  مدعوة الى ملاقاتها بمشروع حضاري قومي إنساني أخلاقي خلاق ومبدع... لن يطوينا مشروعهم... لأنه مشروع الموت... ونحن عصيون على "الموت"... خسئوا... مشروعنا ... هو مشروع الحياة والعز والخير والانفتاح ....
التفاؤل مصدره... حقيقة راسخة... أن الطبع يغلب التطبع... وقد جُبلنا على طبع "الانتفاض التاريخي" بوجه الظلم والاحتلال والعدوان والإرهاب بأشكاله المختلفة والمتعددة...
بقي ـ طبعاً - أن نبذل الجهد في كل الميادين المتاحة... لنغلب بمشروع العقل مشاريع "الغرائز" بأصنافها المتعددة والمختلفة...
وكلنا إيمان... أن كوة في الجدار قد فتحت باتجاه "المستقبل"...

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net