أهو الشابُ؟… نعم قُلها…..لمِا التعجبُ والإرتباكِ؟
نعم! هو كذلكَ….هو هو …..في مطلعِ الصباحِ أم عند الظهيرةِ أو في المساءِ
إنك لإن زرته في صومعتهِ ذات يوم
لترى على مبسمهِ على دوامِ الدوامِ
ملامحَ إشراقةُ وجهِ من تبلغَ للتو سن رشدِ
…ليعصفَ فيكَ نفحةَ أملٍ بربيعِ شابٍ مُتبصرٍ وواعي
لانشغالاتِ أمةِ أنكلَ بها الدهرُ من كُلِ صوبِ ووادي
….هبَّ للعطاءِ مما عرفِ بملءِ الكفين من مجد حضارةِ أجدادِ
أعطت للكون بفعلِ نسيجها المُتناغمِ
أريجَ زنبقٍ فاحَ عُطرهُ على الخليقةِ جمعاءِ
أهو الكهلُ؟….نعم قُلها ولا تتردد….فلن تُخطىء….
هل صحَّ لغيرهِ….منذ دهرِ الأدهار
أن خالفَ سُنَّة الطبيعةِ….ولم يَهرمِ؟
فقبلَ أن وافته المنيةُ لكان من الممكن أن يغُشكَ المظهرُ ومديدَ العُمرِ
فما كُنتَ لترى فيه إلا جزعَ زيتونةِ كلما شاخت بها السنين،
تشبثت بأعماق أعماقِ الأرضِ
وقَوَت على تطبُّعِ الطبيعة في كلِّ خريفٍ وشتاءِ،
لتعودَ في مطلع كُلِّ ربيعٍ من أجيالِ بلادي
لتُزهرَ أفكاراً تُكحِلُ بها أذهانَ من حولهِ بادي
ولتُنضجَ ثماراً تجعلُ منها قوتاً لكُلِ مبتغٍ لنصيحةِ هادي…..
أهو القوميُّ الاجتماعيُ؟…إنكَ لإن تباطأتَ بالقولِ….
لسبقتكَ الكلمات في أبيات شعرٍ من غير القوافي
عن رفيقِ لطالما تبوَّأ همَّ المسؤولياتِ
في حِزبٍ قدَّمَ الكثيرَ منَ التضحياتِ
….وما بخلَ لحظةً بتقديم الشُهداءِ
ومن استبسلَ في سبيل الحياةِ
لأمةٍ….لم ولن ترضى يوماً لنفسها قبرَ تحتَ الشمسِ
…ولم يُوفرَ جُهداً لبعثِ نهضةٍ بينَ أبناءِ مُجتمعِ
لم يغفلهُ أبداً إلا الوعيُ…..لحقيقةِ الوجُودِ
أهو الإستراتيجيُّ؟…..ما بكَ تُبقي على السرِ
فقد أضحى زماناً مكشوفاً للعلنِ
بأن تبوطُقهُ بحُلَّةِ المرضِ
ما كان في آخر العُمر
إلا لضرورة البقاء في الصومعةِ
ليختلي لنفسهِ بهدفِ….
إذ أن صوابَ الرُؤيا وبُعدَ النظر لديهِ
وضعَ على كاهلهِ
مهمة التخطيطِ والتصميمِ
لتعملَ بالتوجيهات مجموعةُ رفاقٍ مُتنورِ
لتأديةِ الواجب بقسمِ
في غياب فاحشٍ ومُضني
لنظام نهجٍ وانضباطِ
ولإطارٍ سليمٍ للعملِ المؤسسي
أهو الصديقُ؟……ما بكَ لا تتفصحُ وتتبجحُ…بعلاقةٍ بهِ
…ألأن فارقَ العُمرِ فيها مقدارَ العمرِ؟
…أم أنَ تكتمكَ عن العلاقةِ
ياتي من بابِ الاحترام والوفاء لصديقٍ صدوقِ؟
فلا داعي لهذا التكتمِ
فأنت الذي يُدرك شديد الإدراكِ
أن الصداقةَ لديه لا تقاسُ بفارق السنينِ
بل…بعمق التواصلِ ووحدةِ التفكيرِ
…..
عذراً منك صديقي لتجرأي
بعد أن فرقت بنا للحظات ظروفُ المنيةِ
عن الإفصاح….من ها هنا على منبرك "تحولات"….
…هي هربتِ الكلماتُ مني عن غيرِ قصدِ
وراحت تبوحُ عن جوهرِ العلاقةِ
وتُشيعُ بأنها بفعلِ وحدةِ الفكرِ والمرامي
وليست منسوجةٌ بخيوطِ الرَّياءِ والتمثيلِ
أما أنتَ أيُها السَّامعِ؟!
هل تكشفَ عليكَ أم بعدُ….عمَّن أحكي وأعني
بالطبعِ أصبتَ،
….إني قصدتُ بهِ….
منصور عازار،….
لا،….، العفوُ من الصديقِ،….
بل عنيتُ بهِ
حضرةَ….الأمينِ
واحدٌ من رجالاتِ "سعاده"…..