1- مقدمة
لماذا نعيد قراءة اتفاقية سايكس –بيكو بعد مرور 100 عام على عقد هذه الاتفاقية؟ ما هو المغزى من استعادة أحداث من شريط الماضي لمقاربته في الراهن من الأيام؟ ما هو السياق العام للاتفاقية؟ ما هي تداعياتها في المراحل السابقة؟ وما هي تأثيراتها وانعكاساتها على الحاضر والمستقبل؟ لا شك في أن هذه الأسئلة تمتلك مشروعية في العقل والوجدان القومي، ومشروعيتها تكمن في اتصالها بأحداث ما زالت مفاعيلها تلقي بظلالها وتأثيراتها على واقعنا السياسي والأمني الاستراتيجي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والحضاري، أي أنها من صنف الاتفاقيات ذات الطابع الاستراتيجي في تأثيراتها الشاملة على مصير بلادنا ومستقبل أجيالنا في الآتي من الأعوام ولفترات طويلة.
ما هي قيمة مثل هذا النقاش حول اتفاقية سايكس – بيكو ونحن قد ندخل في تقسيمات وخرائط جديدة يتم ترسيمها في بلادنا اليوم من العراق إلى الشام إلى لبنان، وصولاً إلى فلسطين؟ أسئلة كثيرة تطفو على السطح، ما هي الخرائط الجديدة المرسومة للمنطقة؟ كيف يتم تنفيذها؟ ما هي أهدافها؟ الخلفيات؟ ما هي تقاطعاتها؟ وما هي القوى التي تقف وراءها؟
2- ما هو السياق التاريخي لاتفاقية سايكس – بيكو؟
وقعت اتفاقية سايكس ــ بيكو بين فرنسا وبريطانيا على اقتسام الدول الواقعة شرقي المتوسط عام 1916، وتم الوصول إليها بين نيسان وأيار من ذلك العام على صورة تبادل وثائق بين وزارات خارجية الدول الثلاث (فرنسا، انكلترا، روسيا القيصرية(. عيّنت الحكومة الفرنسية جورج بيكو قنصلها العام السابق في بيروت مندوباً سامياً لمتابعة شؤون الشرق الأدنى، ومفاوضة الحكومة البريطانية في مستقبل سوريا (المشرق العربي)، ولم يلبث أن سافر إلى القاهرة، واجتمع بـ "مارك سايكس" المندوب السامي البريطاني لشؤون الشرق الأدنى، بإشراف مندوب روسيا، وأسفرت هذه الاجتماعات والمراسلات عن اتفاقية عُرفَت باسم "اتفاقية القاهرة السرية"، ثم انتقلوا إلى مدينة بطرسبرغ الروسية، وأسفرت هذه المفاوضات عن اتفاقية ثلاثية سميت باتفاقية سايكس – بيكو وذلك لتحديد مناطق نفوذ كل دولة على النحو التالي:
– استيلاء فرنسا على غرب سوريا ولبنان وولاية أضنة.
– استيلاء بريطانيا على منطقة جنوب وأواسط العراق بما فيها مدينة بغداد، وكذلك ميناء عكا وحيفا في فلسطين.
– استيلاء روسيا على الولايات الأرمنية في تركيا وشمال كردستان.
– حق روسيا في الدفاع عن مصالح الأرثوذكس في الأماكن المقدسة في فلسطين.
– المنطقة المحصورة بين الأقاليم التي تحصل عليها فرنسا، وتلك التي تحصل عليها بريطانيا تكوّن اتحاد دول عربية أو دولة موحدة، ومع ذلك فإن هذه الدولة تقسم إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، ويشمل النفوذ الفرنسي شرق بلاد الشام وولاية الموصل، بينما النفوذ البريطاني يمتد إلى شرق الأردن والجزء الشمالي من ولاية بغداد وحتى الحدود الإيرانية.
– يخضع الجزء الباقي من فلسطين لإدارة دولية.
– يصبح ميناء اسكندرون حراً.
تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917 مما أثار غضب الشعب السوري الذي يمسه الاتفاق مباشرةً وأحرج فرنسا وبريطانيا.
كما تقرر وضع المنطقة التي اقتطعت في ما بعد من جنوب سوريا "فلسطين" تحت إدارة دولية ليتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا (لاحقاً وبموجب وعد بلفور لليهود، أعطيت فلسطين للصهاينة تمهيداً لقيام ما سمي بـ"دولة إسرائيل".
لكن الاتفاق نصّ على منح بريطانيا ميناءي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا بريطانيا بالمقابل استخدام ميناء اسكندرون الذي كان سيقع في دائرة سيطرتها.
طبعاً، كل هذه الاتفاقيات والمعاهدات التي عقدتها دول استعمارية كبرى، ما كان لها أن تجد حيّزها في التطبيق، لو أن الهوية القومية مترسّخة في عمق وعي شعبنا، ولو أن السيادة حاصلة في بلادنا، ولكن السياقات التاريخية كلها لهذه الأحداث سارت وفق تسلسل زمني انتقلت فيه بلادنا من مراحل السيطرة العثمانية (التركية) لمدة أربعة وقرون ونيف، إلى مرحلة الانتداب الفرنسي والبريطاني، والتي جاءت سايكس بيكو أولاً ومن ثمّ وعد بلفور كمقدمة لأحداث كبرى لعل أهمها وأكثرها تأثيراً على مستقبل المنطقة برمتها، هو قيام الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين التاريخية، ولاحقاً نزوعه الدائم إلى السيطرة والإخضاع والهيمنة، في إطار تحالفي مع القوى الغربية التي قدمت لهذا الكيان كل أسباب البقاء والاستمرار.
3- خصوصية سايكس – بيكو
المبدأ الاستعماري الأول "فرّق تسد"، التقسيم والتجزئة يشكلان تاريخياً المدخل لضرب المجتمعات وشل فاعليتها ودينامياتها الداخلية في الدفاع عن وجودها وفي التنمية والتقدم والازدهار وامتلاك عناصر القوة لاحقاً. هذا المبدأ عملت على تحقيقه كل القوى الاستعمارية في بلادنا وفي غيرها من البلدان حول العالم.
ولكن، وهذه حقيقة، ينبغي إمعان النظر إلى الواقع الداخلي لهذه المجتمعات، لتبيان نقاط الضعف التي يدخل من خلالها الأجنبي، ويستجلب من خلال ثغراتها مشاريعه الهدامة التي تختلف سيناريواتها ومضامينها تبعاً لتغيرات المرحلة، وتقاطعات القوى الاستعمارية الداخلة في صياغاتها، أو صاحبة التأثير في الواقع الجيو – سياسي أو الاقتصادي لهذه البلدان.
بهذا المعنى، أن التقسيمات التي رست عليها سايكس بيكو في بدايات القرن العشرين اعتمدت المعايير الجغرافية، فتقسيم الهلال السوري الخصيب إلى كيانات سياسية مختلفة ومتباينة في معطياتها السياسية والاقتصادية قد تمّ على قاعدة التقسيم الجغرافي، وضرب وحدة الحياة لهذه الأمة المتشابكة في الدورة الاقتصادية الاجتماعية والحياتية الواحدة لإضعاف مناعتها وقدرتها على مواجهة التحديات الحاضرة والمستقبلية، وترسيخ وعي كياني يتخذ صيغة شكلية أي "هويات كيانية"، شكلت الأرضية لعصبيات كيانية متضاربة زادت من اضطراب المشهد، وضبابية إضافية في مضامين الهوية القومية والإنسانية والحضارية لكامل المنطقة (الهلال الخصيب).
وقد ساهمت هذه التقسيمات الجغرافية، وما بُني على أساسها من بنى سياسية واقتصادية وعسكرية تختلف في رؤيتها وقراءتها للواقع الاجتماعي والتاريخي، ساهمت في إضعاف إمكانية مواجهتها للمشروع "الاستيطاني اليهودي التوسعي" الذي شكل ويشكل منذ انطلاقته في مؤتمر بال الصهيوني عام 1897 الخطر الأساسي الماحق للهويات والبنى والإنسان والحضارة في منطقتنا والعالم بأسره.
ولولا سايكس – بيكو التي مهّدت لوعد بلفور، لما كان قُدّرَ لهذه "الدولة اللقيطة" أن تولد، أن تنشأ، وأن تبقى وتستمر، وهذا البُعد لسايكس بيكو هو بُعد وجودي بكل ما لهذه الكلمة من معنى، فهذه الاتفاقية شكلت العائق الأساسي أمام قيام وتنظيم حالة قومية عارمة وشاملة تشكل "الخطة النظامية المعاكسة" للمشروع الصهيوني برمّته، هذه حقيقة تاريخية، يجب أخذها بالحسبان، فالمشاريع الاستعمارية لا تقوم بالصدفة، ولا ترتكز على تكهنات، بل هي خطط ومشاريع مدروسة تمّت صياغتها بعناية لتحقق أهداف المستعمرين وغاياتهم في السيطرة والهيمنة والإخضاع.
وفق هذه الرؤية، نقرأ سايكس – بيكو، ونحلل تداعياتها الماضية، وانعكاساتها على المعركة مع المشروع الصهيوني وتقاطعاته مع المسألة الاستعمارية، ومصالح الدول التي ساهمت في قيامه والداعمة لاستمراره.
4- ما هو مطروح الآن؟
في مقابلة مع مجلة "لوفيغارو" الفرنسية يقول مايكل هايدن وهو مدير سابق لجهاز المخابرات المركزية الأميركية: "العراق لم يعد موجوداً ولا سوريا موجودة، ولبنان دولة فاشلة تقريباً، ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا أيضاً"،
ويُكمل: "إن اتفاقيات سايكس بيكو التي ظهر بمقتضاها هذان البلدان لم تقسم المنطقة وفقاً لواقعها الطائفي والعرقي، وإن المنطقة بما تشهده من أحداث عنف وحروب مأساوية، تتجه ذاتياً إلى الانقسام وفقاً لهذا الواقع الذي كان على الدول الأوروبية واضعة اتفاقية سايكس بيكو أن تتنبّه إليه في ذلك الحين".
ويختم بخلاصة هي: "أن الأحداث الجارية الآن تؤكّد حقيقة فشل اتفاقية سايكس بيكو في تقسيم المنطقة على نحو «سليم» ومستقرّ، في إشارة إلى أن التقسيم كان ينبغي أن يكون على أساس طائفي وعرقي، حتى لا تنفجر مثل هذه الصراعات المحتدمة اليوم".
كلام واضح وصريح لا لبس فيه يشرح وجهة نظر أميركا إلى ما يجري في المنطقة ويعتبر أن خارطة سايكس بيكو التي قسمت الهلال الخصيب وأنتجت العراق وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين بحاجة إلى تغيير بخارطة جديدة ليس أساسها الدولة الكيانية بل أساسها طائفي أو عرقي وذلك لمنع مزيد من الاقتتال والاحتراب في الشرق الأوسط.
إذاً، الخلاصة المستقاة من هذا الكلام لمن يفترض أن يكون في موقع صانع القرار أو – على الأقل – العارف به، معطوفاً على تصريحات علنية وعلى مشاريع معلنة دأب مسؤولو الإدارة الأميركية منذ بداية القرن الحادي والعشرين وتحديداً بعد هجمات 11 أيلول2001 على تردادها، والتصريح عنها، وكل هذا معطوفاً على نظريات "نهاية التاريخ" و"صراع الحضارات"، وكل هذا ربطاً بالأحداث الكبرى التي شهدتها منطقتنا وعالمنا منذ اجتياح أفغانستان، وصولاً إلى الهجوم الغربي – الأميركي على العراق وتدمير معالم الدولة العراقية، وتفكيك الجيش الوطني العراقي، وصعود ظاهرة ما يُسمّى "الربيع العربي" في هذا التوقيت بالذات، بمعزل طبعاً، عن الأسباب والدوافع التي أسّست لقيام هذه "الثورات أو الانتفاضات"، إلا أنّ الربط الموضوعي بين كل هذه المؤشرات والأحداث يدل على وجود خطة شاملة لإعادة رسم خرائط جديدة تشكل عنواناً أو ترسم ملامح للنظام العالمي الجديد بتوازنات قواه الدولية الدينامية المتحركة، والتي لم تستقر على قاعدة من الثبات النسبي حتى يومنا هذا كنتيجة منطقية وموضوعية وذاتية لجملة من العوامل والأسباب التي تجعل حركة الصراع الدولي مفتوحة أمام كل الخيارات في ظل تنامي وصعود قوى دولية وعالمية وإقليمية جديدة، أو محاولة استعادة قوى وأطراف مثل روسيا دورها ونفوذها المفقود أو المتراجع منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ومنظومة الدول الاشتراكية التي كانت تدور في فلك النفوذ الروسي، إضافة إلى الدول حول العالم التي كانت تشكل تاريخياً دولاً حليفة أو واقعة تحت تأثير النفوذ السوفياتي.
كل هذا دون التغاضي عن دور إسرائيل والحركة الصهيونية العالمية بمؤسساتها ومنظماتها ولوبياتها ودوائر التأثير التي تخضع لها، إذ إن الدور الإسرائيلي واضح ودامغ حتى في أساس قيام هذه الخطط وتوجيهها بما يخدم مصالح هذا الكيان ورؤيته ومصالحه ونفوذه حول العالم.
5- التحديات الآنية
لا شك في أن السياسة الأميركية الخاضعة بكليتها لنفوذ اللوبي الصهيوني وتغلغله التاريخي في دوائر صنع القرار على مستوى الإدارة الأميركية، ومراكز الأبحاث الاستراتيجية، وكارتيلات الصناعة الأميركية ولا سيما منها، كارتيلات الصناعات العسكرية والبترولية وغيرها من المجمّعات الصناعية، هذه السياسة إذاً، تطرح جملة من خطط ومشاريع متبدّلة في الشكل إلا أنها تطرح المضامين ذاتها، وهي ذات محتوى واحد هو "إعادة تقسيم المنطقة" بما يتوافق والمصالح الأميركية تحديداً، وبتقاطع واضح مع مصالح "الأمن والاستمرار والهيمنة والتوسع والسيطرة" لكيان الاغتصاب الاستيطاني على أرض فلسطين، وجوهر هذه الرؤية يتمحور حول فكرة "التقسيم"، وهذه الفكرة تأخذ سيناريوهات وأشكالاً مختلفة ومتعددة، ولكن فحواها "التمحور" حول معايير "الطائفية" و"المذهبية" و"العرقية"، أي نحن أمام تقسيمات أخطر وأشد دهاءً وفتكاً من سايكس بيكو. فالأولى اعتمدت الجغرافيا، أما ما هو مطروحٌ الآن، فيعتمد "التفخيخ المجتمعي"، أي إحداث "انشطارات بنيوية" في قلب المجتمع إمعاناً في تفتيته إلى كيانات طائفية ومذهبية وعشائرية وقبلية وعرقية تكفل لإسرائيل التفوق من خلال إغراق مجتمعنا في حروب تتناسل وتتوالد وتؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما يضمن لإسرائيل التفوق والاستمرار لعقود من الزمن، بهدف تحقيق الانحلال الكلي لمجتمعنا، وتضييع الهوية القومية والتاريخية والحضارية لأمتنا باعتباره "الهدف الاستراتيجي" لهذا الكيان الغاصب.
وما تشهده بلادنا اليوم من صراع وحروب تدميرية، وما تخوضه القوى الحية في بلادنا من حرب دفاعية ضد الإرهاب ورعاته الإقليميين والدوليين ما هو إلا شكل من أشكال هذه الحرب المفتوحة على بنية مجتمعنا الداخلية.
6- ما هو دورنا الآن؟
بالطبع، هناك ظروف موضوعية وذاتية، وعوامل داخلية وخارجية مستجدّة، وتوازنات قوى محلية ودولية مفتوحة على كل الاحتمالات، فهذه السناريوهات المطروحة الآن ليست القضاء والقدر، ومواجهتها والانتصار عليها ممكن، وهذا رهن بالقدرة على إعادة تفعيل المشروع القومي النهضوي وتوظيف كل القدرات والإمكانات والطاقات في سياقاته، والاستفادة من ظروف الصراعات الإقليمية والدولية ونسج تحالفات داخلية وخارجية تكون على قاعدة تأمين المصالح القومية لأمتنا، المتقاطعة مع مصالح قوى إقليمية ودولية قد نتشارك معها في رؤى مشتركة ومصالح مشتركة قد تشكل أساساً صالحاً لإعادة صياغة ملامح نظام سياسي – أمني إقليمي جديد يكون لنا فيه الدور والفعل والتأثير، وهذا ليس بمستحيل، لأننا نملك كل مقومات الفعل والصمود والانتصار في معارك العز والتقدم والدفاع عن الوجود.
7- خلاصة
إن تأثيرات خارطة سايكس بيكو ما تزال فاعلة في واقعنا المعاصر، فهي وضعت شعبنا في قواويش وزنازين كيانية حدّت من فاعلية ودينامية البنية القومية المجتمعية بكليتها، وأدت إلى ضعف المناعة البنيوية الأساسية في الدفاع عن الوجود القومي تجاه الأخطار المحدقة من كل حدب وصوب. هذه الزنازين كانت الفواصل المعيقة أمام جبه المشروع الصهيوني في بداياته، فكانت المواجهة جزئية ومن مواقع جزئية تارةً كيانية، وتارة باسم الدين، وتارةً تحت هيمنة قوى من خارج حدود بيئتنا القومية وقرارنا القومي الحر. فكانت كل هذه الويلات، والمصائب، والأضرار، والهزائم التي أضاعت فلسطين، وأضاعت بوصلة التطور والنمو والتقدم الحقيقي باتجاه المجتمع القومي الإنساني الحضاري المعاصر الناهض بذاته، المحصّن كينونته وتاريخه وحاضره ومستقبله.
نحن اليوم أمام تحديات تاريخية… وكل الأمل معقود على قدرتنا على إعادة تظهير وتشكيل هذه الهوية القومية الإنسانية الحضارية المنفتحة الدينامية، وتشكيل وعي قومي جديد على قاعدة هذه الهوية، وتفعيل كل قوانا الحية في معركة البقاء والاستمرار، عندها وعندها فقط نتجاوز سايكس بيكو الجغرافيا ونتجاوز سايكس بيكو (المجتمعية) الراهنة ونربح معركة المستقبل… ونحن قادرون!