أصدرت الشاعرة زهرة مروة في العام 2012 ديوانها الأول "جنة جاهزة" ففاض منه اختلاجات امرأة عاشقة، ترتفع بالحب الهادئ وصولاً إلى ملامح تشي بالخطايا "الطاهرة".
قصائدها تدعوها إلى ان تكون مرآة نفسها. تحث بأبياتها الى الحب والفوضى والثورة والجرأة والحب، لتبقى حياتها وأحاسيسها وحالة التجلي مفتاح القصيدة، فالشعر لديها إطلالة على العالم من شرفة أعلى، وفرح بالخَلق وسماح في النفس .
أنهت دراستها في ادارة الأعمال من الجامعة اليسوعية. لكنها توجهت الى الصحافة والى الشعر.
كتبت الشعر في سن مبكرة. في السابعة عشرة كتبت أول قصيدة ونشرتها في "نهار الشباب". ومن ثم بدأت تنشر قصائدها في الصحف الللبنانية والعربية. وبعد ذلك نشرت اول ديوان لها بعنوان "جنًة جاهزة" العام 2012. كما نشرت ديوانها الثاني "الاقامة في التمهيد" في السنة نفسها.
هنا حوار مع الشاعرة زهرة مروة عن حياتها وآرائها، وواقع المرأة والمجتمع والثقافة.
كيف تقدّم زهرة مروّة نفسها لقرّائها؟
أقدم نفسي عبر نصي الشعري. أي أترك نصي يتحدث عني. ان نصي يتضمن أفكاراً ومعادلات بقدر ما يتضمن مشاعر. مثلا في قصيدة "فكرة" من ديوان جنة جاهزة. أقول:
"الفكرة
كامرأة تحتفظ بجنينها
ولا ترتبك بوليد قد يسخرون منه
أو يدمّر حياتها.
الفكرة سفينةُ تشقُّ اليحر
ولا يرفرف فوقها علم."
أنهيت دراستي في ادارة الأعمال من الجامعة اليسوعية. لكني توجهت الى الصحافة والى الشعر. ووجدت نفسي أقرأ دواوين شعرية وأكتب مقالات صحافية.
بالطبع بدأت أكتب الشعر في سن مبكرة. كنت في السابعة عشرة عندما كتبت أول قصيدة ونشرتها في "نهار الشباب". ومن ثم بدأت أنشر قصائدي في مجلة "الآداب" وفي الصحف الللبنانية والعربية. وبعد ذلك نشرت اول ديوان لي بعنوان "جنًة جاهزة" العام 2012. كما نشرت ديواني الثاني "الاقامة في التمهيد" في السنة نفسها.
_ بداياتك الشِّعرية، بمن تأثرت، وما هي أهمّ المؤثرات في تكوين اتجاهاتك الأدبية؟
في بداياتي الشعرية قرأت قصائد موزونة لشعراء عرب، كما قرأت قصائد نثرية فرنسية وعالمية. واكتشفت أن قصيدة النثر هي الأقرب اليّ.
أصدرت في 2012 ديوانيين لك، ما هما؟
ديواني الاول "جنة جاهزة" يحمل أسئلة كثيرة وبراءة وعفوية. أما بالنسبة لديواني الثاني "الاقامة في التمهيد" فهو يحمل عفوية أيضاً، لكنه اكثر نضجا ويتضمن حرفة كتابية اكثر من الأول. لن أستطيع التحدث عن كتابيَّ بتجرد. ولكن هناك قراء أعجبوا بديواني الأول "جنة جاهزة" أكثر من الثاني، واعتبروا أنه يتضمن حالة وجودية خاصة. وفي المقابل هناك من اعتبر ديواني الثاني "الاقامة في التمهيد" ديوانا أكثر نضجا.
أعتبر ان ديواني الثاني هو تكملة لديواني الأول، فأنا في الديوانين أعيش الحالة نفسها، ولكن أشرف عليها كل مرة من منظار مختلف. بلا شك في ان الأفكار في الديوان الثاني هي اكثر نضجاً. أحاول في الديوانين أن أعبر عن أفكاري بأقل قدر ممكن من الكلمات. أي أميل الى الاختصار والى التشذيب.
ما هي المؤثّرات الفاعلة في ولادة القصيدة لدى الشاعر؟
هناك مؤثرات كثيرة تساهم في ولادة القصيدة عند الشاعر، تجربته الحياتية أولاً، وقراءاته ثانياً. وبرأيي ان على الشاعر ألا يكتفي بالقراءات الشعرية وعليه أن يقرأ كل ما تقع عليه يداه. فأنا مثلا أحيانا أقرأ أبحاثاً علمية وطبية. أو كتباً تعرفني على بلدان العالم وأحب التعرف على تقاليد البلدان. وأسافر كل سنة الى بلد جديد، وكذلك أقرأ الرواية والشعر. وكل هذه الأشياء من شأنها أن ترفدني شعرياً.
حدّثينا عن القصيدة، كيف تجيء إلى زهرة مروة؟
إن القصيدة لا تجيء جاهزة، بل هي تراكم تجارب وقراءات، تجتمع لتنفجر في لحظة معينة. لحظة يكون فيها الشعور متأجج. ربما لحظة حزن أو فرح أو حقد مثلا. وعلى الشاعر أن يستغل تلك العاصفة الوجودية ويهمدها عبر الكتابة.
هل صحيح بأن الزَّمن هو زمن الرواية، ولا سيّما الخيالية، وأن زمن الشِّعر قد انتهى؟
أعتقد أن الشعر ليس فقط في الكتابة الشعرية، بل في الحالة الشعرية. أحيانا مشهد سينمائي أو طقس ماطر قد يحمل شعراً أكثر من القصيدة.
وفي اعتقادي ان زمن الشعر لا ينتهي. وبالعكس، تزداد حاجتنا الى الشعر مع الزمن. في زمننا المادي والسريع الانسان بحاجة اكثر كي يعود الى ذاته وأن يعبر عنها.
بلا شك في أن الرواية تلقى أحياناً رواجاً اكثر من الشعر. ولكن الشاعر لا يكتب من أجل الجمهور أو القارئ, انه يكتب ليرضي حاجة في داخله.
ما رأي الشاعرة بالنَّقد عموماً ونقد الشِّعر خصوصاً؟
برأيي أن ما يكتب في الصحف عن الكتب، هو ليس نقدا بل مراجعات لهذه الكتب، ومجاملات واطراءات. وأعتقد ان الكاتب بحاجة الى نقد حقيقي كي يطور ذاته.
كيف كانت تجربتك الصحافية؟
بدأت أكتب تحقيقات ثقافية في جريدة النهار، ثم عملت مراسلة ثقافية لموقع الجزيرة نت التابع لقناة الجزيرة لمدة سنة. والآن أكتب في الصحف العربية واللبنانية.
كيف تنظرين الى الإعلام ودوره في دعم الثقافة؟
بلا شك في ان الاعلام قد يساهم في دعم الثقافة وفي الاضاءة على بعض المثقفين أو الشعراء أو الروائيين. لكنه احيانا يلعب دورا سلبيا، فهو يضيء على بعض الكتاب المتوسطي الموهبة، ويترك كتاباً مهمين في الظل. وبنظري، ان الكاتب المهم ليس بحاجة لأن يسوّق نفسه اعلامياً، أو بالأحرى يكون منهمكاً في تطوير نفسه، وليس لديه ما يكفي من الوقت لإقامة علاقات إعلامية وتسويق نفسه.
وفي النهاية إن النص الجيد هو الذي يصمد، ويجذب الاعلام اليه.
ما هي رسالتك التي تقومين بإيصالها من خلال الشعر؟
أفضل الشعر الذي يحمل أفكارا. وأفضل الشاعر الذي يسعى الى اكتشاف الوجود، والذي يكتسب خبرة وحكمة عبر تجاربه الحياتية، يوصلها بعد ذلك الى قرائه. هناك مشاعر كثيرة وأفكار وتطلعات أوصلها الى القارئ عبر قصائدي.
أعجبت كثيراً بشعر الشاعر البرتغالي "بسيوا" لأنه ينطوي على أفكار، وكذلك بقصائد الشاعر الفرنسي "رينيه شار" التي تحمل فلسفة ونظرة معينة الى الحياة. وهذا النوع من الشعر يدفعني الى التفكر بأبسط الأشياء ويخلق لي جواً خاصاً.
هل يستطيع الشعر أن يصلح المجتمع؟
ليس مطلوباً من الشعر أن يكون مرشداً اجتماعياً، ان الشعر هو فن لأجل الفن. لكنه قد يساعد القراء على تنمية الحس الثقافي لديهم.
السؤال الأخير ما هو طموحك وأين يقف؟
طموحي ليس مادياً. طموحي هو أن أجد نفسي وأتصالح معها. والشعر يقوم بجزء من هذه المهمة. بالطبع يهمني أن أتطور شعرياً وصحافياً. وأنا دائما أسعى الى تطوير ذاتي عبر القراءات وعبر التحدث مع مثقفين ونقاد والاستفادة من تجاربهم.