Tahawolat
هل يعاقبنا الزمن حين نهمل دوران العقارب؟ وكيف يمكن للوقت أن يتجسد بهيئة محددة حين نسعى لقتله؟ هي رؤية تحتمل التأويل والتأمل لذلك كان لا بد من الاضاءة عليها كخطوة أولى للسيناريست والمخرجة الشابة روان علاء الدين التي طرحت إشكالية الاستهانة بالوقت بإطار الفيلم القصير كمشروع تخرج حط رحاله في مهرجان السينما العربية في مدينة باري الايطالية لتمثل علاء الدين لبنان بفيلمها الأول "مَن قتل الوقت؟".
علاء الدين ليست راضية بالكامل عن الفيلم لاعتبارات عديدة أحدها ضرورة الالتزام بالرؤية الاكاديمية قبيل التخرج مما يحدد الخط الدرامي للعمل، لكنها تعتبره خطوة جيدة في بداية مشوارها الطويل في هذا العالم..
المتخرجة الشابة تحدثت لـ"تحولات" عن فيلمها الذي مثّل لبنان في الخارج بموضوعية مطلقة مما يبشر بخروج موهبة حقيقية الى النور بعيداً عن المغالاة والادعاء.
 
نبدأ من فكرة أساس ونسأل علاء الدين عن مضمون العمل فتقول: "عدم احترام الوقت مشكلة فعلية لدى الكثيرين، وفي لبنان تحديداً فقد الوقت قيمته للاسف، لذلك أردت تناول الفكرة على قاعدة أن من استهان بالوقت توقف زمنه. نبيه بطل الفيلم (الممثل سليم علاء الدين) لا يحترم الوقت إطلاقاً ولديه موعد مهم، لكنه ينطلق متأخراً ولشدة استعجاله يصدم فتاة ولا يسعفها وحين يصل يواجه برفض المدير استقباله بسبب تأخره، وتبدأ رحلته مع الوقت".
لكن بأي معنى يمكن لعين الكاميرا المواكبة للنص الذي كتبته علاء وأخرجته، أن تترجم الطرح؟ تجيب: "موعد عمله كان في تمام الثالثة، ومنذ ذاك الوقت يعيش نبيه أحلاماً تتكرر يأتيه فيها شخص يقول إنه الوقت (الممثل جوزيف أبو خليل) ويطلب لقاءه في هذه الساعة الثالثة تحديداً، ويتكرر الحلم أكثر من مرة وفيه يذهب نبيه الى اللقاء الموعود لكنه لا يجد أحداً، فيقرر إهمال الموعد الثالث ثم يعود ويذهب متأخراً ليجد نفسه أمام قبر الفتاة التي صدمها ورجل الوقت بانتظاره فيوقف الزمن بلا عقارب تدور كعقاب له".
وتبقى النهاية معلّقة وفق تفسير كل شخص، حيث أن الطرح يحتمل التأويل، قد يكون الوقت ضميره أو صراعه مع نفسه في لحظة حساب قاسية، لكن هل ستصل الفكرة للناس كما أرادتها علاء الدين؟ تقول: "أحاول جعل الفيلم مفهوماً من قبل جميع الفئات الفكرية فلكل منا رؤيته، هناك من يقرأ الخلفية بما فيها من اشكالية ويسعى لإيجاد نهاية حسب وجهة نظره، وقد يراه البعض مجرد فيلم جميل وينتهي الأمر عند هذا الحد".
لكن علاء الدين لا تخفي عدم رضاها عن الفيلم فتقول: "نظراً لضيق الوقت وتجنباً لاي تعقيد أتى التدخل الاكاديمي ليحذف بعض التفاصيل وجزءاً من الحوار خاصة أن الفيلم في النهاية هو مشروع تخرّج، وكان لا بد من الالتزم بمنهجية محددة وفقاً لبروتوكول الجامعة والاساتذة مما يحد من تطلعاتنا بعض الشيء".
أما عن مشاركة الفيلم في مهرجان السينما العربية في مدينة باري الايطالية تقول: "هذه المشاركة أشكر عليها الممثل سليم علاء الدين الذي تواصل معهم، حيث طلبوا منه المشاركة بالبرنامج لاعتقادهم أنه المخرج، وهو اوضح لهم أنني الكاتبة والمخرجة وهكذا تواصلت معهم وأرسلت لهم نسخة من الفيلم وأتى الرد بالايجاب مباشرة".
وتشير علاء الدين إلى أن هذه المشاركة مهمة كخطوة أولى وتشكل حافزاً للاستمرار في هذا الطريق الذي لا يخلو من الصعوبات: "بالطبع لن أقف عند هذا الحد، وهذه المشاركة ستجعلني أكثر جرأة للمشاركة في مهرجانات أخرى".
وتضيف: "حالياً سأستمر في مجال الافلام القصيرة كي أكتسب الخبرة اللازمة للخطوة الكبرى المتمثلة بالفيلم السينمائي الطويل، أنا أرى أننا نملك الإمكانية والكفاءة لكن ينقصنا الدعم، لدينا مشكلتان في لبنان الاولى غياب الدعم المادي والمعنوي، والثانية أن الدعم ينصبّ على كل ما هو سخيف، بمعنى أن معظم الأفكار الفارغة من المضمون يتم تسليط الضوء عليها ودفعها لتحتل الصدارة، بينما الطروحات العميقة والتي تحمل قضايا مهمة وتلامس الواقع يتم تهميشها معنوياً ومادياً وإعلانياً أيضاً".
نسأل علاء الدين ما الذي يمكن أن تفعله إذا توقف الوقت: "لا أدري كيف سيكون وضعي في حينه، فالمسألة مرتبطة بطريقة توقف الوقت، هل الجميع متحرك وأنا جماد، أم أن العكس صحيح؟ أم كلنا نقف دون حراك؟ في تلك الحالة تكون النهاية".
وعن التفاؤل بالأيام المقبلة تقول: "ضمن حدود المنطق أستطيع القول إنني إذا استمتعت بما أقوم به فلن يصعب عليّ أي شيء، ولا أزال في بداية الطريق وأمامي الكثير من العمل والدراسة التي لا تنتهي عند حدود سنة التخرّج".
أما ماذا بعد "من قتل الوقت"؟ تقول: "هناك العديد من الأفكار لكني أفضل الاحتفاظ بها الى أن تكتمل نصاً ومعالجة وحين تدور عدسة الكامير قد أتكلم عنها".
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net