Tahawolat
القطة الصغيرة التي تنتظرني امام الباب. أحمل لها قليلاً من الطعام. تبتسم لي مع صباح حائر. حتى الصباح مثلي لا يعرف ماذا سيكون اليوم. لكنه يمضي. لو أنك جلست أمام النافذة ودخنت كل سجائرك وعبثت بالغيوم. الحياة ستعبر مع مطر او دونه. لو انك كبست زر التلفاز فستغرق حتماً في تفاصيل الموت. الحياة ستمضي بانفعالك وبدونه.
 
القطة تأكل وتتجاهلني وينتفخ بطنها. غداً لن احمل اليها الطعام. النهار هنا خطواته بطيئة إلى حد اليأس. وفي اماكن اخرى الزمن يتسابق مع الفراغ. حين كنت صغيرا كنت احلم بملامح ووجوه حين كبرت اكتشفت ان الاحلام خدعة احيانا تكون جميلة. لم ار كل هذه النساء التي وعدت بها نفسي. الاقدام بحاجة إلى حذاء ولا ادري لماذا اهلنا كانوا مهووسين بقبعاتنا. طالما البرد لا يميز بين الرأس والقدم.
 
القطة تحاول ان تلاعبني و"تتغنج" كامراة شقراء وتغريني بحركاتها. غريزتها تلهمها على الإبداع لاقتناص القليل من الجبنة الفرنسية. وتتجاهلني بعد ذلك.
 
لماذا كل هذا الضباب والتشتت. حاول أن تكتب أفكاراً مترابطة، النقاد يحبون الأخطاء والهفوات لولا ذلك لا مبرر لوجودهم. لكن من قال الاشياء المثالية هي الاشياء الاكثر ابداعاً وجمالاً. المخاطرة لعبة البهلوان في السيرك. المتعة ان لا تفقد الدهشة. حسنا هل هربت القطة؟ الم يستهوها طعامك؟ من تنتظر ان يطعمها. ها هي القطة كبرت ولم تتعلم الاصطياد واكتشفت الخطأ التي ارتكبته! الاعتراف ان لا تجلد نفسك. لماذا كل هذه الثرثرة بعد منتصف ليل لا يقرأ سوى عتمته ويتباهى في قمر بعيد لا يضيء سوى غيمة لم تقرر بعد السقوط او العبور. التفجيرات وانت تعبر وتموت. ما الذي اخذك إلى الموت عد إلى فراشك. انتظر آخر قدح وسجائر بتبغ وورق اللف. الآن يمكنك ان تتخيل كل النساء اللواتي كنت تحلم بهن. الازرار تنفك، دقات القلب تتسارع.. سمراء كليل يغرق في العتمة. القمر يسطع ويتدلى الرمان. طعم الرمان في لعاب لساني وامضغ خصرها وابتلع نهداً كاملاً مشوقاً وانتفخ من شدة التوتر! الحرب ليست بهذه السهولة التي تظن. القلق يطاردك وينهك اعصابك وتتذكر. لماذا الذاكرة حقيرة بعض الاحيان. القطة تعود إلى الدار. الزهور يابسة ، وقهوتي احتساء سريع ولا اكترث لكل القطط. حتى للقطة الشقراء قصة! كأنها تعلم تماماً بأنني سأكتبها. هي متوترة وخائفة وقلقة مثلي. حين تغامر تحاول ان تضع جانبا كل الافكار السيئة. ولكن في المقامرة سيخرج اكثر من وجه ليؤنبك وتختنق من حضورهم. الآن من سيتقدم امامك ويقول الأمر لي. اي ملامح ستخفى من وجهك؟ لا يمكن ان تقف متفرجاً وتدعي كل هذه الهلوسات. وتنسكب في خمرك قبلاتها. وتمسك مؤخرتها هنا نصف الكرة الارضية وتغمض عينيك. ومض فعل الطاقة من اعماقك يتصاعد إلى التخمر في الجمجمة خذ حبرك ودون على اوراقك العتيقة. وطن ينتحر يسقط من الكعب العالي. يكفي هنا النهاية. هرطقة... وانفلات.. وعبثية. أبحث عن الشخصيات والخيط الرابط والحبكة المتناسقة في انسياب ممتع ومفيد. اشعل سيجاراً وتمتع في المشهد على الطرف القريب من يدك اليسرى. الأحلام خرافات غبية. عد الى رشدك. صدى آخر يسقط فوق رأسي. استمتعت في سريرك، هل نكررها قريباً؟ ومن يدري! عبثا، سأجد الطريق اليك ولو بعد حين. من هذا المزعج الذي لا يتوقف عند كل خطوة ويخاطبك. النهاية هنا. من همس في اذنك هذا النوع من النهايات المتوقعة. قط شارد في المدينة يبحث عن مزبلة بعيدة يقتات فيها دون خوف، يؤلمه هذا التلوث والصخب والرصاصات الطائشة. يخاف من تفجير عشوائي ينهي تشرده بطريقة حزينة، ويردد القط الشارد كيف اجوع والمدينة مزبلة كبيرة .
 
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net