Tahawolat
العراق، اعرق لفظة اطلقها الانسان الاول، على أول أرض خلقها الخالق وابرزها في الكون.
العراق، اقدم حضارة ظهرت في الوجود وافرزت حضارات اخرى تقرّ لها وتشهد.
العراق، هذا الاسد الرابض منذ ملايين السنين ينادي الانسان الاول ويشهد له بالفضل والعزة والكرامة.
العراق، اول امبراطورية يؤسسها ملوكه وشعوبه شهادة للحق، وبناء للحضارة، من سرجون الاكدي الى حمورابي وانتهاء باشور بانيبال. ثم المنصور والرشيد والمأمون..

العراق الذي منذ وجوده حمل اقدس اسم عرفه التاريخ والوجود ارَك، اوروك، اراكي، الذي يعني الفجر والنور والضياء... فجر البشرية، ونور الحضارة، وضياء الفكر، فهو الذي اعطى للعالم الحرف والرقم، النثر والشعر، الحكمة والمعرفة، وكل مظاهر المجتمع الاولى للشعب الاول.
العراق هذا بحدوده هذه التي حقاً لم تتغير، تأسست ضمنه اول الدول، وانطلقت اولى الافكار، وولدت اولى مظاهر الحضارة الراقية في التشريع والديموقراطية...

فالوحدة الواحدة التي ولدت فيه واينعت واعطت ثمارها للعالم اجمع، فهو مهد البشرية، وعلى حد قول العالم الاثاري الكبير صموئيل نوح كريمر "التاريخ يبدأ من سومر"، كيف يستهين به اليوم انسانه الاصيل بعد آلاف السنين؟ كيف يكسر هذه الوحدة المتلاحمة، ويقسمها الى "فتافيت"؟، والحكيم يقول: "كل بيت ينقسم على ذاته يسقط، ويكون سقوطه عظيماً.

اجل، عجبت لقوم يخربون دارهم بايديهم، اليس هذا من باب البله والجنون.
هذا العراق العظيم، اسألكم بالله، اذا ما قسمتموه - لا سمح الله - لمن او لأي جزء منه يطلق اسمه، من المؤكد انه سينمحي، وسينتهي، ويخفيه التاريخ وينكره، ويرميه في زوايا الاهمال، وهذا ما تبتغيه الصهيونية العالمية وتسعى اليه ربيبتها اسرائيل بحقدها الدفين منذ العام 585 قبل الميلاد عام السبي البابلي والى اليوم تعمل على محو العراق من خارطة العالم الذي هو اول من وضع هذه خارطة.

الى اي جزء منه ينتسب العراقيون، الاولون والحاضرون والقادمون.. بمن نفتخر ونعتز ونرفع رأسنا عالياً اننا نحن نور العالم.. حمورابي وشريعته، الى اي جزء ننسبه وكذلك الجنائن المعلقة.. نينوى اين نضعها وكذلك بابل..

أشور بانيبال، ونبوخذ نصر وسرجون لمن نجعلهم ملوكاً، ثم بغداد المنصور، وبيت الحكمة والمأمون، والمستنصرية، اين تصبح، هل نطفى نور حضارتنا بافواهنا...

معنى ذلك اننا قضينا على كل شيء..

قلعنا جذور حضارتنا،

احرقنا كل التاريخ،

فيا لمهزلة التاريخ..

فالعراق هو العراق، لا يصح الا بوحدته، ارضاً وسماء وشعباً... منذ آلاف السنين وهذه حدوده ثابتة لا يتخطاها العراقي الابي، لان لا طمع له بارض غيره، ولا يستهويه الاحتلال.

الا بحق الله عودوا الى الينابيع والاصول، واتركوا الفروع خارج الحقل، حقلنا الواحد الوحيد، العراق المجيد..

حذار ايها العراقيون من التقسيم، فلا تتبعوا الاغراء والاغواء والا يكون قد قتلتم نسبكم الفريد، ومجدكم التليد...

اياكم والتقسيم لوحدة العراق المتمثلة بأسد بابل الشهير الذي حاول الالمان والبريطانيون والفرنسيون وغيرهم ان يكسروه او يسرقوه فابى ورفض الا ان يبقى شامخاً شموخ النخلة رمز العراق الواحد الموحد.

فعوض ان نعمل جاهدين بالسلام على اعادة تراثنا، والاقسام المقطوعة من عراقنا الاصيل شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً. نقوم نحن المستأمنين للحفاظ على حدوده التي كانت وبقيت الى اليوم، من ايام سرجون الاكدي ولوكال زاكيزي، حمورابي الاموري، واشور بانيبال الاشوري، ومروراً بنبوخذ نصر الكلدي، وانتهاء بابي جعفر المنصور والرشيد.. اولئك الاسلاف الذين لم يفرطوا بشبر من ارض العراق، ارض الوجود، فنأتي نحن اليوم ونقسمه قسمة الجبنة بين الثعلب والقردين..

ألا تتنبهوا، ولا تتهوروا وكونوا من الصالحين فيفتخر بكم الاجداد والاحفاد، فتعيدوا القوس الى باريها، وتفشلوا كل المخططات المشبوهة والمؤامرات المفضوحة، سيروا بهدى الله والشعب والوطن، ويبارك تعالى بخطواتكم السليمة...

فالعراق كان وسيبقى

نور لا ينطفئ،

معين لا ينضب،

حضارة لا تندثر

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net