(إستحضار) إنه وقت النوم الأبدي على الأسرّة الناعمة والوصيفات الناعسات المنتظرات اللواتي يشرّعن النوافذ على الحقول التي داهمتها الغابات وعلت فيها الأعشاب وأُغلِقت منافذها هنَّ بدورهنّ ينمْن ويحلمْن بالأمير القادم على حصانه يصرخن لا لسنا هي ويغلقْن النوافذ ويستيقظن واجفات أمامهن الحسناء النائمة والنوافذ المشرّعة إلى الغابات التي فتحت أبوابها إلى الغواية القادمة عندما ترتفع الستائر عن النوافذ وتهرع إلى الحائط ظلال اليوم الأول مرتعدة أمام صرخات الضوء المكتومة في غابات الشجر الكثيفة يا نصاًّ منقوشاً على معدن صهيل المنافذ المتشابكة نحن أقانيم القبلة على أسوار مدينتنا وباب حلمها الحارس أمام الباب المقفل.
(1) حلمتُ مرةً أن السماءَ تفتّحتْ عن جذورِ شجرة. ومثلُ الستارةِ تدلّتْ. وقبَّلْتُها. لهذا السفرجلّ تحولاته في كتبِ النومِ. والمخداتْ. أميرةٌ ناعسةٌ في مرايا الهواءْ. إن أيقظَتْها قبلةٌ, تجلَّتْ لها حلماً آخرَ في طبقاتِ السماءْ.
(2) في قصص النوم. والأعينِ الحالمة. من أيقظَ الآخر. من قَبَّلَهْ.
(3) في كتابِ تحولاتِ الفضاءْ. هذا السريرُ مدينةْ. والبخارُ غمامْ. وأنتِ الأميرةْ. والصهيلُ البعيدُ شراعْ. والنوافذُ مطرٌ من قُبَلٍ. تحطُّ على الهُدُبِ الساكنةْ. أيقظتْ جسداً. في مركبِ الأعينِ النائمةْ.
(4) لم يبحثِ الفارسُ عنكِ. مثلُ رحّالةٍ غريبْ. رأى المدنَ الواهيةْ. وطيفُ قلاعٍ يغيبْ. وحلمكِ نجمٌ من الشرقٍ في الغرفِ التائهةْ. غابَ عنهُ الصهيلْ. أوقفتهُ سرابَ الستائرِ عند النوافذِ. نجمٌ أتى. وصهيلٌ بعيدْ. مثلُ شهابٍ مضى.
(5) ماذا لو؟ تسرّبت القبلة من النوافذ المشرّعة على الغابات. وأفلتت من يديها. مثل ريح مجنونة. ترسم اللعاب على الهواء. لكان الصهيل كلمة. والكلمة جسد. والقبلة وشم من بخار. يأتي مثل شمس حارقة تغيب في أفق الجسد النائم. على سرير استواء الحلم المحموم.
(6) تحملين حقائبك وتسافرين. كيف يمشي الشجر الناعس. عمودياً. يحيك فصوله في الزمنِ. وأنتِ. أفقية تحملك مواكب اللون في السعف. إلتقيتكِ عند تقاطع الخلق والموت. سأسرق قبلتك. وأستفيق.
(12) لا أعرفُ ما هو الأجملُ. دخولُ نزوةِ الجسدِ الهائجِ إلى صهيلِ الأعينِ المتفتحةِ. أو هذهِ الشفاهُ المطبقةُ تنتظرُ الشهقةَ من نوافذِ الغاباتِ المتوحِّشةِ.
أنا ستارةٌ مغلقةٌ. بينَ الصوتِ والصوتِ. ترفعُها النَهَدَةُ في حلمِ القُبْلَةْ.
(13) قصَّيتُ شعري قصيراً حتى الرقبةْ. ومرآتي سطحُ بحيرةٍ على هدبِ وصيفتي النائمةْ.
شفتايَ قبلةٌ هائمةٌ على الماءِ تجري. وعينايَ شراعُ الذاكرةْ.
هذا الصهيلُ ليس لكِ أيتها الحالمةْ. وأنا لستُ بفارسةِ القبلِ القادمةْ.
(14) أنا لستُ بيضاءَ ثلجٍ. لم تُذِبْني الأعينُ. ولم تحتفِ بي مواكبُ الشغفِ في الأروقةْ.
أحكتُ لكَ من السمّ شرنقةً. ودرب غوايةْ. ماؤها الدمُ. أحمرٌ. وأنا ترابُ الحكايةْ. من شقوقي ينفلقُ الفجرُ. فليكنْ. هذا الصهيلُ لكَ. ففي عروقي جمحتْ خيولُ الولادةْ.
(15) سبقَتْني عيناكِ إلى الحلمِ. دائماً في الصُوَرِ مطرٌ خفيفٌ. أعلّقُها على حائطٍ تنهالُ عليهِ الرياحْ. دائماً يسابِقُني الدفءُ.
هنا غرفٌ باردةٌ في المساءْ. وأنا عرّافةُ الماءِ. أفتحُ النافذةَ. هذا الهواءُ غوايةٌ. والقمرُ فارسٌ يرشفُ القبلةَ. بين مدٍّ وجزرٍ. ويهوي في ستائرِ الجسدِ. على الهدبِ النائمةْ.
(16) كنتَ أميراً. في حكايا مدينتِكَ التي هجرَتْكَ. حاكَتْ لكَ أمُّكَ عرشاً وحارةَ حُلُمٍ. حيثُ أنتَ امرأةٌ. تبحثُ عنكَ في غرفِ القصرِ. وخلفَ ستائرِهِ المغلقةْ.
كنتَ أمرأةً ولّادةً للمرايا. عندما تفتحُ عينيكَ. يبللُكَ المطرُ الأسودُ. ووجهكَ رسمٌ من القُبَلِ التائهةْ. توقظُ في الماءِ قعرَ الزجاجِ القديمِ. حيثُ أنا الآنَ. نائمةْ.
(17) هوَ. أضاعَ مزمارَهُ السحريْ. يجلسُ عندَ مداراتِ الشجرِ. قريباً من الأرصفةِ. وضجيجِ صهيلِها في المدنِ الواجفةِ.
(18) الغابةُ جسدٌ. والحُلُمُ نفقٌ يتمخترُ فيهِ الزمنُ. يدخلُ من نافذةِ المطرِ القادمِ في الغرفِ المقفلةِ.
يستيقظُ في الهدبِ النائمةِ رحمُ السككِ المقبلةِ. تأتي. للحلمِ مدائنُ يسكنُها طيفٌ من عرباتِ وجوهٍ تركتْ قُبُلاتِها خلفَ الشجرِ.
(19) تُبَلّلُ قدما هذا الحلمِ, القابعِ في عينيها, بالماءْ. كي لا يتركَ أثراً في العشبِ. ترسلهُ من يدِها المفتوحةِ لليقظةْ. حلمٌ تتبعُهُ أطيافٌ من خيلٍ وصهيلْ. يحملُ في جيبِه مفتاحاً للوجهِ. يسرقُ منهُ قُبْلَتَهُ. ويعودُ بها.