Tahawolat
المفكر الاسلامي الدكتور علي شعيب حاضر في طرطوس وقد ورد في اقواله ما يلي: اثناء حديثه عن الحلول التي لا بد ان ترتكز على الوعي والمعرفة والعودة الى العقل وتحكيم الضمير واستنفار الخلق الذي قالت به الشرائع والاديان وتقتضيه اليوم مصلحة الوطن العليا وفي لفتة غير متوقعة قال: انا اتحدث كشخص قادم من 23 عاماً من الاصولية والسلفية الوهابية التي غادرتها غير آسف وغير مكترث بالاغراءات التي قدمت بعدما رأيت ما لا يتخيله خيال ولا يقبله عقل ولا منطق ولا يقول به دين. أضاف وانا اليوم ليس لي انتماء حزبي ولو قيض لي انتماء حزبي فلن انتمي الا الى الحزب السوري القومي الاجتماعي لانه وحده ايقظ الوعي فينا على حقيقتنا السورية وزرع حب سورية في قلوبنا.

اما المفاجأة الكبرى فكانت في الختام عندما قال: اختم بالصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد(ص) وبالرحمة على روح العظيم انطون سعاده الذي قال: (كلنا مسلمون لرب العالمين، منا من اسلم بالانجيل ومنا من اسلم بالقرآن ومنا من اسلم بالحكمة).

وقال للحضور: اقرأوا هذا الرجل تعرفوا عليه وعلى فكره العظيم انه عظيم حقاً ولا غنى عنه في هذه الايام العصيبة.

تأملت ملياً في هذه الاقوال: انه الوعي الحقيقي لواقعنا وان سوريتنا هي مصدر قوتنا الحقيقية اذ ان ما هو حاصل اليوم يؤكد ان اعتمادنا على واقعنا الجغرافي والتاريخي والاستراتيجي العربي، وعلى هويتنا الحضارية المتولدة من تاريخ عريق يمتد الى الاف السنين، هو القوة الفاصلة في هذه المعركة الدائرة على ارض هذا الهلال الخصيب وموارده وخيراته فسيادة السوريين على ارضهم هي المعركة الحقيقية وانتصارهم هو القضاء والقدر!!!!

اننا نواجه اليوم صراع الموت والحياة وما ينقذنا هو هذا الوعي لحقيقتنا وحقنا. وفي حومة الصراع القائم يتجمع شتات حقد الحاقدين وينتفض غيظ الموتورين لاطفاء شعلة الحضارة في شامنا العزيزة، والانجرار في قطعانية الاذعان لمشيئة مريدي الفتنة والانتقام.

وفي خضّم المعاناة تتجمع فلول المؤامرة لاضرام نار ثورة كرتونية في وجه نظام من مبرراته العداء لاسرائيل والاستئثار براية الكرامة بعد انهزام الانظمة الربيعية المنبثقة من خريف التسلط وتجويع الشعوب لصالح الرؤساء المزعومين، وفي حّمى الانسياق الى الاصوليات الدينية ليس لي الا ان انحاز وبقوة الى رأي الدكتور علي شعيب وفي محاضرته عن "الاستراتيجية البديلة" والتأكيد على تبنيها من الادارات الاميركية المتعاقبة والتي من هواجسها المحافظة على سلامة وأمن حدود اسرائيل وعليه قامت همجية المأجورين بالتعرض لسورية بكل ما اوتيت من اساليب الاعلام المضلل والمال المسفوح فداء للخيانة واستفاقت غرائز المذهبية واستنشاط غيظ المراهنين على تفكك دولة صمدت في وجه الاعاصير...

وكان جواب الدكتور علي شعيب على المتقولين بالباطل حاسماً ورادعاً لمقولات المتسربلين بقمصان الاصولية المبهورين بعمى البصيرة والبصر.

فلا حلول الا بالعودة الى العقل وتحكيم الضمير واستخلاص ما قالت به الاديان في استنفار الخلق وليس تسخير الاديان لنيل المآرب أو ليس الزعيم سعاده هو القائل: "نحن هم العرب قبل غيرنا ، نحن جبهة العالم العربي وصدره وسيفه وترسه ونحن حماة الضاد ومصدر الاشعاع الفكري في العالم العربي".

وفي حومة ربيعك ايها الزعيم وفي اذارك العابق بالتجدد والحياة ليس اجزل من كلام فيك ككلام مسلم مفكر اسمه علي شعيب وكأني بك ايها الزعيم الخالد محّفزاً دوماً للوعي والتنوير. وفي الملمات الجلل تظل ملاذ الامة ومحجة خلاصها وللعبرة اقول: لن تستطيع الخيانة من امحاء الحقيقة لن يستطيع السلام في ايدي المخربين ان يهدم تاريخاً شب وترعرع في دمشق ولن تخبو شعلة ايقظها عظماؤها في التاريخ امثال يوسف العظمة!

لينكفىء ذئاب الشر وليخرس مضمروا الحقد فبلادنا السورية ما كانت يوما غير موئل الفكر وستبقى الى ما شاءت "المشيئة" قلعه الصمود والتصدي وليستحي يهود الداخل فكفانا يهوداً حيث هم يطبقون بايديهم على اسيرة الامة السورية (فلسطين) فلا عروبة الانفلاش اثمرت ولا عروبة البداوة حرة القرار ولا عروبة لسورية الا في سّوريتها وممانعتها وصمودها في وجه الاعاصير وللتاريخ الكلمة الفصل فيما نحن نعمل ونؤمن ونتيقن ونقف مع سعاده وقفة العز التي وقف ورصاص الحقد يخترق صدره.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net