• الرئيسية
  • أعداد المجلّة
  • لا
  • المرصد
Tahawolat
  • فديوهات
  • الاتصال بنا
  • من نحن
الصفحة الرئيسية تحولات ورقية95 المقاومة والهوية
95تحولات ورقية

المقاومة والهوية

كتبه joseph.y سبتمبر 5, 2024
بقلم: العميد الياس فرحات - خبير استراتيجي سبتمبر 5, 2024 0 تعليقات
شاركها 0FacebookTwitterPinterestWhatsapp
471

لم تكن مقاومة الاحتلال في اي بلد في العالم موضوع اجماع سياسي او اثني او جهوي لسكان البلد الخاضع للاحتلال .كانت هناك اختلافات بين مكونات الشعوب وكانت سلطة الاحتلال ,اي احتلال,تعمد الى التفريق بين مكونات البلد الخاضع من اجل اشعال الخلافات بينها واضعافها وتثبيت احتلالها ما امكن لها ذلك .من هنا لم يكن للمقاومة الناجحة بد من ان تتجاهل طرح المواضيع الخلافية او تؤجلها وتقدم مسألة   التحرر من الاحتلال على سواها من المسائل السياسية الاخرى التي تشغل بال الشعب.

لعل مسألة الهوية هي من ابرز الفوارق التي تميز الشعوب وتؤجج الخلافات بينها .كانت  مسألة الهويات في الغالب تبقى مستترة ومغطاة بوهج السلطة القائمة وبعد سقوط هذه السلطة ودخول قوة الاحتلال , تنكشف في داخل الشعوب تناقضات واختلافات وهويات فرعية كانت موجودة وكامنة .

ان اكثر اشكالية ظهرت حول الهوية والاحتلال هي ما اصاب العالم العربي بعد سقوط السلطنة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الاولى .تعاون العرب في البدء مع قوات الاحتلال البريطاني والفرنسي على انهما قوتان مساعدتان لطرد ما اسموه "المحتل العثماني".لكن بريطانيا  وفرنسا تحولتا الى قوتي احتلال ولم يتفهم الشعب العربي في جزيرة العرب وفي بلاد الشام والعراق حقيقة هذا التبدل, وتعرض لخديعة مصطلح "الانتداب" اي مساعدة الشعوب على تقرير مصيرها.اعلن الشريف حسين الثورة العربية الكبرى ومن اسمها تظهر هويتها العربية ضد العثمانيين الترك.حاذر حسين استخدام تعبير ثورة اسلامية رغم موقعه كحارس للاراضي الاسلامية المقدسة  في مكة والمدينة المنورة.ان اي حديث عن ثورة اسلامية في حينه لا يستقيم بوجود خليفة المسلمين وهو السلطان العثماني فكان لا بد للعرب المسلمين  من اللجوء الى القومية العربية وللبريطانيين  من ان يسهلوا الترويج للقومية العربية وللعروبة من اجل الانسلاخ عن السلطنة  الخلافة -العثمانية المسلمة .هنا اصبحت الهوية عربية وخدمت المشروع البريطاني.

في مصر التي كانت ترزح تحت الاحتلال البريطاني ظهرت الوطنية المصرية في ثورة سعد زغلول التي ركزت على تجاوز الانتماء الديني لمصلحة الانتماء الوطني المصري .جاء رد الفعل  على الوطنية المصرية عام 1928بانشاء حركة الاخوان المسلمين كحركة دينية دعوية تهدف الى اعادة الهوية الدينية لمصر بدلا من هويتها الوطنية المصرية من دون ان تدخل على اجندتها مقاومة الاحتلال البريطاني.تصادمت الهويتان الدينية مع الوطنية فاضعف هذا الصدام مقاومة الشعب المصري ضد البريطانيين الذين  استخدموا دهاءهم وادخلوا بعض الاصلاحات على النظام وافسحوا مجالا للملكية بان تتخذ قرارات غير سيادية , وتظهر انها مستقلة فيما الواقع ان المندوب البريطاني كان المرجع في كل الامور.

في المشرق العربي كان الانتماء العربي يتغلب على الانتماء الديني بسبب تعدد المذاهب الاسلامية ووجود مكون مسيحي اساسي في دول المشرق .كانت الهوية القومية العربية تعلو على الهويات القطرية الفرعية.حاولت فرنسا تقسيم سوريا استنادا الى الطوائف فاعلنت الدولة العلوية والدولة الدرزية  ثم استندت الى الجهة الجغرافية واعلنت دولة دمشق ودولة حلب .بالنسبة للمسيحيين اعلنت دولة لبنان الكبير بغالبية  ضئيلة للمسيحيين.رفض سكان سوريا التقسيمات وناضلوا ضدها وحققوا الوحدة السورية ما عدا لبنان الذي اصبح جمهورية مستقلة .بقي الجميع تحت الاحتلال- الانتداب الفرنسي .لم يقم الشيخ صالح العلي بثورة جبال العلويين ولا سلطان باشا الاطرش بثورة جبل الدروز بدافع طائفي لان الطائفية تقضي منهما قبول التقسيم الفرنسي ,بل كانت الهوية العربية القومية هي دافعهما للثورة وما لبثت هذه الهوية ان تحولت بحكم الواقع الى قطرية سورية.

نلاحظ ان الاحتلال كان دائما يلعب على المكونات الدينية والمذهبية والعرقية والجهوية.لنأخذ الكرد مثلا فقد كانوا في الدولة العثمانية وقبلها في الدول الاسلامية المتعاقبة مكونا اساسي من دون ان تطرح المشكلة العرقية حتى جاءت التقسيمات بعد الحرب العالمية الاولى لتضعهم في اربع دول هي تركيا وسوريا والعراق وايران فشعروا بضياع هويتهم القومية والثقافية ولم يندمجوا تماما في تلك الدول ما عدا سوريا التي وصل فيها كرديان هما حسني الزعيم واديب الشيشكلي الى رئاسة الجمهورية وتقلد العديد منهم مناصب قيادية في سوريا .لم تطرح مشكلة الكرد في سوريا الا مؤخرا عند اندلاع الاحداث السورية وضعف الدولة المركزية.

عززالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين  الشعور الوطني الفلسطيني الذي ما يزال هو الغالب بين الفلسطينيين لحين انشاء حركة المقاومة الاسلامية حماس ببعدها الاخواني.غلب الانتماء الاسلامي والهوية الاسلامية على الانتماء الوطني والهوية الوطنية الفلسطينية في حركة حماس وظهر التناقض بين القوى الوطنية الفلسطينية التي اجتمعت رغم خلافاتها العميقة في جانب, والقوى الاسلامية وعلى رأسها حماس  في جانب اخر ,وانقسم الشعب الفلسطيني على الهوية وادى الانقسام الى توقف المقاومة وتراجع القضية الفلسطينية دوليا بعدما كانت قد حققت مكاسب سياسية في الانتفاضات الشعبية المتكررة ضد الاحتلال.

وما فاقم الامور اكثر هو ظهور الهويات الفرعية فقد كانت المقاومة اللبنانية حزب الله مثالا في الفاعلية والجدية وحققت دحرا لقوات الاحتلال الاسرائيلي عن الارض اللبنانية بالقوة وبتضحيات المقاومين ودعم الشعب اللبناني ومن دون تنازلات ولا اتفاقات .لكن ظهور الهويات الفرعية اثر على صورة المقاومة التي بدأ البعض ينظر اليها على انها قوة للشيعة وليس لمقاومة اسرائيل .رغم دقة الوضع وعدم اشتراك حزب الله بتقاسم السلطة ولا بموارد الدولة اللبنانية ولا بادارتها , فقد تعرض لحملة تشويه كلفت لغاية عام 2010 حسب جيفري فيلتمان معاون وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط 500 مليون دولار.يمكننا  هنا ان نتخيل كم دفعت اطراف اخرى من المال لتشويه صورة المقاومة اللبنانية وحشرها في هوية فرعية شيعية.

في شبه القارة الهندية وقبيل الانسحاب البريطاني طالب مسلمو الهند بدولة خاصة بهم وتزعمهم محمد علي جناح .قبل مسلموالهند جناح زعيما لاكثر من مائة مليون مسلم في ذلك الوقت(اليوم يبلغ عدد مسلمي الهند وباكستان وبنغلادش 550 مليون) رغم انه من الطائفة الشيعية الاسماعيلية ولم يعر المسلمون الهنود وغالبيتهم من اهل السنة على المذهب الحنفي لطائفة زعيمهم الذي ما زالت صوره تعلق في دوائر الدولة حتى اليوم كرمز وطني لمسلمي شبه القارة . خاف داعمو اسرائيل من ان يتحول حسن نصر الله المسلم الشيعي الى محمد علي جناح  اخر بعد ظهور صوره في الازهر ومكة وجاكرتا والرباط ومعظم العالم الاسلامي فكان جهد ثقافي اعلامي فضائي ودعوي  في المساجد من اجل  استحضار خلافات قديمة وبلورة هوية فرعية لحزب الله واظهار خطرها .في مصر مثلا عندما تزوجت الاميرة فوزية شاه ايران الشيعي اقيمت احتفالات في كل انحاء البلاد. اما في عهد محمد مرسي والاخوان المسلمين, فقد قتل متطرفون مجموعة مصريين من المنتمين لمذهب الشيعة ومثلوا بجثثهم بطريقة غير معهودة في مصر بتهمة انهم شيعة .تلك هي اهوال اللعب بالهويات والتدرج نزولا لحد الهويات الفرعية والجهوية.

المقاومة اللبنانية  تحتاج الى هوية وطنية وتكريس المفهوم الرسمي للوطن وهو كيان الدولة التي تقع تحت الاحتلال او تتعرض للتهديد كما هو الحال في لبنان وسوريا والاردن ومصر وقبل الكل فلسطين . ان احياء الهوية الوطنية وتنشيطها على حساب الهويات الدينية الاوسع او الفرعية الاضيق هو الطريق القويم لاستمرار المقاومة.

قد تعجبك أيضاً
  • البعد الاجتماعي للعقائد
  • يعقوب قريو.. النبيل في زمن الحصار
  • همّه دائماً شأن الأمة ومواجهة الغزو الصهيوني
  • تألق وإبداع من بيروت إلى راشيا وجديتا فجبيل
ملف العدد
شاركها 0 FacebookTwitterPinterestWhatsapp
المقالة السابقة
تصغير لبنان وتزوير الخرائط
المقالة التالية
مساهمة متواضعة في التأريخ للمقاومة

قد تعجبك أيضاً

ميشال غرِبِنيكوف لـ”تحولات: التقديس كبّل الفكر فقيّده عن فضيلة الشك

سبتمبر 5, 2024

حين يختلف اللبنانيون على تاريخهم

سبتمبر 5, 2024

L’Art d’être Grand-Père‎

سبتمبر 5, 2024

منصور عازار….”قديس النهضة”

سبتمبر 5, 2024

رواية «سوريو جسر الكولا»: حكايات شعب مستباح

سبتمبر 5, 2024

مساهمة متواضعة في التأريخ للمقاومة

سبتمبر 5, 2024

تجارب ست ثورات عالمية

سبتمبر 5, 2024

عناده في سبيل الحق

سبتمبر 5, 2024

أمين أبو يحيى: “استضافة الإرهابيين ليست ضمن الرأي الآخر”

سبتمبر 5, 2024

بيروت تتذكّر محمود درويش في ذكرى غيابه

سبتمبر 5, 2024

اترك تعليقًا إلغاء الرد

احفظ اسمي، البريد الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح للمرة القادمة التي سأعلق فيها.

المنشورات الجديدة

  • خفايا وأبعاد الهجوم الاستشراقي على القرآن الكريم
  • صراع الأسطولين العربي الإسلامي والبيزنطي على البحر المتوسط، والدهاء الحربي ) معركة «ذات الصواري» أنموذجاً)
  • جورج ابراهيم عبدالله يتأمل بحل الكذبتين التهجير مدخل للحروب العنقودية…
  • ندوة مؤسسة إنعام رعد الفكرية حول ذكرى الحرب الأهلية: دعوة لعقد لقاء وطني تنبثق منه جبهة وبرنامج إنقاذي
  • الآن بفضل هذا

للتواصل

Facebook Twitter Youtube

اتصل بنا

Facebook Twitter Youtube Email

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net

اختيارات المحرّر

  • خفايا وأبعاد الهجوم الاستشراقي على القرآن الكريم

    مايو 15, 2025
  • صراع الأسطولين العربي الإسلامي والبيزنطي على البحر المتوسط، والدهاء الحربي...

    مايو 15, 2025
  • جورج ابراهيم عبدالله يتأمل بحل الكذبتين التهجير مدخل للحروب العنقودية…

    مايو 9, 2025

النشرة الإخبارية

اشترك في نشرتنا الإخبارية للحصول على أحدث المنشورات في المدونة، والنصائح، والصور الجديدة.

  • Facebook
  • Twitter
  • Youtube
  • Email

© 2024 - جميع الحقوق محفوظة. تصميم وتطوير Web Perspective.

Tahawolat
  • الرئيسية
  • أعداد المجلّة
  • لا
  • المرصد
Tahawolat
  • فديوهات
  • الاتصال بنا
  • من نحن

مقالات ذات صلةx

ديمقراطيات بلون العتمة

سبتمبر 5, 2024

من أجل حركة ثقافية جديدة للتغير...

سبتمبر 5, 2024

الفنان التشكيلي هادي قاصوص: أرى الدمار...

سبتمبر 5, 2024
تسجيل الدخول

احتفظ بتسجيل الدخول حتى أقوم بتسجيل الخروج

نسيت كلمة المرور؟

استعادة كلمة المرور

سيتم إرسال كلمة مرور جديدة لبريدك الإلكتروني.

هل استلمت كلمة مرور جديدة؟ سجّل الدخول هنا