كادَ العّشبُ أنْ ينبتَ على راحتيها
أنظرُ إلى أصابع يدها الخاوية
إلّا من قطعةٍ نقديّة وحرصٍ على بطاقةٍ شخصيّة
خُيّل لي أنّْ مجالسَ العزاءِ
قدْ سبقَ وشيّدَتْ في قعرِ نحيبِها
إلى أنْ وقعتْ عينايَ على ثغرِها القاحلِ
يتمزقُ من تخمةِ الشّقاءِ
وربما عطشاً للقبلة
لا أملكُ ذاك التّفاحَ العالي
لأحملَ حتّى رأسَ تلك الطّفلةِ
الملقى على سياجِ التّفاحِ المطرّز
بقذاراتِ المدينة
وشتائمِ المارّة
في عيدِ مولدي
لا أملكُ جمالَ الفقراءِ ياحبيبي
كادَ وجهكَ أنْ ينبتَ على راحتيّ
أنظرُ إلى أصابعِ يدي الخاوية
إلّا من شغفٍ متهورٍ ومزاجيّةٍ حمقاء
إلّا من صوتِ فيروز وكونشرتو الكمنجة
إلّا منك إلّا من حفنة أحلامٍ غازيّة
في مدينتنا مثلثُ بيرمودا جائع
فلا وقتَ لنا لنأخذَ قسطاً من الدّهشة
الطائراتُ الورقيّةُ فقدتْ فعاليتها
يعبرُ الأطفالُ مثقلينَ بالخفّة
ترتديهم بقايا المعادنِ المكسورة
لايبتلعُ بيرمودا إلّا من خُففَ بحريّة القذيفة
يحبُ احتساءَ الأطفالِ وزجّهم في سُرر البرتقال الورديّ
ليتساقط العصيرُ بغزارة
الحبُ بغزارة
المدنُ بغزارة
الأصدقاءُ بغزارة
أرشدَني صديقٌ إلى مثلثِ بيرمودا آخر
لايبتلعُ إلّا من خُففَ بحريّة القصيدةِ الحديثة
في عيدِ مولدي ياحبيبي
ألملمُ أصابعي
أطويها عليكَ على أحلامي
أخافُ عليكم من الرّصاص الطّائش
أخافُ اختياركم مصادفةً كقرابينَ
لإلهِ الثّورة المُحدث
دونَ إلهِ المحبّة الواحد!
وتفتحُ تلكَ العجوزُ أصابعها
تفرشُ تربتها
للأفقِ
للغرباءِ
للأطفالِ
للطعامِ
للجنودِ
تبعثرُ الشّقاء
للآلهة
للرسلِ
للكتبِ السّماويّةِ
لملكِ الموتِ
بعيداً عن مَلكِ المدينة
في عيد مولدي
لا أملكُ شجاعةَ الفقراء ياحبيبي
تم الإرسال من الهاتف المحمول