Tahawolat
  ما بين "شاطئ الأرجوان" و"أم الشرائع" قصة عشق وجمال. هي من تعشق الشاشة اطلالتها، ويسرق ليل البادية لونه من شعرها.
من مدينة صور "التي اعشق هواها، وبحرها وتاريخها" انحدرت، وفي الطريق الجديدة "وبين شوارعها واحيائها" تربت. عشقت طفولتها فيها "لكنني اشعر بالحزن عليها، فهي ظُلمت اعلامياً بسبب التجاذبات السياسية. حكايتي معها كحكاية السمكة والماء. لا استطيع الغياب عنها كثيراً".  
  ام لطفلة ذات ذوق رفيع في الاناقة، "تعطي رأيها بملابسي قبل ان اخرج للعمل. هذا يليق وذلك لا. تحب الموضة خاصة مع الاحذية ذات الكعب العالي". وعند مشاهدة والدتها على الشاشة "تظهر على وجهها ابتسامة عريضة، وتصرخ لها علَّها تبادلها قبلات الشوق الحارة".  
عملت الاعلامية علا ملاح في الصحافة المكتوبة، وتخصصت بالمواضيع الاقتصادية بعدما تخرجت من كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية قسم المرئي والمسموع، وتدرّجت في العمل التلفزيوني من مراسلة الى مذيعة اخبار ومعدّة ومقدمة لعدد من البرامج، فلقد "استفدت من بدء عملي كمراسلة تنقل الحدث، ثم إلى إعداد بعض البرامج التي أقدمها، ونشرات الاخبار. على الاعلامي ان يكوِّن خبرة في المجالات كافة ضمن المهنة كي يستفيد منها لاحقاً في عمله ويعرف كل تفاصيل".
وعن الشخصيات التي قابلتها تقول "تأثرت بثلاثة شخصيات. احسست بأنها أسرتني... كنت اتمنى ان يخرج الجميع لأجلس معها واستفيد من كل لحظة". واما الشخصيات الثلاث فهن فخامة رئيس الجمهورية السابق العماد اميل لحود، ودولة الرئيس نبيه بري، وسماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله.
  لكل منهم ما يميّزه. العماد اميل لحود "رجل مبدأ وقضية وصاحب حق. تحس بأنه مقاوم حقيقي يحب وطنه ويعمل من أجله". اما الرئيس بري فهو "شخص مهضوم (خفيف الظل باللجهة اللبنانية) ويمتلك كاريزما عالية. محنك جداً، ويدير فريق عمله بدقة متناهية. رئاسة المجلس لا تليق الا به فهو فعلاً "استاذ" بكل ما للكلمة من معنى". والشخصية الثالثة البارزة هي سماحة العلامة الراحل محمد حسين فضل الله صاحب "العلم الواسع والمنطق المؤيد بالحجة. منفتح على الآخرين. مصلح اجتماعي في زمن تفلُّت الشارع. وانا اعتقد اننا افتقدنا برحيله شخصاً قد لا يتكرر من جديد".
  اما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فهو الشخص الذي "اتمنى ان اقابله. لن اتكلم معه في السياسة، فالكل تقريباً يتناول معه هذا الجانب. اريد ان اعرف منه عن الحياة والدين والمجتمع، فهو موسوعة علمية، ويمتلك الكثير ليقوله في هذا المجال".
  ولدى سؤالنا عن ان هذه الشخصيات قد تثير بعض النفور عند فئة من اللبنانيين، تقول "المبادئ ترهق من يحملها. وهذا ليس بشيء جديد، هذا أمر موجود من بدء ظهور الانبياء والرسل". 
دخلت الى الميادين "بامتحانات تشبه تلك التي خضعت لها ايام الجامعة. لم أُسأل عن مذهبٍ، او منطقةٍ، او انتماءٍ سياسي ام ديني. الكفاءة هي سبب دخولنا اليها". اما بيئة العمل فيسودها "جو من الاحترام سواء بين الزملاء ام فيما بين الزملاء والقيّمين على القناة. في الازمات، الكل في الميدان، وقد يكون ذلك احد اهم الاسباب وراء وصول القناة الى مستوى القمة في فترة زمنية قياسية، خصوصاً مع وجود العديد من المحطات التي لها تاريخ اعلامي. لكن التحدي الحقيقي يبقى بمدى محافظتنا على ما وصلنا اليه. من يدخل الى الميادين يصعب عليه الخروج منها. لقد حققت لي حلماً طالما راودني".
  وتروي لنا موقفاً حزيناً مشرفاً. لقد كانت المذيعة التي نقلت خبر استشهاد زميلها المصور عمر عبد القادر خلال تغطية الاحداث في سورية. "في تلك اللحظة، كنت احمل كماً من الحزن يفيض عنه كمٌّ آخر من الفخر والاعتزاز بمهنتي. لقد زففت شهيداً". توقعت ان يستشهد احد زملائها، فالصورة "اشد خطراً عليك من الجيش الذي يحاربك. وكلمة الحق دائماً مشبعة بالدم"، تقول.
  وعن علاقتها بمتابعيها تقول "احب ان أُشرك الناس في حلقاتي من خلال تلقي اسئلتهم او الرد عليهم عبر موقعي على مواقع التواصل الاجتماعي. احاول الاجابة على جميع الرسائل بقدر ما يسمح الوقت. انه احد اهم مبادئ الصحافة، اذ يحتم عليك واجبك ان تنقل نبض الشارع الذي تعبر انت عنه كإعلامي. يسموننا السلطة الرابعة لكنني ارى ان الاعلام في كثير من الاحيان هو السلطة الاولى. فالسلطات الاخرى لا تستطيع الاطلالة على الناس من دون اقلام الكتاب او شاشات التلفزة. وفي المحصلة، تبقى محبة الناس هي الاساس. فمن دونهم لا منى لعملك". 
-  تأثرت بثلاثة شخصيات. احسست بأنها أسرتني
-  كلمة الحق دائماً مشبعة بالدم

آراء القراء

2

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net