تمهلي أيتها القارئة العزيزة…
عزيزي القارئ …انتبه…تمهل…
لقد وصلتما إلى الـ…منعطف.
بمجرد أن تطوي هذه الصفحة…سيلتقي نظر كل منكما بكلمات من صنف آخر…كلمات بيضاء مجنحة…وتبدأ البصيرة التجوال في جغرافية الأبجدية…أبجدية ليست كالأبجدية…ويتكشف للقارئة، ومعها القارئ، أنها تعبر من كوكب ألى أخر.
إنها لحظات…وتتغير معها أشياء…تولد عناصر…تصطرع قيم…تنهار مفاهيم…ويكتمل العبور بسرعة قصوى، أسرع من الصوت من الضوء من البرق …
فإذا بنا في عالم للروحانية فيه مقام الوصاية على الفكر فنرى، بأم أعيننا نرى، مالايرى بالعادة بالعين المجردة في كوكب الماديات.نرى وضوح الفكرة وقد تكثل لنا شخصية سوية…
إنها شخصية الفكرة. لها مكانتها في أزمنة هذا الكوكب الجديد.
هنا كوكب سرجون القنطار.
الوضوح… الشخصية الممتلئة بالصدق، بالحب، بالعدالة.
شخصية تتحرك، تتمايل. شخصية فذة، بلا شك فذة، تملأ المساحات، كل المساحات الروحانية، ولاتترك مكاناً، لو صغيراً، لغير الصدق، جلالة الصدق، سيد الرأي، فارس الحوارات، ميزان الوضوح.
شخصية الصدق تتقدم، هنا، على شخصية الوضوح.
الصدق في هذا الكوكب مقياس للذكاء…ناموس الحب…معيار الإغراء..شبيه، ولو من بعيد- بعيد، بما يسمى عندنا بالزهد لكنه ليس زهداً بل صخب…إنه الصدق الفرات، المتدفق العذب، المطل دوماً بضيائه إطلالة الرمح الساطع في سماء المجد…سماء المسيح الثائر الحبيب الجميل الحنون، ميزان العدل الثائر والحق الفائض والجمال المكتمل والخير المنهمر المنساب غزارة، لا توصف نعمته ولاتحصى.
لو يدري نزلاء كوكبنا البائس ماسر الفوز الدائم للثورة في كوكب الروحانيات…لأهتدوا.
لكنهم لايدركون. علهم يدركون ذات يوم، ذات قرن، ذات دهر، علهم يلتقون بذاك السر المكنون مابين الكاف والنون…فيختارهم.
هنا في كوكب سرجون القنطار… تتناول شخصية الفكر دنيا الأنوثة.. تداعبها… تراقصها… تقبلها… ترسمها… تنحتها… تعجنها… تعشقها… وفي الوقت نفسه تنفر منها… وتعود اليها دوماً… دوماً الأنثى، هي الأمة، هي الأم، هي الأرض، هي الحبيبة،… ومن الأنوثة ملاك… هي الملكة والجارية، هي الطيبة والشريرة، والمخلصة والخائنة… كما تراها شخصية الفكر المتمرد دوماً… شخصية سرجون… هي كل ذلك معاً، ولأنها كذلك فإنها تظل الملاذ الآمن، ولو مرفأ السراب في أعالي … أعالي البحار المهمومة، في كوكب سرجون.
الرحلة إلى هذا الكوكب مغامرة، قد تكون مغامرة فوز مؤجل وربما مؤكد. رحلة من أمتع رحلات العمر، وياليتها العمر… كل العمر، وياليتها القدر، كل القدر، ياليتها القدر الذي لامفر منه.
أهلاً وسهلاً بكم في كوكب سرجون القنطار. إليكم هذه الباقة من سرجونيات. كل لامنيات لكم، وحسن القراءة والسلام. "
كوكب سرجون القنطار
111
المقالة السابقة