Tahawolat

منصور عازار
منذ وجد هذا الكون قام على مبدأ صراع البقاء. كان ولما يزل القوي يأكل الضعيف، والمتغيرات عبر العصور كانت ولما تزل تتركز في تحسين وسائل القتل والدمار الى جانب الارتقاء في ما يعزز مظاهر الحياة والرفاهية. وبين هذين النقيضين وصل عقل الانسان الى اختراع كل انواع القنابل الذرية والهيدروجينية والكيماوية وغيرها من اجل ان يسيطر على موارد الكون وموارد الكون هذه من انواع متعددة، وهي التي كانت وما زالت وستبقى هدف سيطرة الانسان عليها وامتلاكها لتصبح سلا حه الاقوى في وجه اخيه الانسان. الحياة على الكرة الارضية هي صراع متواصل لامت ك وسائل الدمار الى جانب  وسائل البناء لتعزيز استمرارية صراع البقاء. والحياة هي صراع والصراع يحتاج دوماً الى وسائل جديدة ليبقى المرء متفوقاً في وجه أخصامه.

واذا نظرنا الآن الى ما يحدث حولنا نجد أن وسائل الصراع قد توزعت على الأمم الجوارح التي تمتلك من قوى الدمار اكثر من غيرها. هذه روسيا التي تواجه اليوم اميركا ومعها حلفاؤها من الصين المترامية الاطراف الى الهند وعبر البحار الى دول البريكس وافريقيا الغربية وغيرها من دول العالم.
فهل هناك عداءٌ بينها وبين الولايات المتحدة الاميركية سوى عداء المصالح في السيطرة على موارد الكون والاختراعات المتنوعة في امت ك ما تيسّر من آلات الدمار ووسائله ا المتنوعة.


هذا هو في نظرنا السؤال الكبير ومعه مَن المستفيد من شعوب العالم الثالث وأغلبها يعاني المرض والفقر والجوع، اما شعوب العالم العربي التي أتخمتها الثروات النفطية فتحول عم ت اجنبية تستعمل وبدورها لشراء ا كماليات واسلحة تشوه الحياة الصحراوية ولا مجال لاستعمالها لعدم معرفة أهلها
فيها، ولعدم حاجتهم اليها لانه يوجد من يقاتل عنهم. صراع الامم هذا هو صراع مصالح في سبيل من يمتلك اكثر من غيره وسائل خداع ودمار، والانسان الموجود في هذه الكرة الارضية يعمل جاداً لدمار نفسه بالوسائل المتاحة له: فهل جن جنون العالم لدرجة انه لا يدرك الى اين وصل والى اين هو ذاهب؟
هل يقضي صراع الأمم بما يستنبط ويخترع من وسائل القتل والدمار الى فناء الانسانية؟ هذا ما نراه عندما نراقب مواقف الدول وكيفية تحالفاتها والانعكاسات على ما يجري في هذا الكون.
امام هذا المشهد نتساءل ما هي نتائجه على أمتنا ومنطقتنا في هذا العالم؟ ان موقعنا الجغرافي في وسط هذا العالم ومواردنا الطبيعية الغنية وظهورنا الحضاري المبكر قد أعطانا الريادة في قيادة العالم فكانت الاديان الموحدة من بلادنا، من عندنا كذلك الاكتشافات العلمية المتنوعة في سائر العلوم والمعارف، بينما كانت اوروبا في غيبوبة يعيش اهلها في الكهوف والمغاور يأكلونمن لحوم الحيوان واعشاب الارض. واذا كانت الصين قد واكبتنا زمنياً في تأولاتها الفلسفية وظهور قادتها المتفوقين فان بعدها الجغرافي انتظر ظهور اختراعات كثيرة لتستفيد منها حالات التطور الانساني في تلك الناحية البعيدة من العالم، وكان التفاعل بين شعوبنا في شرق البحر المتوسط وبينها تتحكم فيه المسافات حتى اذا استفاقت اوروبا من غيبوبتها اصبحت طريق الحرير الى الصين من عندنا، واستفادت البشرية من العلوم والمعارف واهمها الحروف الابجدية. وعندما اشتد ساعد اوروبا كان الحدث الاهم في تاريخ الانسانية هو اكتشاف القارة الاميركية التي بإمكاناتها الجغرافية الهائلة وتقبل شعوب اوروبا الحياة فيها تطوعاً قد غير مجرى تاريخ الانسانية، واذا كان صراع البقاء هناك قد أفنى الشعوب الاصلية من الهنود الحمر فإن ما وصلت اليه القارة الاميركية اليوم هو نقل تجربتها مع هؤلاء الهنود الحمر الى العالم كله!!!

ومع الاختراعات الحديثة المتنوّعة ووسائل الدمار الهائل الذي تمتلكه بعض دول الأرض نعود الى السؤال الخطير: هل اصبحت البشرية على قاب قوسين من تفجير نفسها بما اخترعته من وسائل الدمار ام أن ارادة الانسان ستتدخل ثانية لتوقف تجربة كوبا مع رئيس القارة الأميركانية في ذلك الوقت؟
صراع أمم.. هل يفجر الإنسانية؟

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net