Tahawolat
أقام منتدى «تحولات» أمسية شعرية شارك فيها الشاعران، وليد زيتوني وأمين الذيب، وحضرها عدد من المهتمين بالشأن الأدبي والثقافي.
افتتح الشاعر وليد زيتوني الأمسية موضحاً أن الشاعر هو ذاك المتشرد الباحث عن مفردة تائهة في فرح الأطفال، وشوق المحبين، وارتحال الطيور، ونبض الشارع، ونزيف الشهداء.
ورأى زيتوني أن القصيدة هي المفردة والحالة المغايرة واللحظة الشاذة الانتقائية مؤثرة ومتأثرة تبحث عن مكان لها في القاموس العام فلا تجده، تبحث عن العام انطلاقا من الخاص وتعبر عن الخاص بما هو عام، وقال:
جئت حاملاً سلامي
الطريق طويل طويل
والزمن الرمادي قاتل
حين صار الأنبياء بيارق ملونة على أسنة الرماح
جيوش القبائل حشود العشائر
تحتل كل مطرح وساح
لم يبق من الحضارة إلا حفنة من رياح
وأكد زيتوني أن للشعر سطوة خارج المعقول، حيث يعالج ما يتعذر على المنطق علاجه، فيقونن التمرد ويقولب الجنون ويكشف المستور ويستر المكشوف.
في زمننا المعيش الحضارة خرجت عن منطقها الايماني خرجت عن منطقها حتى الجاهلية خرجت عن منطقها...
وقال:
كلما امتدت في السماء فروعي
تغلغل في جذوعي اليباس
أنا شجرة الدر وكيلة الله
ساحرة الناس
قتلتني مداسات المماليك
وأضاف الشاعر، عندما نفشل في إيجاد المفردة المطابقة، المعبرة عن حالة زمنية معينة نبدأ بعملية اقتراب غير مباشر باستخدام أشكال أخرى. نحاول من خلال التصاوير والرسوم التعبيرية اللغوية، أن نجد بديلاً عن هذه المفردة، وقال:
خذيني الى حيث ينكسر الحب على أبواب خيمة
وتتعرى الشمس لحظة الذهول
خذيني الى حيث الكلاب
تطارد بقايا الوفاء
وينعب فوق المكان غراب
خذيني الى حيث الشرايين
تعطي الوديعة دون حساب
لأرسم فوق التراب خريطة أمة
الذيب
أما الشاعر أمين الذيب فقد أكد أن اللغة كائن حي ينمو ويموت، وأن الحضارة حيوية الشعوب، والوطن الأرض والإنسان، والحرية معنى الوجود، أما الله والشعر فهي مسائل غير محسومة، وقد قال:
أفرغت كأسي مثنى وثلاث ورباع
أدمنت إشراقي بك
حتى الضياع
كيف أغفو وعاشق في داخلي
يطوي الزمان مضاعفاً إن جاع
ورأى الذيب أن القرآن جاء بحداثة في النص تخالف نمط الخليل بن احمد الفراهيدي، وقد تغافل عنها الأعراب وما زالوا، وآثروا البقاء في الماضي المألوف حتى ولو ذهبوا إلى آخر الإبداع أو آخر الطواف فلم يتذكروا أن الله جاءهم بكلام جديد ليس فيه رتابة، وقال:
أوضب ما تبقى من حقائب انكساري
وانتظر شراعاً ماجناً كي أحمّله ضباب الروح
واشتياقي لفضاء فيه عينيك
وأبحر حيث أنت
تاركاً كل المنافي
وأرسو في أحضانك
فهناك صارت دياري
اختتمت الأمسية بمناقشة القصائد التي ألقاها الشاعران، وتباينت الآراء حول ما ألقي مما أضفى على الأمسية حيوية زادت من ألق الكلمات.
 
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net