أبحثُ عن قلبي في مقبرة جماعيّة
أدفن كلّ الأصابع المكسوّة بالوبر،
وأترك شواهدَ من قمح خلفي..
كيف أجد قلبي قبل عودة القتلة؟
لولا صوتي الذي يشبه الريح،
لكانوا اكتشفوا عويلي على شعبي
ولكانوا غرزوا أنفي في قلب شيخ..
لولا أن صوتي يبدو حقيقياً
حين يفتشُ في مقبرة
عن قطعة لحم،
عظمة،
أو عينٍ مازال لها مايشبه الحياة..
أحببتكَ مرتين
مرة قبل الحرب،
ومرة حين أضعتُ قلبي في المقبرة الجماعيّة..
في كلّ مرة كان يبدو أننا سنرحل،
غريبين،
كعشبة تتغذى قرب جثة،
كجذع شجرة متعفن تسكنه الحشرات،
كنا كلّ شيء
كنّا الحرب في جماعنا،
والغربة في شهقاتنا
كنّا واضحين كعين هرٍّ
قبيحين كدقيقة صمت على روح الله
بتولين كحراس الهياكل
ونجسين كأرواح الشياطين
كنّا جديرين بكلّ الأمم دفعة واحدة،
بكل الأكاذيب،
الأحلام،
الهاويات،
والمجاعات..
ماكان مؤلماً أننا كنّا حقيقيين،
كتوءم،
كحقل كرز،
كبذرة نقية،
كيف أنتهي من مجزرة تركت حبّاً خلفها!
حبّاً يبدو ندبة
برجاً مقدساً،
وحشرجة مقاتل أخير..
حبّاً يبدو لوهلة كصوت الريح
تبحث عن قلبها في مقبرة جماعية…