Tahawolat
ثمة مقاييس نسبية تؤخذ بعين الاعتبار لقياس مستوى تطور المجتمع ونوعية حياته وجودة هذه الحياة، هذه المقاييس – المؤشرات  تبقى بكل الأحوال نسبية ولو حملت في مضامينها أبعاداً مشدودة الى الحقائق المطلقة المجردة في عالم الفكر والعقل الانساني...
أين نحن في بلادنا من هذه المقاييس؟  كيف نقرأ المؤشرات الكمية والنوعية للواقع الذي نحياه؟
بلا  أدنى شك، نحن نحيا واقعاً معقداً ومتشابكاً في آن،  ونتحرك في مساحة زمنية، لا أدري اذا كانت مفردات مثل "التاريخية" و "المصيرية" و "الوجودية"  تفي بالغرض في توصيف ما نحن فيه...
بالطبع،  مشكلات عميقة وبنيوية في آن، تكمن في عمق ما يطفو على السطح من مظاهر الأزمات، وما تؤدي اليه من أحداث وتطورات تقع في موقع النتائج لا الأسباب...
ولكن، ومهما اختلفنا في توصيف الأزمات وأسبابها ونتائجها القريبة والمتوسطة والبعيدة، بيد أن الحقيقة التي يجب أن تقلقنا وأن تشكل عنوان التحدي لنا في العقل ...والوعي...والارادة والفعل...تكمن في كيف ننظر الى دورنا نحن؟ بعيداً عن الانفعال والاتكالية والخضوع للأمور المفعولة...
واقعنا سيئ...وسيسوء أكثر اذا ما أخذنا المبادرة...وبادرنا...علينا أن نبادر في كل ميدان...وعندكل مفترق....
الحقيقة المرة...أن أنصاف الحلول...أو الحلول الجزئية الترقيعية لم تعد ناجعة...ولا توصل الى بر الأمان...
انه "زمنٌ تأسيسي" بكل الأبعاد ...والمعاني...في السياسة ...في الاقتصاد...في الثقافة...في الأمن ...في المقاومة...في السلطة...في الحكم...في العلاقة مع الآخر...حاضراً ومستقبلاً...والأهم ...في العلاقة مع الذات...على مستوى المعرفة لمكنوناتها ...لطاقاتها ....لقدراتها...وفي الكيفية ...وفي الزمان ...وفي المكان...
 
كيف نعبر الى المستقبل؟؟
انه السؤال المركزي في قلب عقل المتنورين من أبناء شعبنا...
والجواب...هو وقبل كل شيئ في العقل أولاً...وفي الارادة  ثانياً.... وفي الفعل ثالثاُ...
المفارقة.... أننا في سباق محموم مع زمن لا يرحم... فالفسحة للتفكير تضيق مساحةً ...في الزمان وفي المكان... والخيار الوحيد أمامنا....هو النهوض في أعمق وأشمل وأوسع معنى لكلمة "نهوض"....
السبيل الوحيد للخروج من حالة الخواء والفراغ وانعدام الوزن على مستوى الأمة....هو في اطلاق حركة عقلانية شاملة تقارب الحاضر والمستقبل وفق منهجية لا تسقط فيها أي عامل مساعد على اعادة تركيب أجزاء الصورة.
أي أن ننهض على قاعدة رؤية للمجتمع...للدولة... للسلطة...للحرية...للمواطنة...للهوية...اذ أنه من غير المسموح أن نستهلك أنفسنا وناسنا وأهلنا في حراك لا أفق له...ولا رؤية ...ولا برنامج...ولا حتى شذرات أفكار...
أما الحراك ...كما هو حاصل في أيامنا هذه، الى الخلف ...الى الظلامية...الى الجهل...فمرفوضٌ ...ومرذولٌ ...ومقيت...
الرؤية ...حاجة وضرورة ...ليكتمل المشهد القومي التاريخي والانساني الذي يشكل القاعدة الأساس للانطلاق باتجاه المستقبل....في مسيرة التحرر والتنمية والاستقلال والتقدم الحقيقي....بعيداً عن مفاهيم ظلامية  تسربت في الآون الأخيرة ملوثةً بعض العقل في بلادنا....
فقط بالعقل النير نعبر الى المستقبل...
 
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net