Tahawolat
بولين حداد: ارفض العالمية المقترنة بالمشاهد الاباحية



باتت الممثلة بولين حداد من الوجوه المألوفة في الانتاجات الدرامية والسينمائية التي تروي سيرة المقاومة اللبنانية في شقيها الاجتماعي والعسكري وحفظها جمهور هذه المقاومة بدءاً بفيلم «أهل الوفا» لنجدة انزور الى «الغالبون» و»خلة وردة» لعادل سرحان.
حداد تستقبل في مكتبها الاشخاص الذين يمتلكون الموهبة وتساعدهم لايجاد فرصتهم خاصة إذا نجحوا في «الكاستينغ» فهي التي تدّرس مادة المسرح منذ سنوات تدرك قيمة الموهبة المقترنة بالدراسة. وترفض إلقاء اللوم على الجمهور حين يرتبط الامر بالعرض السيىء.
عن «زينب» واخواتها من الشخصيات التمثيلية تحدثت حداد لـ:»تحولات» فكان الحوار الآتي نصه:
«زينب» هي الشخصية الأبرز لبدء الحوار فتقول حداد:»أشعر أني اعيش المرحلة التي يؤرخ لها المسلسل، فأنا إبنة الجنوب ولو أني لم أكن أقيم فيه أبان الاحتلال الاسرائيلي له لكني أدرك معنى استيلاء العدو على أرضي، وأذكر بغضب كيف أن الوصول الى القرى التي كانت تُعرف بقرى الشريط الحدودي، كان أمراً يقارب المستحيل. وحين أؤدي دور «زينب» أجد نفسي ابنة البيئة الجنوبية التي رفضت الظلم وقاومت لتحقق الانتصار الكبير، فالقصة غير بعيدة عن الواقع لا بل إنها تترجمه ومن جهتي أرى أن المصداقية في الطرح هي التي اوصلته للناس، وإذا تناوله النقد في مكان ما فهذا دليل نجاح وأتمنى أن تكون كل الاعمال الدرامية اللبنانية بنفس مستوى «الغالبون»، حيث أن التناغم الموجود في هذا العمل مفقود في باقي الاعمال».
وعن سبب تعاونها الدائم مع الجهة المنتجة تقول:» بصراحة اشعر براحة كبيرة في التعامل مع هذه الجهة المتمثلة بمركز بيروت الدولي وتلفزيون المنار كونهم يتعاطون مع الممثل بكل احترام ولديهم ما يميزهم عن جزء كبير من المنتجين».
وعن فرضية المقارنة بين باسل الخطيب ورضوان شاهين تقول:» أحب أن اتوجه بالتحية للاستاذ باسل الخطيب الذي عملنا معه في الجزء الاول وأقدر له كفاءته وفي المقابل أشعر بالمتعة في العمل مع الاستاذ رضوان شاهين ولو اختلف الاسلوب ولكنه لا يقل شأناً عن سلفه، وبرأيي لعل ما يميز المخرجين السوريين خبرتهم الطويلة مما يجعلهم أكثر حرفية من غيرهم».
أما عن قبول الممثلة للادوار الجريئة والتي قد تقارب الاباحية تقول:»الموضوع مرتبط بقناعة الممثلة والى أي مدى يمكنها التمادي في رؤيتها للادوار، برأيي لا شيء يفرض على الممثل القبول بكل الادوار بل عليه النظر الى الفائدة التي قد يضيفها الدور وإذا ما كان يخدمه أو يسيىء اليه. وإذا كنت تقصدين دارين حمزة والجدل الذي أُثير حول فيلم «أوتيل بيروت» فأؤكد لك أني أحترم دارين واعتبرها ممثلة ناجحة ولا أعرف ما هي الخلفية التي جعلتها تؤدي هذا الدور ولعلها الوحيدة القادرة على تقديم تفسير، في النهاية هي مسؤولة عن خياراتها وأنا لدي تحفظاتي وخياراتي الخاصة التي تحول دون قبولي بادوار من هذا النوع».
أما كيف تنظر حداد الى الطارئات على عالم التمثيل:» لا أنكر امكانية امتلاك البعض للموهبة ولكن لا يجوز تعميم ما هو استثناء، هناك تدمير منهجي لمهنة التمثيل سببه تركيز جزء كبير من المنتجين على الشكل الجميل دون النظر الى التفاصيل الأهم المتمثلة بالدراسة والموهبة الحقيقية، أنا من أكثر الاشخاص الذين يحاربون هذه الظاهرة ولكن لا حياة لمن تنادي. الاشكالية في الصفة حيث أن الجهة الرسمية المعنية والمتمثلة بوزارة الثقافة تمنح لقب «فنان» لأي شخص يقرر أن يركب كلمات دون معنى على لحن أكثر سوءأَ أو يظهر في اعلان ما أو يعمل كومبارس... حين تغيب الرقابة الفعلية ولا يوجد من يحاسب يصبح المشهد ضبابياً ونفقد قيمتنا الفنية درامياً وغنائياً على حد سواء».
لكن الا ترى حداد أن إقتران الاعمال الدرامية بشهر رمضان يظلم هذه الاخيرة؟ تجيب:» ربما، لكن هذا التعاطي الموسمي بات عُرفاً منذ بدأت مصر فيه وتبعها الاخرون، أضف الى ذلك سياسة التنافس بين المحطات التلفزيونية التي تصرّ على عرض الاعمال الدرامية في شهر رمضان سعياً لجذب المتلقي».
هذه السياسة جعلت الدراما التركية نجمة الشاشات، الا يمكن أن يؤثر هذا الغزو الفني على مجتمعنا، تجيب:» هناك أعمال تركية مشغولة بإتقان، وفي المقابل هناك طروحات سخيفة وفارغة لكن اسلوب التسويق لها من خلال العرض المستمر على الفضائيات العربية يجعلها تنجح في غزوها لشريحة كبيرة من المجتمع . برأيي يجب أن يتم التعاطي على قاعدة التبادل فكما نأخذ اعمالهم عليهم شراء اعمالنا وفي ذلك يتم خلق نوع من التوازن».
حداد التي عملت مع الايرانيين والسوريين ماذا تقول عن مصر:» كان لدي تجربة مع المخرج احمد شفيق في «الشحرورة» واراها جيدة، ولا أنكر حرفيتهم من الناحية الانتاجية ونحن ندرك أن المصريين رواد في هذا الاطار».
لكن الا ترى حداد ان الافلام السينمائية التي تناولت المقاومة في جنوب لبنان باتت صورة مكررة؟ تجيب:» شاركت في «أهل الوفا» لنجدت أنزور و»خلة وردة» لعادل سرحان ولا يمكن القول أن المعالجة فيها تكرار، ففي الاول قدمت صورة الصراع النفسي بين الولاء للوطن وخيانته بحجة العوز احياناً وأحببت دوري فيه كثيراً لأنه يُظهر دور الانثى في العمل المقاوم وفي الثاني كان التركيز على الارتباط بالارض، أما «حبل كالوريد» لمسعود اطيابي فقد تناول جانباً مختلفاً من الفعل المقاوم. لا يمكن النظر الى هذه الاعمال من زاوية ضيقة، والا علينا القول أيضاً وعلى سبيل المثال لا الحصر أن اعمال شكسبير مكررة».
وترى حداد أن تصوير وحشية العدو الاسرائيلي أمر ضروري ويجب أن لا يتم مراعاة عين المتلقي حين يرتبط الامر بممارسات هذا العدو.
من جهة أخرى ترفض حداد فرضية القاء اللوم على الجمهور فتقول:» لا يمكن لوم الجمهور فهناك جزء كبير منه يراقب ويحلل ويرفض السيىء وهناك من يتابع كل شيء بدافع الحشرية او التسلية، من موقعنا علينا أن نقدم الجيد ونسعى لتحسين الصورة الفنية والابتعاد عن الابتذال من خلال الرقابة الذاتية على الاعمال الدرامية والسينمائية كافة وبرأيي يجب أن تنسحب هذه الرقابة على الكثير من البرامج التلفزيونية التي تحمل «الترفيه» كصفة «.
أما عن النقد والنقّاد تقول:» للاسف هناك أزمة نقد في العالم العربي، والمحسوبيات تتحكم بمعظم النقّاد الذين يكتبون بناء على منفعتهم ومزاجيتهم».
المسرح حالة عشق بالنسبة لحداد وهي التي تدّرس هذه المادة منذ سبع سنوات، خاصة أنها بدأت كمخرجة مسرحية حين قدمت مسرحية «الكونترباس» التي جالت على الدول العربية وحصدت العديد من الجوائز.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net