Tahawolat
حين يمتزج الحلم بالواقع يصبح الحلم هو الواقع، فنحلم خلال الحلم، وننام في الحلم، هنا الدهشة في هندسة عوالم افتراضية بكل واقعية لتصبح المخيلة فعل ابداع مشوقاً تتراءى فيها المشاهد غير المتوقعة في عملية مبسطة فيها الكثير من التعقيد والابعاد الخرافية احياناً، لا تخلو من المتعة والانبهار الذي يتكون من حاجة مقموعة في كينونتنا المغامرة والمهادنة في آن واحد .
 
هذه الشعرة هي الخط الوهمي الذي يفصل بين عوالم مختلفة ومتجانسة متناقضة ومتشابهة تدخلنا للتغلغل في العمق بعد انفصام مرهق نعيشه فتصبح الهوة فجوة معمقة بين ادراكنا ورغباتنا وتخيلاتنا وحاجاتنا، فيتصارع الابداع والخلق مع الموروثات والمسلمات والعادات والجماد والسلطة في هيكيلية تحمل قيماً عشوائية بمعطيات حديثة ومفاهيم تكنولوجية تختنق بالمنظومات القديمة والشعارات المقددة والافكار العفنة داخل حلقات مفرغة لا تنتج سوى البؤس والتقوقع والانحطاط في فعل الزمن الذي يعبر على سكة قطار سريع .
 
في هذا القطار العابر كفعل جنون وفوضى يسابق الريح والغيم والضوء. الاشجار التي تنتظر مروره تضيف اليه مشهداً عبر نافذة. يتداخل الحلم في موجات تشبه الهلوسات فتشعل البخور داخل الغرفة وتحتسي القليل من النبيذ وتشاهد فيلماً تتناغم معه بشكل تصادمي فيخرج مساره الى سريرك، فتحاول التحكم في شخصياته لتصبح داخل مضمونه بوجوه متعددة. يرن الهاتف ليفصلك عن كل هذه الترهات، كما تفصلك اليقظة عن حلم ممتع فتشعر بخيبة كبيرة كما تشعر بالفشل مرة اخرى امام الكثير من الانتصارات والمتعة التي كنت تسكن فيها.
 
الوهم قصة متعة، والحزن فعل حاجة، والالم مسار اللذة. لكن بماذا تحلم الآن نعجز عن استدراك ذلك بدقة لان في البوح نصف الكلام. من يسكن في هذا الفضاء ليس في ذلك سر غريب، ومن يكتب فوق الغيم لا تخدعه الغيوم العابرة، لكنه ربما ينتظر ايضا هطول المطر ليخرج الضباب من نظراته .
 
يحمل المنظار، يحرك العدسة، يثبتها، بدقة يرى الجهة الاخرى يكتشف المسافات الوهمية في رأسه، فيشعل سجائره ويفتح باباً مغلقاً في قلبه ويسقط من قمة شاهقة فيصرخ . يكتشف للمرة الثانية والثالثة ربما للمرة الهاربة من يديه انه يحلم. لكنه الآن يجلس على مقعد عتيق يحمل كتاباً ويقلب صفحاته ويغرق بين السطور . تفاصيل وجهه بين ابتسامة يحبسها خوفاً من ان تهرب من فمه وشرود يحمله الى اماكن يعرفها. يسأل ظله الممدد على الارض قربه متى سنتصالح؟ يرد له الجواب بجواب، من منا الوهم ومن الحقيقة؟ يقهقه الصدى على الحماقة التي تحدث هنا. ويغرقا في ذهول ... هل ما زلت تفقد الدهشة؟ ربما .
 
ينظر الى الفراغ، يختنق. يبحث في جيبه عن ذكريات جميلة، عن زمن مضى عله يملئ هذه الوحدة بقليل من الحكايات. يمشى الى الماضي يظن انه يتقدم، يعبر جسوراً ومسافات يتجول في الوقت الضائع من وجوده يحتسب الدقائق. سنوات تمر قربه. يمد يده ليلتقطها. يطاردها يطاردها. يسمع الصدى في اذنيه... أنت هنا... وجه يعرفه بوضوح. هل تسمعني، أين انت؟ الموج يصطدم في الصخور، قبلة تطبق فمه. همس في اذنيه .
 
صباح الخير ايها الحالم، القهوة بانتظارك .
 

آراء القراء

1
5 - 5 - 2014
عريضي حلو يا عريضي ....حلو كتير

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net