تعال كما أنت.. لقد مات المسيح من أجل الخطاة. إنه لم يَمُت لأجل الخطاة الطيبين، أو أفضل الخطاة، لقد خلَّص الله أول الخطاة وأشرّهم، وجعل منه رسولاً، وذلك لكي لا يستكثر أحد خطاياه. فدم المسيح يطهر من كل خطية، ولا توجد خطية تستعصي على دم المسيح.
وما زالت الدعوة موجهة إلى كل مَنْ يشتاق أن يسمع مثل هذه الكلمات «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). هل تأتي إليه؟ لا توجد طريقة صحيحة وأخرى خاطئة للإتيان ما دمت تأتي إليه.
وإذا أتيت إليه فسوف تحصل على الراحة. لا يوجد أي شك في ذلك. فهو لم يَقُل: ”ربما أُريحكم“ أو ”لعلي أستطيع أن أخفف أثقالكم“ ولكن «أنا أُريحكم» ـ هذا أمر أكيد، ففيه النَعَم والأمين. اعترف بخطاياك ولا شيء أكثر من ذلك، وهو أمين وعادل حتى يغفر لك خطاياك ويطهرك من كل إثم.
صديقي العزيز.. لقد صار بر الله في صفك الآن. يقول الرسول بولس: «لست أستحي بإنجيل المسيح، لأنه قوة الله للخلاص لكل مَنْ يؤمن» ـ لماذا؟ لأن فيه مُعلن بر الله. فالله ليس فقط رحيمًا ومُحبًا ولكنه بار أيضًا. أين ظهر بر الله؟ في الصليب. وهل كان هذا ضد الخطاة؟ كلا. لم يكن هذا ضد الخطاة بل لأجلهم. لقد «جعل (الله) الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه» ( 2كو 5: 21 ). سيكون لك كل قيمة عمل المسيح إذا أخذت مكانك كخاطئ مات المسيح لأجله. سوف يغفر لك كل خطاياك، وسوف تصبح في المسيح مقبولاً أمام الله إلى الأبد كقبوله تمامًا، لأنه «إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا» ( 2كو 5: 17).
من وحي الإنجيل
122
المقالة السابقة