92
اتسمت العلاقات التركية مع جيرانها العرب بالايجابية وخصوصاً مع سورية التي وصلت العلاقة فيما بينهما إلى أعلى مستوياتها من خلال توقيع جملة من الاتفاقيات وفتح الحدود والغاء التأشيرات. ومع بداية الهجمة الخارجية على سورية، والتي سوقت في بادئ الامر على انها حراك سلمي انطلق من المساجد بشعارات دينية هدفه الاصلاح والتغيير. ولكن مع ظهور المراقب العام لحركة الاخوان المسلمين محمد رياض الشقفة في اسطنبول والذي دعا من خرجوا بحراك سلمي إلى رفع شعارات مناهضة للنظام، سقط عن القناع ما هو محضر مسبقا للدور التركي في سورية.
تركيا كانت ولا تزال من أوائل الدول، إلى جانب قطر والسعودية التي انخرطت في الأزمة السورية ولم توفر وسيلة الا واستخدمتها في سبيل اسقاط النظام في سورية، واستغلت حدودها المشتركة مع الدولة السورية لدعم وتسليح وتسهيل عبور عشرات الآلاف من الارهابيين والتكفيريين القادمين من الغرب ومن كل بقاع الأرض.
ربما إسقاط الطائرة السورية المقاتلة مؤخراً ضمن الأجواء السورية في الريف الحدودي الشمالي لمحافظة اللاذقية يترجم العناية الكاملة والدعم المتواصل لتلك الجماعات الإرهابية حتى عبر سلاحها الجوي، وهذا يخالف تماماً قواعد القانون الدولي.
اعتقدت حكومة اردوغان ان فوز حركات الاسلام السياسي ووصول الاسلاميين الى الحكم في بعض الدول العربية، يمكّنها من تقديم نفسها كداعمة لحركات التغير الديمقراطي على خلفية ما سمي بـ "الربيع العربي" وكان احتضانها معظم قيادات تلك الحركات على رأسها "الاخوان المسلمين" وتنسيقيات الفصائل المسلحة بشتى اسمائها تحت مسمى الائتلاف السوري المعارض، دليلاً آخر على الحلم الاردوغاني الامبراطوري العثماني.
ولكن السؤال اليوم ما هي السياسة التي سوف يتبعها أردوغان بعد فوزه بالانتخابات البلدية التي جرت في 30 آذار من هذا العام والتي تعتبر نوعاً من الاستفتاء على شعبية حزبه العدالة والتنمية الحاكم؟
لا شك في أن انتصار حزب أردوغان في الانتخابات البلدية يعني استمرار العدوان التركي على سورية، فمن عمل منذ ما يزيد على ثلاث سنوات على تدمير سورية، أعطي جرعة اضافية اليوم كي يستكمل مشروعه، ولعل إحدى حلقات هذا المشروع تتجسد اليوم في الهجوم المشترك على مدينة كسب، وهو الهجوم الذي عول أردوغان عليه كثيراً من أجل تغيير موازين القوى على الأرض بعد أن رجحت كفة الصراع لمصلحة الدولة السورية إثر سيطرة الجيش السوري على منطقة القلمون.
استكمال أردوغان مشروعه في العدوان على سورية هو رهان خاسر لا محالة، وعودة العلاقات السورية إلى سابق عهدها أمر صعب أيضاً في المدى المنظور، وفي ظل ما تعيشه المنطقة من تعقيدات.
جل ما يمكن أن يفعله أردوغان تجاه سورية، هو أن يدعم المعارضات المنتشرة على الأرض التركية، وتسهيل قيامها بعقد ندوات ومؤتمرات لا تسمن ولا تغني عن جوع، فالوضع الميداني لمصلحة الجيش السوري، وترنح المجموعات المسلحة أمام ضربات هذا الجيش، وكذلك الوضع السياسي الدولي لا يسمح لأردوغان بأن يغامر باستقرار بلاده بعد أن قام بجهد كبير لإخماد الاحتجاجات ضده. وربما هذا الأمر يدعو الأتراك إلى إعادة قراءة ما يجري في المنقطة وفي سورية تحديداً.
تركيا كانت ولا تزال من أوائل الدول، إلى جانب قطر والسعودية التي انخرطت في الأزمة السورية ولم توفر وسيلة الا واستخدمتها في سبيل اسقاط النظام في سورية، واستغلت حدودها المشتركة مع الدولة السورية لدعم وتسليح وتسهيل عبور عشرات الآلاف من الارهابيين والتكفيريين القادمين من الغرب ومن كل بقاع الأرض.
ربما إسقاط الطائرة السورية المقاتلة مؤخراً ضمن الأجواء السورية في الريف الحدودي الشمالي لمحافظة اللاذقية يترجم العناية الكاملة والدعم المتواصل لتلك الجماعات الإرهابية حتى عبر سلاحها الجوي، وهذا يخالف تماماً قواعد القانون الدولي.
اعتقدت حكومة اردوغان ان فوز حركات الاسلام السياسي ووصول الاسلاميين الى الحكم في بعض الدول العربية، يمكّنها من تقديم نفسها كداعمة لحركات التغير الديمقراطي على خلفية ما سمي بـ "الربيع العربي" وكان احتضانها معظم قيادات تلك الحركات على رأسها "الاخوان المسلمين" وتنسيقيات الفصائل المسلحة بشتى اسمائها تحت مسمى الائتلاف السوري المعارض، دليلاً آخر على الحلم الاردوغاني الامبراطوري العثماني.
ولكن السؤال اليوم ما هي السياسة التي سوف يتبعها أردوغان بعد فوزه بالانتخابات البلدية التي جرت في 30 آذار من هذا العام والتي تعتبر نوعاً من الاستفتاء على شعبية حزبه العدالة والتنمية الحاكم؟
لا شك في أن انتصار حزب أردوغان في الانتخابات البلدية يعني استمرار العدوان التركي على سورية، فمن عمل منذ ما يزيد على ثلاث سنوات على تدمير سورية، أعطي جرعة اضافية اليوم كي يستكمل مشروعه، ولعل إحدى حلقات هذا المشروع تتجسد اليوم في الهجوم المشترك على مدينة كسب، وهو الهجوم الذي عول أردوغان عليه كثيراً من أجل تغيير موازين القوى على الأرض بعد أن رجحت كفة الصراع لمصلحة الدولة السورية إثر سيطرة الجيش السوري على منطقة القلمون.
استكمال أردوغان مشروعه في العدوان على سورية هو رهان خاسر لا محالة، وعودة العلاقات السورية إلى سابق عهدها أمر صعب أيضاً في المدى المنظور، وفي ظل ما تعيشه المنطقة من تعقيدات.
جل ما يمكن أن يفعله أردوغان تجاه سورية، هو أن يدعم المعارضات المنتشرة على الأرض التركية، وتسهيل قيامها بعقد ندوات ومؤتمرات لا تسمن ولا تغني عن جوع، فالوضع الميداني لمصلحة الجيش السوري، وترنح المجموعات المسلحة أمام ضربات هذا الجيش، وكذلك الوضع السياسي الدولي لا يسمح لأردوغان بأن يغامر باستقرار بلاده بعد أن قام بجهد كبير لإخماد الاحتجاجات ضده. وربما هذا الأمر يدعو الأتراك إلى إعادة قراءة ما يجري في المنقطة وفي سورية تحديداً.