صيدنايا
صيدنايا من أهم مدن الشرق والعالم المسيحي بعد مدينة القدس وهي بلدة تعود إلى عصور قديمة وفيها آثار كثيرة، أهمها الأديرة والمقدسات المسيحية وفيها أحد أهم الأديرة المسيحية في العالم وهو دير سيدة صيدنايا دير السيدة.
كنيسة السيدة العذراء:
تقع كنيسة السيدة العذراء في وسط صيدنايا جنوب دير السيدة وقد شيدت سنة 1974 وسميت كنيسة القديس جاورجيوس، ومن ثم تم ترميم الكنيسة العام 1996 وتم تقديسها العام 2000 م. على اسم القديسة مريم ومن حينها تمت تسميتها كنيسة السيدة العذراء مريم بعد ان قدسها قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص.
ويلاحظ في الكنيسة صورة السيد المسيح وسط المذبح وصورة شفيعة الكنيسة السيدة العذراء على الجانب الأيمن وصورة شفيع الكنيسة القديمة على الجانب الأيسر، وقد رسمت أيقونات الكنيسة بأيدي راهبات قبطيات.
تحتوي الكنيسة على مكتبة وغرف وصالات للمناسبات ومراكز التربية الدينية، ويحج للكنيسة الزوار والسياح على مدار السنة من جميع أنحاء العالم لأهمية صيدنايا دينياً، وتحتفل الكنيسة بعيد شفيعتها القديسة مريم في 15 آب من كل عام.
دير سيدة صيدنايا:
يقع دير السيدة على قمة تلة صخرية في وسط البلدة، إذ يقوم الدير على صخرة سمراء مائلة إلى الاصفرار مرتفعة تشرف على قرية صيدنايا من الشرق، وتلتف البلدة حول الدير من الجهات الثلاث، ويشبه الدير قلاع القرون الوسطى في سورية. ويعود بناء هذا الدير حسب الوثائق التاريخية إلى ما يلي: عندما سافر الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس سنة 546 م. لتكريم المقدسات المسيحية في فلسطين كان يشيّد في طريقه كنائس وأديرة أينما نزل، فلما بلغ صيدنايا القرية الصخرية نزل فيها، وعندما ذهب إلى الصيد مع بعض جنوده مساء أنير بنور سماوي غير عادي منبعث من قمة الجبل فاتجه نحوه بدافع الاستطلاع، وعندما بدأ يصعد رأى أروية (أنثى الأيل) بهية الطلعة، فطاردها بحماس بقصد صيدها ولحق بها إلى صخرة عالية وقفت على قمتها، ولما اقترب منها وصوّب سهمه ليرميها تحوّلت الظبية فجأة إلى هيئة بشرية وصارت امرأة بيضاء جليلة منارة بنور إلهي، والتفتت نحوه، وقالت: "يا يوستينيانوس من تطارد؟ ومَن قصدت أن ترمي بسهمك أم الله المتشفعة بالخاطئين، فاعلم أنك إنما جئت إلى هذا الجبل بإرادة العناية الإلهية ويجب عليك أن تشيد لي ها هنا ديراً يدوم إلى الأبد لأكون أنا الحامية عنه". فلما رجع الإمبراطور يوستينيانوس إلى حاشيته وحشمه أخبرهم بالرؤية واستدعى لساعته مهندسه وأمره بأن يبدأ العمل ببناء الدير، إلا أن البنائين تحيروا طويلا كيف يضعون أساس الدير على هذا الجبل الصخري الوعر، حينئذٍ ظهرت والدة الإله الطاهرة ليلاً على قمة الجبل ورسمت على الجبل خريطة الدير التي على مقتضاها بنى البناؤون دير السيدة الشهير، وهناك حكايات أخرى حول بنائه.
دير مار جرجس:
يقع دير مار جرجس الحميراء في وادي النصارى بمنطقة تلكلخ إلى الغرب من مدينة حمص ويبعد عنها حوالي 60 كيلومتراً. وهذه المنطقة جبلية تكثر فيها الأمطار ويقابل الدير من الجنوب سفح جبل عمار الحصن المليء بالأشجار الدائمة الخضرة والذي يحتضن في طرفه الشرقي قلعة الحصن الشهيرة التي كانت حصناً جدد بناءه الصليبيون وإلى جوار الدير يقع نبع الفوار الشهير بفيضانه بين حين وآخر.
كان الدير في القديم كهفاً تحيط به أكواخ الرهبان البسيطة وكان مدخله من الجهة الجنوبية من الحجر الأسود بارتفاع 93×64 سم. وكان الرهبان وأخوة الدير يناولون الطعام من نافذة حجرية فيه للمحتاجين وعابري السبيل ويلقنوهم قواعد الدين والآداب إلى أن جاء القرن الثاني عشر فبنوا الكنيسة القديمة في الدير. وفي القرن السابع عشر بُدئ ببناء الكنيسة الجديدة فوق الدير القديم والكنيسة القديمة واكتمل البناء في 1857م. وبعدها بوشر ببناء الطابق العلوي الذي يحوي 55 غرفة للزوار واكتمل البناء مع بداية القرن العشرين.
تحوّل الدير القديم إلى الكنيسة القديمة التي بُنيت في القرن الثاني عشر فوق الكهوف وتتصل ساحتها عبر بوابة الدير الغربية بساحة كبيرة بنيت فيها قاعة على شكل قنطرة أبعادها 7×9 م وخصصت لإيواء عابري السبيل وراحة الزوار كما بُني فيها مستودع للزيت والتبن والخمور. أما البوابة فكانت مخصصة لإدخال النذور من خيول ومواشٍ. وتحوي الكنيسة القديمة أيقونسطاساً قديماً من الخشب جرى تجديده بعد تعرضه لحريق بخشب الأبنوس المستورد وعليه نقوش ورسوم تمثل الشخصيات والحوادث الدينية كبشارة العذراء مريم والقديس جاورجيوس والقديس ديمتريوس وملائكة ونسوراً وطيوراً تحمل زهوراً وأغصان الزيتون.
كنيسة القديس سمعان العمودي (389-459) :
قديس وناسك سوري عربي ولد في قرية سيسان بين سورية وقيليقية في الربع الأخير من القرن الرابع. عاش في منطقة حلب في سورية وهو أول من ابتكر طريقة التنسك على عمود حجري، وهي طريقة انتشرت بعده في مدن ومناطق الشمال السوري كافة ومنها إلى أوروبا.
يقع دير القديس سمعان وقلعة سمعان وفيها العمود الذي تعبّد وتنسك فوقه القديس سمعان في منطقة جبل سمعان.
يتألف بيت المعمودية من بناء مربع أقيم في وسطه مثمن في جهته الشرقية حنية في أسفلها حفرة مستطيلة بدل الجرن لمعمودية البالغين، وهي مكسوة بالقرميد الأحمر ولها دَرَجٌ في الشمال وآخر في الجنوب للنزول فيها والصعود منها، وهناك قناة لتجري إليها المياه، وبعد المعمودية كان الجميع يتوجه إلى الكنيسة الملاصقة لهذا البناء من جهته الجنوبية، حيث كان يتم استكمال طقس المعمودية، وتبلغ مساحة كنيسة وبيت المعمودية مع ملحقاتها 2000 متر مربع.
تعتبر كنيسة القديس سمعان العمودي بحق جوهرة كنائس المدن المنسية، ومن أجمل روائع الفن ومن أضخم وأروع الكنائس التي بنيت في العالم.
كنيسة مار تقلا:
تحوي منطقة مار تقلا في اللاذقية كنيسة أثرية ترقى للقرون الأولى من المسيحية أعيد اكتشافها وبناؤها حديثًا، أكسبت هذه الكنيسة المشيدة على اسم القديسة تقلا، المنطقة اسمها. تحوي هذه المنطقة أيضًا على مبنى المحافظة في اللاذقية، وكذلك مبنيَيْ مديريتيْ المالية والزراعة، فضلاً عن عددٍ من المساجد الكبرى في المدينة أمثال جامع عمر بن الخطاب وجامع العجان، وتشمل منطقة مار تقلا إداريًا قسمًا من شارع أنطاكية ومنطقة السجن المسماة نسبة إلى سجن المدينة المركزي الموجود فيها، وهي على اتصال بضواحي المدينة الشمالية من خلال الطريق السريع المؤدي إلى المدينة الرياضية؛ وتتميز المنطقة بتعدّد المدارس والهيئات التعليمية فيها.
دورا أوروبوس الصالحية في بادية الشام:
مدينة أثرية سورية تقع في بادية الشام قرب دير الزور. وتضم أول كنيسة (منزلية) في العالم، حصلت مدينة دورا أوروبوس التاريخية الأثرية في سورية، والتي تعرف اليوم بـ"صالحية الفرات" على جائزة كارلو سكاريا الدولية للمنتزهات الأثرية للعام 2010.
شواهد التاريخ
97
المقالة السابقة