Tahawolat
وضع مأساوي يعيشه مسيحييو الشرق...
هي قضية الشعوب العربية و الاسلامية ايضاً


يتابع الكاتب جورج حداد في الجزء
الثاني والأخيرمن صرخة الاحتجاج حول الوضع المأساوي التاريخي لمسيحيي الشرق، حيث يفتح السجلات السوداء لليهودية عبر التاريخ، ومنها بالاخص صلب السيد المسيح ومجزرة اطفال بيت لحم



جاء في موقع ديني بلغاري:»وقعت هذه الجريمة ضد الاطفال في 29 كانون الاول، في السنة الاولى بعد ميلاد المسيح، وفي هذا اليوم تحتفل الكنيسة بذكرى الاطفال القتلى. فمنذ ظهور النجم للمجوس حتى هذا التاريخ كان قد مضى سنة وتسعة اشهر. اما لماذا قتل هيرودوس الاطفال بعمر سنتين وما دون، فهو قد فعل ذلك بدافع الخوف ولمزيد من  الاطمئنان» (الى قتل المسيح).
وتم قتل الاطفال بأشكال مختلفة: بعضهم قتل بالسيف، وبعضهم ضرب رأسه بالصخر او الحائط، وبعضهم رمي على الارض وديس بالارجل، وبعضهم خنق بالايدي، وبعضهم قطع الى اجزاء، وبعضهم طعن وقطع الى نصفين.
ويصف القديس يوحنا الفم الذهب حال الامهات خلال ارتكاب المجزرة فيقول:
«حينما رأين ذلك سألت الامهات القتلة: لماذا تقتلون اطفالنا؟ ما هي الاهانة التي وجهوها للقيصر او لكم؟
ولم يكن يوجد احد كي يجيب لماذا يجري هذا القتل العبثي، ولا احد يمكن ان يعزيهن في هذا المصاب الجلل. اما هن فمع النحيب كنا يصرخن بالجنود:
ارحمونا، ارحمونا!
أليس لكم انتم بالذات امهات؟ ألم تعرفوا الحب الامومي؟ ألستم انتم محبوبين من امهاتكم؟ الا تخشون ان يحدث لاطفالكم مثلما يحدث لاطفالنا؟ ارثوا لحالنا؟ لا تحرمونا من اطفالنا، واقتلونا نحن اولا، لانه ليست لنا القدرة على احتمال موت اطفالنا! اطعنونا نحن! اذا كان اطفالنا سببوا لكم اي اساءة، فلنمت نحن معهم!
وكانت النسوة يعتصر الالم قلوبهن، ويمزقن ثيابهن حزنا ولوعة، ويلطمن صدورهن، ويخدشن وجوههن، وينتزعن شعورهن، صارخات نحو السماء:
ـ يا ربنا، يا الهنا! ماذا تعني كل هذه القسوة من قبل القيصر؟ انه يقف ضد خلقك انت؛ انت خلقت، وهو يقتل؛ انت وهبتنا الاطفال، وهو يأخذهم منا! لماذا ولدنا صبيانا، طالما ان اطفالنا سوف يتعرضون لهذه الميتة الاليمة؟»
اما القديس يوحنا الدمشقي فيصف مصيبة الامهات كما يلي:
«ان الامهات، اللواتي ولدن اولادهن بالآلام، جلسن بقرب جثامين اولادهن المقتولين، وهن مبعثرات الشعور، رافعات ايديهن نحو السماء، وهن يشددن شعورهن وينثرن التراب على رؤوسهن، داعيات السموات لان تشهد والدموع تنهمر من اعينهن، ويوجهن الكلام الى هيرودوس الغائب، وكأنه حاضر امامهن: ايها الملك، ماذا يعني هذا الامر من قبلك، والموجه ضدنا؟ ايعقل ألا تكون انت ابا لاولادك؟ ايعقل ألا تعرف مدى محبة الوالدين للاطفال؟ هل احزنك النجم؟ فلماذا اذن لم توجه سهامك نحو السماء، وجففت الحليب في صدورنا؟ هل سبب لك المجوس سوءا؟ فلماذا اذن لم تحارب فارس، وحرمت بيت لحم من اطفالها؟ اذا كان قد ولد ملك جديد وانت تعرف عن ذلك من الكتب، فلماذا اذن لم تقبض على جبرائيل وترسله الى السجن؟».
كما جاء في موقع قبطي آخر:
«يقول الرب أنه في زمن محدد، وحدده بقوله في ذلك الزمان، سيكون إلهاً لكل عشائر إسرائيل وهم يكونون له شعباً، وهذا الأمر لم يكن واقع حال بني اسرائيل عند إرسال يسوع لأنهم لم يكونوا مؤمنين حقاً، وإلا لما كانت هناك حاجة لإرسال من يعرفهم طريق الرب، لا بل ان بني اسرائيل حتى رفع يسوع أو قيامته لم يكونوا شعباً للرب بل كانوا كافرين به وبمن أرسله إليهم وكانوا طوال الزمن الذي عاش يسوع بينهم كارهين له ومقاومين لدعوته وساعين الى قتله كما تقول الاناجيل».

ولا بد من الملاحظة ان هناك بعض الاوساط بما فيها مسيحية، ولا سيما المتأثرة بالصهيونية، تشكك في وقوع هذه المجزرة. كما ان هناك اختلافاً في تقدير عدد الاطفال الذين قتلوا. ويقول احد المواقع ان هناك موسوعة كاثوليكية تقول ان عدد الاطفال الذين قتلوا يتراوح فقط بين 6 الى 20 طفلا. في حين ان الكنائس الارثوذوكسية تحتفل بذكرى الشهداء الاطفال الـ 14000 شهيد؛ اما الكنيسة السريانية فتحتفل بذكرى الشهداء الاطفال الـ 64000 شهيد؛ واما الكنيسة القبطية فتحتفل بذكرى الـ 144000 شهيد.

ربما يجد البعض في تقديرات الكنيستين السريانية والقبطية مبالغة في ارقام عدد الشهداء. وهو ما يجد تفسيره في رغبة بعض المدونين الكنسيين في تعظيم دور المسيحية الاولى وتضحياتها، وتعظيم اهمية قيام المسيحيين القبطيين الاوائل بايواء وتخبئة العائلة المقدسة التي هربت الى مصر وانقاذ يسوع الطفل.
ولكن تقدير الموسوعة الكاثوليكية بأن عدد الاطفال المقتولين لا يتجاوز 6 الى 20 طفلا ينم عن عنصرية مبطنة هدفها:
ـ1ـ تبرئة روما من ارتكاب مجزرة، وتصوير الجريمة على انها جريمة شبه فردية ذهب ضحيتها بضعة اطفال فقط.
ـ2ـ التقليل من شأن المسيحية الشرقية وتضحياتها.
ولو لم تكن المجزرة صحيحة، كما في الرواية المسيحية، لما اهتمت بها الكنيسة كل هذا الاهتمام، ولما تناولها آباء كبار للكنيسة كالقديس يوحنا الفم الذهب والقديس يوحنا الدمشقي وغيرهما كثر.

ولا يزال بعض ممثلي الكنيسة المسيحية يستخدمون تعابير جملوية (phraseology) يهودية للتعريف بميلاد المسيح، الامر الذي يمثل ضريبة معنوية ومفاهيمية (لاهوتية واجتماعية) كبيرة جدا، ناشئة عن الاعتقاد الخاطئ الذي تأخذ به الكنيسة وهو الاعتقاد بأولوية نشوء اليهودية قبل المسيحية. ومن هذه التعابير الاعتراف  بأن السيد المسيح ولد بوصفه ملكا لليهود.
ولو كانت هذه الجملوية صحيحة لكان المسيح ولد كملك فعلا، وكملك لليهود تحديدا. ولكن اليهود انفسهم لا يزالون حتى اليوم ينتظرون عبثا مجيء مسيحهم ـ الملك اليهودي الذي سيكرس سيادتهم على العالم.

ولا بد ان نذكر هنا ان حالة الهستيريا التي قابل بها هيرودوس ميلاد المسيح لم تكن مقتصرة عليه وحده بل كانت تعبر عن حالة الذعر التي كانت تعم الامبراطورية الرومانية حيال انتشار الافكار المسيحية ونبوءة ظهور المسيح ـ المخلص. وفي هذا الصدد نورد فيما يلي بعض ما اطلعنا عليه في احد المواقع المسيحية البلغارية:
ـ1ـ يقول احد الكتاب الدينيين البلغار في موقع (SIBIR.BG) ان المجوس الذين جاؤوا ليركعوا للمسيح هم فرس زرادشتيون وانهم علموا عن ولادة المسيح من بقايا المسبيين اليهود في بابل حينما كانت تحت السيطرة الفارسية، وانهم كانوا يتفاهمون مع هؤلاء المسبيين باللغة الارامية. وهذا يدل اما ان هؤلاء المسبيين كانوا اراميين مسيحيين (اي مؤمنين بمجيء المسيح) او يهودا مسيحيين (ولهذا يتكلمون الآرامية). كما يدل على انتشار الارامية والدعوة المسيحية بين الفرس ايضا، مما يدل على الدور الطليعي الذي قام به المسيحيون الاراميون في نشر الدعوة المسيحية واللغة والثقافة الآراميتين منذ ما قبل ولادة المسيح.
ـ2ـ وجاء في مقالة منشورة في الجريدة البلغارية «الشاطئ الحر» في 21ـ27 نيسان 1995:  ان طبيبا رومانيا اسمه اسكولاب كولتيليي ارسل رسالة الى ابن اخيه الضابط في الجيش الروماني في سوريا يقول له فيها: «ان عبيدنا هم متأثرون جدا بخبر من يسمى المسيح، وبعضهم كان يتحدث على المكشوف عن «المملكة الجديدة» ( ايا كانت معاني هذه العبارات)، وقد جرى اعدامهم على الصلبان». وهذا يدل على انتشار العقيدة المسيحية (الايمان بالمسيح المخلص) في صفوف عبيد روما الذين كانوا من جنسيات مختلفة بالرغم من التعذيب والاعدامات التي كانوا يتعرضون لها.

ماذا يمكننا ان نستنتج من الرواية المسيحية حول مجزرة اطفال بيت لحم لدى ولادة يسوع الطفل؟:
ـ1ـ ان المسيحية (الايمان بمجيء المسيح ـ المخلص) كانت تنتشر في فلسطين وسوريا ومصر والعراق وحتى فارس، كما في صفوف عبيد روما من مختلف القوميات وخاصة الاغريق والسلافيين والاحباش والشمال افريقيين، وذلك قبل ولادة المسيح ذاته. وهذا الانتشار للعقيدة المسيحية، قبل ميلاد المسيح، كان يشمل قسما من اليهود، ولكنه كان اوسع بكثير من اليهودية، وكان سابقا عليها؛ وقد نمت اليهودية، كظاهرة شوفينية طفيلية ضيقة تخص العبرانيين فقط، داخل الاطار المسيحي «العربي» والاممي الواسع.
ـ2ـ انه مع انتشار الدعوة المسيحية كانت تنتشر اللغة والثقافة والمناقبية الارامية (وهي المناقبية التي جعلت هنيبعل العظيم يمتنع عن اقتحام وتدمير وسلب ونهب واعمال السيف في رقاب سكان روما معدومة الدفاع بعد ان سحق هنيبعل الجيش الروماني في معركة كاناي في 216 ق.م.).
ـ3ـ ان قرار هيرودوس بقتل جميع الاطفال دون تمييز، وموافقة القادة اليهود على ذلك، يعني ان غالبية الشعب في بيت لحم (واستطرادا في المحيط كله)، سواء كانوا يهودا او غير يهود، كانوا من المؤمنين بمجيء المسيح ـ المخلص، بحيث ان هيرودوس والقادة اليهود كانوا يعتبرون «هذا الشعب» بأغلبيته الساحقة «مسيحيا» وعدوا لهم.
ـ4ـ مع انتشار المسيحية في صفوف اليهود، ظهرت الفلسفة الدينية الصوفية اليهودية كأداة في يد الطغمة العليا اليهودية لتبرير استمرار «الخصوصية» و»النخبوية اليهودية». فكانت هذه «الفلسفة الصوفية اليهودية» العدو الاكبر للمسيحيين الاوائل. وقد رفض اليهود المسيح منذ ولادته وطفولته وتآمروا لقتله، اي ان النزاع المسيحي ـ اليهودي كان موجودا ليس بعد بدء رسالة المسيح واختلافه مع اليهود، بل ان الاختلاف كان موجودا حتى قبل ان يولد المسيح، وهم رفضوه وتآمروا لقتله منذ ولادته بالذات، لانهم لم يكونوا يريدونه، بل كانوا يريدون ولادة ملك في بيت ملوكي، اي انهم كانوا يربطون عقيدتهم الاستغلالية ـ الوحشية فقط بالسلطة والتسلط. في حين ان المسيحيين كانوا مهيأين، عقائديا وثقافيا ونفسيا، لقبول المسيح ابن الشعب (الذي تسميه العقيدة الدينية المسيحية «ابن الانسان») الذي سيخلصهم من الظلم والاستبداد والاستغلال، وذلك قبل ولادة المسيح ذاته.
ـ5ـ بالتجرد عن الجانب الديني اللاهوتي البحت، وبالنظر الى ولادة وظهور المسيح من الزاوية الاجتماعية ـ الانسانية، الواقعية والرمزية معا، وبالنظر الى الانتشار الواسع للمسيحية (الايمان بمجيء المسيح ـ المخلص) قبل ولادة السيد المسيح، يمكن القول ان الظروف الموضوعية لظهور المسيح كانت قد اكتملت، بفعل التناقض الشديد بين الامبراطورية الرومانية واعوانها اليهود، وبين جماهير الشعوب المسحوقة في الامبراطورية. ولو ان «هذا» الطفل يسوع كان قد قتل مع اطفال بيت لحم، لكان من المحتم ان يعود المسيح للظهور عبر «ولادة» اخرى، ولكان من المحتم ظهور الديانة المسيحية الشرقية لتأطير النضال الشعبي «العربي» والاممي ضد الامبراطورية الوحشية والظلامية الرومانية وغيرها من امبراطوريات وظلاميات ذلك الزمان وكل زمان.
ـ6ـ لقد استطاع هيرودوس ويهوده القضاء على بضعة آلاف طفل «مسيحي» في بيت لحم. وفيما بعد استطاعت روما واليهود قطع رأس يوحنا المعمدان وصلب المسيح الشاب وقتل الكثير من تلامذته القديسين وجماهير واسعة من المؤمنين المسيحيين. واستطاع الحكام اليهود في اليمن، بدعم من روما، ابادة المسيحيين في اليمن واحراقهم احياء (اصحاب الاخدود). واستطاع الرومان البيزنطيون القتل الجماعي للرهبان والمسيحيين (الموارنة) في اواسط سوريا واجبارهم على الفرار الى جبال لبنان الوعرة. ولكن كل هذه المجازر وغيرها لم تمنع انتشار المسيحية الحقيقية الشرقية، وظهور الاسلام الحقيقي المكمل لها، وسقوط الامبراطوريات والظلاميات المستبدة والظالمة.
ـ7ـ لقد تعرض اليهود الى الاضطهاد على يد النازية. واستغلت اسرائيل والصهيونية هذا الاضطهاد افظع استغلال من اجل تبرير احتلال فلسطين وصلب الشعب الفلسطيني. واصبحت صناعة المتاجرة بالهولوكوست افظع تجارة لاسرائيل. وبالتأكيد يجب فضح الاهداف الصهيونية من هذه المتاجرة. ولكن هذا لا يعني نكران الهولوكوست، لان الذين قتلتهم النازية هم اما يهود شيوعيون او اشتراكيون او ناس عاديون ذنبهم الوحيد انهم ولدوا يهودا. ولكن الهولوكوست التي وقعت ضد اليهود تعبر عن معاداة فئة واحدة من الناس هي اليهود. ودون اي تقليل من اهمية وخطورة هذه الجريمة ضد الانسانية نقول ان قتل اطفال بيت لحم هي جريمة افظع من الهولوكوست، لانها كانت موجهة ضد كل سكان بيت لحم، سواء كانوا «مسيحيين» يهودا او اراميين او غيرهم، او حتى غير «مسيحيين»؛ اي انها كانت موجهة ضد كل من هو غير روماني وغير يهودي، اي انها جريمة ضد الانسانية جمعاء وليس ضد فئة بعينها.
ـ8ـ ان انتشار الكاثوليكية في الشرق، وفي البلدان الفقيرة والمظلومة «الشرقية الطابع» وان كانت «غربية الموقع» كبلدان اميركا اللاتينية، وانتشارها في صفوف الجماهير الفقيرة في اوروبا واميركا، يدفع الفاتيكان، ومن اجل الاحتفاظ بجماهيره، للتخلي اكثر فأكثر عن تقاليده كوريث لامبراطورية الشر الرومانية القديمة، وللتقرب اكثر فأكثر من الشعوب الشرقية والمستعمرة والمظلومة، وبالتالي التقرب اكثر من المسيحية الشرقية والمسيحيين الشرقيين. ولكن الفاتيكان لا يزال الى اليوم يدفع ضريبة معنوية واخلاقية ودينية كبيرة لكونه وريث الامبراطورية الرومانية. ويبدو ذلك بشكل صارخ في ان الفاتيكان لا يزال الى اليوم يتردد في فتح السجلات السوداء لروما ولليهودية، ومنها بالاخص صلب السيد المسيح ومجزرة اطفال بيت لحم.
ـ8ـ واليوم فإن من يتنطح للقضاء على المسيحية الشرقية والمسيحيين الشرقيين، من اميركا الى الاطلسي الى اسرائيل الى الظلاميين «الاسلامويين» المزيفين، سيكون مصيرهم كمصير روما، اي هم الذين سيقضى عليهم. لان قضية المسيحية الشرقية واالمسيحيين الشرقيين ليست قضيتهم وحدهم، بل هي قضية جميع الشعوب العربية والاسلامية والشرقية المظلومة وجميع الشرفاء في العالم. 
*كاتب لبناني مستقل


كانوا طوال الزمن الذي عاش يسوع بينهم كارهين له ومقاومين لدعوته وساعين الى قتله كما تقول الاناجيل
لا يزال بعض ممثلي الكنيسة المسيحية يستخدمون تعابير جملوية (phraseology) يهودية للتعريف بميلاد المسيح
«الفلسفة الصوفية اليهودية» هي العدو الاكبر للمسيحيين الاوائل
من المحتم ظهور الديانة المسيحية الشرقية لتأطير النضال الشعبي «العربي» والاممي ضد الامبراطورية الوحشية والظلامية الرومانية
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net